الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.. شيخ الأزهر: قلة مروءة.. والمفتي: النبي لم يفعل ذلك

صدى البلد

يحتفل العالم في 25 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للقضاء على العنف، ويبدأ من هذا اليوم تدشين 16 يومًا من النشاط يجب أن تُختتم في 10 ديسمبر، وهو اليوم الذي تٌحيي فيه ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

ومن المعتاد أن يكون هناك العديد من الفعاليات التى تشارك فيها مصر وينظمها المجلس القومي للمرأة والذى يلون فى هذه الأيام باللون البرتقالي للتذكير بالحاجة إلى مستقبل خالٍ من العنف.

شيخ الأزهر

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علَّمنا أن «النساء شقائقُ الرجال» وأوصى بهن خيرًا، فيجب احترامهن وتوقيرهن.

وأضاف شيخ الأزهر في منشور سابق له، عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «أما العنف ضد المرأة، أو إهانتها بأى حال دليل فَهمٍ ناقصٍ، أو جهل فاضح، أو قلة مروءة، وهو حرام شرعًا، يأتى بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة والذى يوافق 25 نوفمبر من كل عام».

مفتي الجمهورية

الدكتور شوقى علام، مفتي الجمهورية، تحدث عن قضية ضرب الزوج لزوجته قائلا: القرآن الكريم يرشدنا من خلال مراحل وعظيه ومراحل تأديبية، ويبين لنا طريق الصواب في التعامل مع الخلافات الأسرية، مؤكدًا أن العنف الأسرى يتعارض كذلك مع مقاصد هذه الحياة الخاصة في طبيعتها، التي مبناها على السكن والمودة والرحمة، بل يُهدِّد نسق الأسرة بإعاقة مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والأمان والشعور بالمودة والسكينة، ومن ثَمَّ يؤذن بتحولها لتكون موطنًا للخوف والقلق والشجار المستمر ونشر الروح العدوانية.

وتابع المفتي خلال حواره مع برنامج "نظرة" المذاع عبر قناة "صدى البلد" تقديم الإعلامى حمدى رزق، يجب أن نفهم الأمر وَفقًا للمسلك والنموذج النبوي الشريف في تعامل النبي مع زوجاته، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا من نسائه قط، ولا ضرب خادمًا قط".

ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن حل المشكلات الزوجية بالضرب وإبراز السلبيات هو مسلك الضعفاء وغير المنصفين الذين لا يديرون الأسرة إدارة حسنة، بل يتعارض مع الميثاق الغليظ، فضلًا عن أنه من غير المحبب استعمال الضرب حتى ولو كان يسيرًا.

وتابع: فضلًا عن مخالفة هذا العنف لتعاليم الإسلام؛ فقد حث الشرع الشريف على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء، وتغليب ثقافة الحوار بين الزوجين.

الرفق عبادة

وجه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، فى منشور سابق له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، رسالة في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة بعنوان “الرفق عبادة”.

وقال الأزهر في رسالته :"الرفق هو مجمع المحامد، وخلق العقلاء الراشدين، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» [أخرجه مسلم]، وهو من صفات الله عز وجل؛ فقد قال ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ». [أخرجه البخاري]

وتابع مركز الأزهر للفتوى: “لذا أمر الإسلام به، وقرر أن أكثر البيوت بركة هي المتحلية بالرفق في المعاملة؛ فقال سيدنا رسول الله ﷺ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ» [أخرجه أحمد في مُسنده]”.

وشدد على أن الإسلام حرم كل سلوك عدواني يضاد الرفق أو يؤذي العلاقات والمشاعر؛ سيما بين الأزواج، وضد النساء؛ فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ». [أخرجه مسلم]

ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل معيار القوة والحزم الحقيقي هو الرفق؛ نافيًا أن يكون ردّ الإساءة بالإساءة قوة أو شجاعة؛ فقال ﷺ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ». [مُتفق عليه].

ضرب الزوجة

فسرت نيفين مختار، الواعظة بوزارة الأوقاف، قوله تعالى "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلً" بأسلوب سهل يمكن فهمه من الجميع.

وقالت الواعظة بوزارة الأوقاف نيفين مختار، خلال لقائها على فضائية "سي بي سي"، إن الأمور الثلاثة المذكورة في الآية مرتبة بواو العطف وبالتالي يجب على الزوج أن يبدأ بالنصح أولا ثم الهجر في المضجع ثم الضرب.

وقالت أن معنى الهجر، وضرب الزوجة في القرآن، منوهة إلى أن الزوج له أن يهجر زوجته في الفراش في نفس الغرفة ولا يخرج منها حتى لا تكبر وتتفاقم الأمور بينهما بتدخل الأهل وما شابه.

وأضافت أن الزوجة إذا لم ترتدع، فالحكم المقصود في كلمة الضرب ليس كما يفهمه الكثير، منوهة إلى أن الله تعالى قال في ألفاظ كلمة الضرب في القرآن "فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا" وقوله تعالى "فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ"، والمعنى في كلمة الضرب هو الفصل والإعراض، وهذا لا يعني الضرب المعروف بيننا.

وتابعت: "كل فعل له معنى في الدين واللغة، فمثلا ضرب الوجه يسمى "لطم" وضرب القفا يسمى "صفع" وضرب اليد يسمى "وكز" وضرب الرجل يسمى "ركل"، وقد نهينا عن ضرب البطن وعن كسر العظم وعن تقبيح الوجه".وأكدت أنه لا يوجد دليل في القرآن أو السنة أن الضرب المذكور هو التعدي على المرأة أو الزوجة بالعصا وإيلامها.

دار الإفتاء المصرية ضرب الزوجة إهانة

قالت دار الإفتاء المصرية، إن إهانة الزوج لزوجته واعتداؤه عليها -سواء كان بالضَّرْب أو بالسب- أمر محرم شرعًا، وفاعل ذلك آثمٌ، ومخالف لتعاليم الدين الحنيف.

وأضافت «الإفتاء» عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة؛ قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» [الروم: 21].

وتابعت: “إن الشرع الشريف أمر الزوجَ بإحسان عِشْرة زوجته، حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حُسْن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» (رواه الترمذي)”.

وأكملت: “حَثَّ الشرعُ على الرِّفْق في التعامل بين الزوج والزوجة، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله؛ فقال: «إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه» (رواه مسلم)”.

وقال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه يختلف مع جمهور المفسرين فى آيات ضرب النساء، لافتا إلى أن الضرب فى القرآن جاء بأكثر من معني، وكلها ليس الإيذاء والعنف.

وتابع الجندى، خلال فيديو منشور عبر منصة الفيديوهات “يوتيوب”،أن الضرب بالسواك إهانة واعتداء، والضرب الموجود فى القرآن هو الهجر والابتعاد عنهن، والنبى محمد صلى الله عليه وسلم، لم يضرب زوجاته قط".