الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين الصراع والتحالف.. هل يمكن تجنب حرب باردة جديدة بين الناتو والصين؟

الناتو والصين
الناتو والصين

قال أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرج، اليوم، إن الناتو لا يريد حربا باردة مع الصين، ولكنه يحتاج إلى التعاون معها في بعض المجالات مثل مكافحة تغير المناخ ومنع انتشار الأسلحة النووية.

وأكد أيضا أن الناتو يجب أن يكون على دراية بالتحديات التي تطرحها الصين على الأمن والقيم الديمقراطية للحلف، وأن يستثمر في الدفاع والتكنولوجيا للحفاظ على تفوقه.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ستولتنبرج عن الصين. ففي وقت سابق، حذر من “عواقب وخيمة” إذا قدمت الصين مساعدة عسكرية لـ روسيا في حربها بـ أوكرانيا، ودعا إلى “الضغط على الصين لإظهار ضبط النفس"، وفي أبريل 2022، ناقش قادة الناتو تنامي قدرات الصين العسكرية، وأكدوا على ضرورة “التصدي للتحديات التي تشكلها الصين على أسس قواعد النظام الدولي”.

من جانبها، ردت الصين على تصريحات ستولتنبرغ بالانتقاد والرفض. اتهمت الخارجية الصينية حلف الناتو بالمبالغة في “نظرية التهديد الصيني”، وبإظهار “عقلية الحرب الباردة”، وبالسعي إلى “خلق مواجهات بشكل مفتعل، كما نفت أن تكون سياستها العسكرية أو النووية تشكل خطرا على أمن المجتمع الدولي، وأكدت أنها تسعى للسلام والتعاون.

صراع وتحالف في آن واحد

العلاقات بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) والصين هي علاقات تتسم بالتعاون والتنافس في آن واحد. الناتو هو تحالف عسكري وسياسي يضم 30 دولة أوروبية وأمريكية شمالية، يهدف إلى الدفاع الجماعي والحفاظ على الأمن والقيم الديمقراطية في المنطقة الأطلسية.

الصين هي قوة عسكرية واقتصادية كبرى في العالم، تحتكم إلى حزب شيوعي واحد، وتسعى إلى توسيع نفوذها في مناطق مختلفة من العالم.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الصين أكثر نشاطا في المجالات التي تهم الناتو، مثل إفريقيا، وآسيا والمحيط الهادئ، والفضاء، والأمن السيبراني.

كما تطورت قدراتها العسكرية والنووية بشكل ملحوظ، ما أثار قلق الحلف من أن تشكل تهديدا على استقرار المنطقة الأوروبية والأطلسية لذلك، بدأ الناتو في إيلاء اهتمام أكبر للصين كعامل استراتيجي، ودعا إلى التصدي للتحديات التي تطرحها على قواعد النظام الدولي.

من جهة أخرى، لا يعتبر الناتو أن الصين هي خصم أو عدو له، بل يرى أن هناك مجالات للتعاون معها في قضايا مشتركة، مثل مكافحة تغير المناخ، ومنع انتشار الأسلحة النووية، ومكافحة كورونا، كما يحث على زيادة الحوار والشفافية مع بكين لتجنب سوء التفاهم والصدام.

بالمثل، تؤكد الصين أن سياساتها الخارجية والدفاعية ذات طابع دفاعي، وأنها تسعى للسلام والتعاون مع جميع الدول. كما تدافع عن حقها في التطور والإصلاح بشكل مستقل، دون التدخل من قبل قوى خارجية. لذلك، ترفض الصين أن تُظهَر كـ "تهديد" من قبل حلفاء الغرب، وتتهمهم بإظهار "عقلية حرب باردة" و"إذكاء المواجهة".

إذًا، فإن العلاقات بين الناتو والصين تحتاج إلى التوازن بين الحفاظ على المصالح والقيم الأساسية لكل طرف، والبحث عن نقاط التقاء والتعايش السلمي مع الآخر، هذا التوازن ليس سهلا أو مضمونا، ويتطلب الحكمة والمرونة من كلا الجانبين.