الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علامة على المعذبين في النار.. وسمة للمنافقين بالقرآن .. احذر مصابها

علامة على المعذبين
علامة على المعذبين في النار وردت بالقرآن

الترف علامة على المعذبين في النار حسبما أوردته الآية 45 من سورة الواقعة، فما معناه؟، وما وهي أسرار تلك الآية الشريفة حسبما جاء في كتب التفسير؟، هذا ما سنوضحه في السطور التالية.

علامة على المعذبين في النار وسمة المنافقين

يقول تعالى : «إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ (45)»، وجاء في بيانها بحسب تفسير الطبري، وقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) يقول تعالى ذكره: إن هؤلاء الذين وصف صفتهم من أصحاب الشمال، كانوا قبل أن يصيبهم من عذاب الله ما أصابهم في الدنيا مترفين، يعني منعمين.

كما حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) يقول: منعمين.

علامة على المعذبين في النار وردت بالقرآن

وفي بيان لأسرار الآية 45 من سورة الواقعة يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إن ربنا سبحانه وتعالى جعل الترف علامة على المعذّبين في النار ومن سمات الفاسقين {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الحِنْثِ العَظِيمِ}، موضحًا أن الترف معناه الزيادة في التمتع بكل متعة حتى نتجاوز الحلال، أما الزيادة في الحلال فلا بأس بها.

واستطرد: لكن الزيادة حتى نتجاوز الحلال هذا هو الترف، فالإنسان يلتزم بالحلال فيأكل ويشرب ويسكن ويركب المواصلات والدواب الطبيعية والصناعية باحثًا عن الرفاهة، لكنه لا يجد سعادة في هذا؛ لأن السعادة الحقيقة في حقيقة الأمر إنما هي في ذكر الله «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله» ، فهناك من يبحث عن الراحة عن الرضا عن القناعة، وهذا لا يتأتى بزيادة المأكل والمشرب، ولا زيادة الرفاهة في المسكن والمركب، بل يأتي من الصيام من الذكر من الدعاء من التربية من الرضا؛ ولذلك قال أهل الله : إننا في لذة لو عرفها الملوك – المترفون- لقاتلونا عليها بالسيوف. لذة ذكر الله، ولذة طاعة الله {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} هذا يأتي بالرضا والتسليم بأمر الله، ويأتي بأن تطيع ربك فيما أمر، وأن تنتهي عما زجر، لكن -المترف- ليس عنده هذه الفكرة ، فلما يتمادى الترف ويصل إلى السرف والإسراف يبدأ هذا الشخص يبحث عن سعادة ؛ فيبدأ بالانحراف، ولا يكتفي بما أحله الله سبحانه وتعالى، ويحاول أن يعتدي على حدود الله لعله في هذا الاعتداء يجد سعادة له، فلا يجد هذه السعادة.