قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

باحث في الفكر الإسلامي خلال تأبين الكتاني: كان محدثا عالي الأسانيد

محمد القاضي
محمد القاضي

قال الدكتور محمد حسن القاضي الباحث في الفكر الإسلامي إنه فقد العالم ثلمة كبيرة وثغرة في العلم عظيمة , وقد قال سيد الأنبياء صلي الله عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا .

وأضاف خلال كلمته في تأبين الشيخ محمد الكتاني شيخ الطريقة الكتانيةالصوفية، بحضور كوكبة من العلماء في " البيت المحمدي" : لقد كان شيخنا العلامة المحدث الكبير والمفسر النحرير الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني , كالعافية للأبدان والشمس للدنيا , فقدنا بإنتقاله علوماً كثيرة وفهوماً منيرة , فقدنا محدثاً عالي الأسانيد , تزينت به المجالس كعقد الجيد مفسراً حسن الاستنباط , فتح الله له باباً من الفهم الدقيق والتحليل العميق. فقد حلاه الله من حسن الصورة وجمال المحيا , والهيبة التي تملأ وجههه.

واستشهد بقوله تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ المجادلة: 11] فحُقَّ أَنْ يُوصَفُوا بِأَفضَلِ الأَوصَافِ وَأَعْلَاهَا، وَأَعظَمِهَا وَأَزْكَاهَا؛ كَيفَ لَا وَهُمْ الَّذِينَ أَخبَرَ عَنهُمْ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- أنهم: "وَرَثَةُ الأَنبِيَاءِ" وَكَفَى بِهَا مَنْقَبَةٌ، بَلْ حَسْبُهُم مَديحُ اللهِ لَهُم فِي الكِتَابِ، حَيثُ قَالَ عَنهُم المَلِكُ الوَهَّابُ: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].

وتابع: من جميل أخلاقه رحمه الله فى تعامله مع السائل ، فيقول: «وإني لأعرف مسألة المرء منذ بدء كلامه، وأعرف حلها وما سأشير عليه بفعله، فيظل يحكي ويفصّل الكلام ويطيله ويسهب، وأنا أصبر عليه وأستمع إليه، وأقول: لعلّه يستأنس بالحديث إليّ، أو لعله لا يجد أذنًا مصغية يبثّها شكواه، فأتركه حتى ينتهي من حديثه، ثم أجيب سؤله» وقد صدق سيدي الشعراني إذ يقول فى حق أهل الله وخاصته :طوبى لمن تعرف بالأولياء، فإنه إذا عرفهم استدرك ما فاته من الطاعات، وإن لم يستدرك شفعوا عند الله فيه.

و لقد حلاه شيخنا المحدث أحمد القطعاني في ثبته الكبير " أوبة المهاجر و توبة الهاجر" بقوله [ العارف الناصح الغانم الرابح حسن التربية زكي التنمية ذو الأخلاق الحسنة والأوصاف المُستحسنة مع الهمة والهيبة والسكينة والوقار والحنانة والشفقة واللين والاستبصار مُربي المريدين ومُرشد السائرين مع العلم الغزير والفتح المُنير الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد الباعث بن أحمد بن غنيم ، الأشعري عقيدة المالكي مذهبا شيخ الطريقة الكتانية بمصر والمشرق العربى أخذها عن الشيخ عبد الرحمن الكتانى.

واضاف ان الشيخ الكتاني-رحمه الله- نحسبه أن السماء والأرض تبكيانه وأمثاله، وتحزنان عليه، لقد ثُلِمَ في الإسلام ثُلْمَة بفَقْدِ هذا العالم الرباني ، ترجل الفارس اللسن , وطوي الصوت الحسن وغمد سنان القلم , لكن ما طويت كلماته , ولا انطفئت استنباطاته , ولا انمحت تحليلاته , فحري بأبنائه ومحبيه الالتفاف حول تراثه المنير وجمعه في مؤلفات أثيرة , وكتابات ورسائل نافعة مثيرة, توقظ الوسنان وتبعث في القلب كوامن الإيمان.

وختم حديثه بالدعاء له أسأل الله رب العرش العظيم أن يرحمه ويجازيه عنا خير الجزاء، وأن يبارك فى أهل بيته ومريديه ويوفقهم ويسدد خطاهم لتحمل الأمانة.