قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

في الأقصر.. تحت القبة لا يوجد شيخ


شجعت الدولة سابقًا الناس على زيارة الأضرحة والأولياء والاحتفال بهم والتقرب منهم لإبعادهم عن التفكير في السلطة والحكم ، حيث يسارع المرشحون ويتسابقون إلى القيام برعاية طقوس الأولياء والأضرحة لإمالة العامة، وتبركا في بعض الأحيان ببركتهم.
وقد ينفق أحد المرشحين على ضريح ما لا ينفقه في بناء مستشفى أو مسجد أو بناء مدرسة أو العمل على محو الأمية في المنطقة، وذلك أمر طبيعي ما دام استمراره مرتبطًا ببقاء الأمية واستمرار الجهل.
ولاشك أن زيارة الأضرحة والأولياء ظاهرة غريبة ومنافية لما جاء به الدين الإسلامي، فالطقوس والسلوكيات والتعاويذ والأقوال التي تمارس داخلها لا يمكن لأي عقل أن يؤمن بنتائجها ودوافعها، لذا تجد استنكارا لدى الكثيرين من الشعب.
كان لـ "صدى البلد" جولة في محافظة الأقصر للتعرف على أسباب هذه الظاهرة ودوافعها، وكيفية تعامل المسئولين معها للقضاء عليها وهدمها فكانت هذه الآراء.
قال محمد عبد الراضي، أحد المترددين على مقام سيدي أبو الحجاج الأقصري، أحد الأضرحة الرئيسية في المحافظة، إن محافظ الأقصر السابق أراد أن يهدم المقام لتوسعة ساحة المعبد بالأقصر، ولكن لم يستطع بسبب بركات المقام التي كانت تعوقه، على حد قوله، وأن هذا المقام يشهد كل عام احتفالات تقيمها الأوساط الدينية والصوفية والشعبية، حيث يخرج الآلاف إلى ساحة مسجد أبى الحجاج ويتحركون منها طائفين بين شوارع وميادين الأقصر، يذكرون الله وينشدون الأناشيد الدينية ويرتلون القرآن الكريم، ويلعبون لعبة التحطيب والرقص بالعصا التي عرفها المصريون القدماء منذ آلاف السنين، وكذلك الرقص بالخيل وركوب الجمال التي تحمل توابيت من القماش المزركش.
وأيضاعربات تحمل أصحاب المهن المختلفة، كل يمارس عمله فوق هذه العربة من النجارين والطحانين وغيرهم، في مشاهد تمثيلية هزلية وكرنفال شعبي وفني مثير للدهشة، وفى تقليد تشهده الأقصر كل عام طوال 800 عام مضت.
وأشار حمدان يوسف"أحد أفراد لجنة إزالة الأضرحة بالأقصر" إلى أن اللجنة تمكنت من إزالة ضريح الشيخ كوكو العام الماضي الذي كان يزوره عشرات الآلاف سنويًا والذي يرجع تاريخه إلى 200 عام، وقد تمت إزالته نهائيا بحضور المئات من أبناء مدينة إسنا الذين كانوا ينتظرون كرامة لصاحب المقام تنقذه من براثن الهدم وهو ما لم يحدث، بل حدث ما هو أكثر سوءًا وهو اكتشاف اللجنة المكلفة بالإزالة بأن القبة لم يكن أسفلها شيخ ولا توجد أي رفات أو أي دلائل تشير لحقيقة هذا المقام الشهير الذي أكد بعض الأهالي أنه مقام وهمي، و نفس الأمر الذي حدث أثناء إزالة مقام الشيخ محمد الديويرى في قرية الدير بإسنا.
وأكد الداعية الإسلامي أبو يحيى محمد بن عبده أن ما يحدث من أصحاب الطرق من ضرب أنفسهم بالعصي عند قبور الصالحين للتقرب إليهم والذبح لهم، وما يحصل من الشيعة من ضرب أنفسهم بالسيوف وإسالة دماء أنفسهم ما هو إلا جنون و"خزعبلات" تنسب إلى الدين الإسلامي، والدين منها براء.
وأشار إلى أن إدخال القبور في المساجد أو بناء مساجد عليها سنة نصرانية وليست من الإسلام في شيء.
كما تعجب من زيارة الكثير من السياسيين والمثقفين لهذه الأماكن طالبين مدد شيوخ الأضرحة، متسائلا هل حياتنا المليئة بالشعوذة والفقر والجهل طريقة للبقاء في عالم يحكمه العلم والقوة؟.