قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

النفاق السياسي يبدأ مع حكم الضباط!


لأن الجهل نور(ن) .. ولأننا شعب عقله في أذنيه .. ( ولأن الزن على الودان أمر من السحر ) فقد استطاع الأخوان الترويج لفكرة أنه منذ ستين سنة فقط ونحن في انهيار .. و منذ ستين سنة فقط ونحن في ضياع .. أنظر كيف كانت مصر عظيمة قبل ستين سنة فقط .. لماذا 60 سنة ؟ يعني قبل ثورة الجيش 52 .. و تتوالى الأمثلة المغرضة المفضوحة للتدليل على الفكرة التافهة تلك .. ومن الأدلة التي تساق أن النفاق السياسي قد بدأ في مصر مع عهد جمال عبد الناصر .. واستمر مع الحكام ذوي الخلفية العسكرية فقط
.. واستمرت الفكرة و ترعرعت وأزهرت وأثمرت ... لكن الواقع يقول في هذا الشأن أن النفاق السياسي هو أمر شديد الرسوخ في تاريخنا القديم والحديث كما المعاصر .. حتى يبدو أحياناً من فرط تمسكنا به و كأنه جزء من جيناتنا الوراثية الأصيلة .. شئ هكذا مثل الكسل مثلاً أو الكذب .... الخ
لو عدنا قرونا للوراء ستفيض الأمثلة علينا بحوراً .. وسنحتاج لفهرس مراجع للنفاق وتأليه الحكام نكتفي بمثل واحد ثم ندلف منه فوراً الى ما قبل جمال عبد الناصر .. فجهاراً نهاراً قالها ابن هانئ الأندلسي للخليفة المعز لدين الله الفاطمي على أرضنا ما شئت لا ما شاءت الأقدار *** فإحكم فأنت الواحد القهار
فكأنما أنت النبي محمد ** وكأنما أنصارك الأنصار
و رضي بها من يوصف بأنه الخليفة الذي يعز دين الله !! ولم يرمش له جفن أو يهتز له فؤاد ... بل وابتسم على الارجح.. فتمادي الشاعر بعدها ( شرُفت بك الآفاقُ وانقسمت *** بك الأرزاقُ والآجالُ والأعمار ) ... وليس لنا من تعليق الا استغفار الله ..
قبل 1952 لم يفلت موهوب ( اللهم الا قلة على رأسهم بيرم التونسي ) من فخ نفاق فاروق ومن قبله فؤاد مما يؤكد أن ما حدث مع عبد الناصر لم يكن سوى استمرار على النهج وحفاظ على تقليد مصري عربي صميم !! ولنضرب أمثلة
غنت أم كلثوم عام 32 للملك فؤاد ملك الفؤاد فما عسى أن أصنع ** أفديه ان حفظ الهوى أو ضيع
ورحل فؤاد فغنت لفاروق عام 1937 في عيد ميلاده( طلع السعد عليها يوم ناداها البشير قائلا فاروق هلا ** ونما البشر إليها حين وافاها السرور بهلال قد تجلى )
قبل أن تلاحقه في 1938 بأغنية أشرقت شمس التهاني وذلك بمناسبة زواجه
ثم داعبته في ليله العيد عام 1944 وسط أغنيتها الشهيرة .. يعيش فاروق ويتهنا ** ونحييله ليالي العيد
لينعم عليها بلقب صاحبة العصمة ووسام الكمال !!
في ذات الفترة لم يتكاسل عبد الوهاب عن المنافسة فغنى لفاروق 1945
والفن مين انصفه غير كلمة من مولاه ** والفن مين شرفه غير الفاروق و رعاه ** انت اللي اكرمت الفنان ورعيت فنه ** رديت له عزه بعد ما كان محروم منه ** ورويت فؤاده بالألحان برضاك عنه
فلم ينعم عليه الملك بشئ .. فعاجله في عيد جلوسه بأغنية من أشعار صالح جودت قال فيها
(ياللي امال الشباب ترويها ايدك **الليله عيد الشباب ، الليله عيدك ) وخرج عبد الوهاب أيضا خالي الوفاض من لقب أو نيشان !!
وكان لمولانا في الاعلام نصيب كبير و نكتفي حفاظاً على مرارة القارئ الكريم بجزء من خبر عن جلالته في مجلة المصور ( يلاطف ضيوفه ويسبغ عليهم عطفه وكرمه و يتجلى لهم بالديمقراطية المحببة التي تسري في دمه ) ( لقد اصطاد جلالته 344 بطة في اربع ساعات بينما اصطاد سفير الهند بطة واحدة .. ان جلالة الملك هو امهر صياد في مصر وفي غير مصر ..........................) ها هل صدقتم كيف بدأ النفاق السياسي من تأميم الصحف مع ثورة يوليو !!!
