الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تحويله مقلبا للنفايات.. ماذا حدث لسور مجرى العيون؟|إجراءات عاجلة من الحكومة

تطوير سور مجرى العيون
تطوير سور مجرى العيون

تتميز مصر بأثارها العظيمة والكثيرة، إذ يأتي إليها كل وافد من المشرق  والمغرب قاصداً مزاراتها السياحية المنتشرة في شبر من أرضها، والتي نالت القاهرة النصيب الأعظم منها، إذ تنقسم القاهرة للقاهرتين الحديثة والقديمة، وتتميز القاهرة القديمة بالعديد من المواقع التاريخية المتميزة بنفحاتها الدينية، وتاريخها الطويل الممتد على كل العصور، واستطاعت الدولة أن تعيد الروح لأشهر موقع أثري في منطقة مصر القديمة بشارع مجرى العيون وطريق صلاح سالم، حيث أعادت ترميم سور مجرى العيون الشهير بعد أن تحول لمكب للنفايات.

تطوير سور مجرى العيون.. ننشر صور العمارات الجديدة | مصراوى
سور مجرى العيون

إحياء سور مجرى العيون

تضمنت الأعمال ترميم وصيانة السواقي الخشبية المقامة أعلى المبنى، وإزالة التعديات على السور والحرم الأثري، ومعالجة وتنظيف الأحجار، وإزالة طبقات السناج والاتساخات، وصيانة الأشغال الخشبية والأرضيات بالممرات الداخلية، وتأهيل السلالم وتغشية الفتحات، بالإضافة إلى رفع كفاءة المنطقة المحيط بالأثر.

ويعد برج مأخذ سور مجرى العيون، قناطر للمياه تقع بمنطقة مصر القديمة بشارع مجرى العيون وطريق صلاح سالم، وقد تم تسجيلها في عداد الآثار الإسلامية عام 1951، وهي تمتد من فم الخليج إلى باب القرافة بميدان السيدة عائشة ويبلغ امتدادها ما يقرب من ثلاثة كيلومتر بعدد 292 فتحة، تبدأ من برج المآخذ وهو يمثل الجزء الأول للسقاية ويتكون من برج سداسي الشكل من الحجر، يوجد بسطحه عدد 6 سواقي يصعد إليها عن طريق منحدر من الجانب الشرقي للبرج.

يتوسط برج المأخذ من أعلى حوض كبير سداسي الشكل من الطربماوب الأحمر ليمنع تسرب المياه إليه بواسطة السواقي الستة التي كانت مركبة بسطح البرج إذ ترفع المياه إليه لتصب في أحواض حجرية صغيرة تتصل بالحوض الأوسط الكبير عن طريق قنوات صغيرة، عبارة عن عقود مدببة ترجع لعصر السلطان الغوري وهي محمولة على دعامات من الحجر. وقد ظلت هذه القناطر مستعملة حتى عام 1872.

يرجع تاريخ إنشائه إلى الناصر صلاح الدين الأيوبي، حيث كان الهدف من بنائه هو تزويد قلعة صلاح الدين الأيوبي بالماء، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 1312، وأقام لها السلطان الغوري خلال فترة حكمه مأخذا للمياه به ستة سواقي بالقرب من مسجد السيدة عائشة.

ولم يتبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي شيئا سوي بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة المواجهة لمسجد السيدة عائشة.

وقد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، أنشأ خلالهما أربع سواقي على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم إسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي.

وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة، بعدما كان قديما حتى القلعة، وقد بُنى هذا السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمة من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهي بصب المياه في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة. 
وفي عصر السلطان الغوري، أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواقي بالقرب من السيدة نفيسة لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة، وكان الهدف من إنشائها هو تزويد قلعة صلاح الدين الأيوبي بالماء.

خرائط وصور.. مخطط تطوير سور مجرى العيون والمناطق المحيطة.. المشروع بمساحة  95 فدانا لإعادة هيكلة القاهرة التاريخية واستعادتها كمركز أعمال وثقافة  بالشرق الأوسط.. خالد صديق: مساحات للمسرح المفتوح والسينمات - اليوم السابع
سور مجرى العيون

ملف تطوير العشوائيات

وخلال العصر العثماني شهدت سقاية فم الخليج (مجرى العيون) عدد من الإصلاحات بها، كما استخدمت الحملة الفرنسية بعض أجزائها كحصن حربي للمراقبة وجعلت فيها فتحات كبيرة لمدافعها، ثم قام محمد على باشا بإنشاء تفريعه لتصل المياه إلى قبة الإمام الشافعي ومدفن العائلة المالكة.

ومن جانبه، قال خبير التنمية المستدامة واستشاري المناطق غير الآمنة، الدكتور الحسين حسان، إن الحكومة تعمل جاهدة على أكثر من 25 ألف مشروع تنموى، مشيراً إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيقضى على العشوائيات الموجودة وسيصبح هناك نقلة نوعية لأهل مصر.

وأضاف الحسان في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن ملف العشوائيات في مصر، كان أحد أهم التحديات التي تواجه الدولة منذ عقود طوال، وكان بمثابة كابوس يراود الكثير من المواطنين في العديد من المحافظات في مصر، ومؤخرًا بدأت الحكومة بإعطاء هذا الملف أولوية قصوى من اهتماماتها، حتى تحوّل مشهد العشوائيات في مصر إلى صورة حضارية ونموذج مشرف، ومصدر إلهام للدول التي تسعى إلى تنفيذ هذه التجربة الرائدة في القضاء على العشوائيات، وبناء مناطق سكنية حضارية تليق بالمواطن، واعتباره حقًا من حقوق الإنسان.

وخصصت الدولة ميزانية بالمليارات للقضاء على العشوائيات، حيث استفاد من التطوير نحو 1.2 مليون مواطن. وبلغ عدد المناطق غير الآمنة المطورة، 357 منطقة في 25 محافظة، بإجمالي 246 ألف وحدة سكنية، وبتكلفة بلغت 63 مليار جنيه كتكلفة للمشروعات والقيمة التقديرية للأرض، وذلك بواقع 33 منطقة غير آمنة من الدرجة الأولى، و269 منطقة غير آمنة من الدرجة الثانية، و34 منطقة غير آمنة من الدرجة الثالثة، و21 منطقة غير آمنة من الدرجة الرابعة.