في التراث الهندي الأصيل تُعرف جوهونا بوري بأنها مجوهرات صالحة للأكل، حيث إن كلمة جوهونا في اللغة البنغالية تعني “”، في حين أن بوريعبارة عن زلابية عدس.
في قرية تشوداتشولي، الواقعة في منطقة شرق ميدنابور في ولاية البنغال الغربية شرق الهند، يمكنك بسهولة مشاهدة فن جوهونا بوري القديم، وهو عبارة عن فن طهي يعادل المجوهرات بالنسبة للشعب الهندي، حيث إنه بمثابة زلابية عدس تؤكل كمرافقة متواضعة لحساء العدس أو تضاف إلى أطباق الأسماك والخضراوات لتعزيز النكهات، بحسب ما ورد على موقعBBC الإخباري.
الاستحمام أولًا
جوهونا بوري هي وجبة خفيفة متخصصة تبدو وكأنها زخرفة مصممة بدقة ذات مذاق مالح مع لمسة مقرمشة من بذور الخشخاش.
ويتم حجز جوهونا بوريس للمناسبات الخاصة كوجبات خفيفة لذيذة مع الشاي.
كما يمكن أن تكون بداية لذيذة لوجبة بنغالية تقليدية رائعة، مع ملعقة من السمن (الزبدة المصفاة) والأرز الساخن.

جوهونا بوريهو نشاط شتوي ذو طقوس هندية أصيلة، فعادة، يتم البدء في هذا النشاط من منتصف إلى أواخر شهر نوفمبر، حيث تبدأ نساء قرية تشوداتشولي في الصباح الباكر بالاستحمام وارتداء ملابس جديدة، ثم يؤدين طقوس البوجا (الطقوس الهندوسية لعبادة الإله)، قبل البدء في الإجراء الشاق المتمثل في طحن الجرام الأسود المطحون (بقوليات من جنوب آسيا تُعرف أيضًا باسم أوراد دال أو الفول) والتي تم نقعها في الماء طوال الليل.
وللقيام بذلك، يستخدمون أداة تسمى شيلنورا باللغة البنغالية وهي عبارة عن ملاط مسطح ومدقة حجرية.
وتتكون هذه الوصفة اللذيذة من العدس الأسود وماء لنقعه طوال الليل ثم طحنه في الصباح مع تشكيله على حفنة من بذور الخشخاش ثم تركه ليجف في الشمس ومن ثم قليه في زيت الخردل.
وتقول إحدى نساء القرية إنه للحصول على وجبةجوهونا بوري اللذيذة،نحتاج عادةً إلى جولتين من الطحن اليدوي للحصول على ملمس ناعم وفطيري ثم يتم خفق العجينة باليد حتى تصبح ناعمة وحريرية.
الأقراط والتيجان
بعد ذلك، يصبح العجين جاهزًا للتمرير بلطف فوق طبقة رقيقة جدًا من بذور الخشخاش مع أنماط وزخارف لا تعد ولا تحصى مثل الأقراط والتيجان والملاعق.

وبمجرد تجفيفها في الشمس، يتم قلي قطع جوهونا بوري الشهية في زيت الخردل حتى يتحول لونها على الجانبين إلى اللون البني الفاتح.
لا أحد يعرف متى نشأت حرفة طهي جوهونا بوري، ولكن تم إعدادها لأول مرة في الأسر الأرستقراطية في منطقة شرق ميدنابور، حيث يعتبر المناخ المشمس والجاف مثاليًا لخبز جوهونا بوريس تحت أشعة الشمس.
وفي عام 1930، عندما تم تقديم صندوق جوهونا بوريس للشاعر الحائز على جائزة نوبل، رابندراناث طاغور، كان مفتونًا جدًا بروعة الأشياء الجيدة لدرجة أنه أمر بتصويرها وعرضها بمعارض في كالا بهافانا (قسم الفنون الجميلة) في الهند، وهي مدينة شانتينيكيتان الجامعية، بالقرب من كولكاتا.