وعروجاً الى الشعراء فبعد رسالة أمير الشعراء أحمد شوقي للأمير فاروق ( فاروق يا أذكى نبات الوادي ** و لمحة الآباء والأجداد ) لم يمهله القدر ليمدحه ملكاً فتوفي 32 بينما تولى فاروق 36 ... وكان للشعر شأن كبير في النفاق السياسي ومن الأمثلة (الأزهر المعمور روض أنت فيه الكوثر ) بيت من قصيدة للشيخ متولي الشعراوي في مدح قرار للملك فؤاد ثم يليها قصيدة يشبه فيها فؤاد بالرشيد وفاروق بالخليفة المأمون ابن هارون الرشيد يقول الشعراوي (دم يا رشيد العصر للنيل حامياً ** ودام لنا المأمون فاروقك البر **** فيمناه يمن للبلاد وأهلها ** ويسراه يطفو من أناملها اليسر )
أما محمود حسن اسماعيل وهو شاعر النهر الخالد فكان له في عيد ميلاد فاروق ( نورٌ من الله ترعاه العناياتُ/ هاتوا أغانيكمُ في حبّه هاتوا/ وطاولوا هامة الدنيا بعزّته/ فنحن من دونها في الأرض أمواتُ".)
ولنختم أمثلة الشعر بالأستاذ علي الجارم (خشعت لفيض جلالك الأبصارُ/ وذكت بمسك خلالك الأشعارُ/ وتوسّمت مصر العلا في طلعةٍ/ قد حفّها الإجلال والإكبارُ/ ملكٌ تغار الثيّرات إذا بدا/ أسمعت أن الثيّرات تغارُ )
... هل رأيتم .. والله لو بقيت أكتب ما كان من نفاق للملك فاروق لما انتهيت
هل سمع أحد منكم فُجراً في التأليه مثل هذا السابق على جمال عبد الناصر ..أو حتى السادات أو مبارك ؟؟ السؤال الأهم ماذا كان رد فعل الأخوان في هذا الذي يحدث .. وذلك في مرحلة فتوتهم وبين أظهرهم مؤسسهم الأول حسن البنا ذات نفسه ... هل هاجم الاخوان هذا النفاق الزائف والسخيف ؟
الاجابة ... لم يهاجموه ابداً الا لكي يحل نفاقهم للملك مقام نفاق الآخرين ... بل صنع الاخوان نفاقهم الخاص قبل أن يصنعوا تنظيمهم الخاص .. ( على أساس ان حاجتهم كلها لازم تكون خاصة ومميزة ) ولأنهم بالفعل غير موهوبين فقد كان نفاقهم مثلهم ساذجاً واليكم منه أمثلة
29 اغسطس 42 تعود مجلة الاخوان المسلمون للصدور وعلى غلافها صورة الملك فاروق .. لكن بمسبحة تتدلى من يده
وفي عيد الجلوس الملكي تأتي صورة فاروق للغلاف وتقول المجله أن عيد الملك هو عيد الشعب .. وأن هذا الشعب قد أحب مليكه كما لم يحب أحداً من قبل
و تتوالى صور فاروق كنجوم السينما على غلاف مجلات الاخوان مرة بمسبحة ومرة بلحية وتحتها عبارة القدوة الصالحة ومرة بالزي العسكري وهكذا
كذلك كتب حسن البنا بنفسه وبمجلته مقال عن الملك فاروق (ضم القرآن إلى قلبه ومزج به روحه"، وأن صلاح المسلمين في كل الأرض سيكون على يديه "وأكبر الظن أن الأمنية الفاضلة ستصير حقيقة ماثلة، وأن الله قد اختار لهذه الهداية العامة ، فعلى بركة الله يا جلالة الملك ومن ورائك أخلص جنودك )
وللبنا كذلك مقال نكتفي بعنوانه ( الفاروق يحيي سنة الخلفاء الراشدين ) لاحظ الفاروق .. تشبيها بعمر بن الخطاب (نفسه )
وفي صناعة الطواغيت ولمواجهة هتاف الوفد ( الشعب مع النحاس ) للأخوان هتاف شهير ( الله مع الملك )... مما يضع من يعارض الملك في خانة انه ضد من يؤيده الله سبحانه وتعالى .. هل تذكرون لقاء الصالة المغطاة في حضرة مرسي ؟ ما أشبه الليلة البائسة بالبارحة المقيتة . وأي عهر وكأنما اعتادوه .
الآن ما رأيكم في التافه الجاهل الذي يقول .. ستون عاماً من النفاق السياسي
السؤال الأهم ماذا لو سمعتم اليوم أو غدا نفاقاً لحاكم مصري مثلما قيل في الملك فاروق قبل ثورة 52 ؟؟
السؤال الأخير كيف يجرؤ الأخوان على مهاجمة النفاق السياسي أو السخرية من تملق وتأليه الحكام ؟؟ الاجابة .. انهم الأخوان .. للبجاحة عنوان