واشنطن بوست: اختلافات في رؤية البيت الأبيض والكرملين للمحادثة الهاتفية بين بوتين وأوباما

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على الاختلافات في رؤية كل من الكرملين والبيت الأبيض بشأن المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي فيلاديمير بوتين على خلفية التوترات الأخيرة في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
وطرحت الصحيفة تساؤلا على صفحتها الإلكترونية عن هل كان الرئيسان يتحدثان بالفعل لبعضهما البعض ... حيث بدت البيانات الرسمية حول هذه المكالمة مختلفة ، وبدا أنه قد حدث سوء فهم بينهما أو شئ من هذا القبيل.
وطرحت "واشنطن بوست" رؤية البيت الأبيض للمكالمة ، حيث قال البيت الأبيض أن بوتين اجرى اتصالا هاتفيا بأوباما لمناقشة اقتراح الولايات المتحدة لايجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، وهو الاقتراح الذي طرحه مجددا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال لقائهما في لاهاي "الهولندية" مؤخرا، والذي صيغ في أعقاب مشاورات الولايات المتحدة مع شركاءها الأوكرانيين والأوروبيين، واقترح أوباما أن تقدم روسيا ردا مددا ومكتوبا على الاقتراح ، واتفق الرئيسان على أن يلتقي كيري ولافروف لمناقشة الخطوات التالية.
وقال البيت الابيض أن الرئيس أوباما نوه بأن الحكومة الأوكرانية تواصل تبني نهج ضبط النفس ونزع فتيل الأزمة و تمضي قدما في الإصلاح الدستوري والانتخابات الديمقراطية ، و حث روسيا على دعم تلك العملية و تجنب المزيد من الاستفزازات ، بما في ذلك حشد القوات على حدودها مع أوكرانيا.
وأكد أوباما لبوتين، خلال المكالمة، على أن الولايات المتحدة مستمرة في دعم المسار الدبلوماسي بالتشاور الوثيق مع حكومة أوكرانيا و دعم الشعب الأوكراني بهدف نزع فتيل الأزمة، وأوضح أوباما أن هذا لايزال ممكنا إذا سحبت روسيا قواتها ولم تتخذ أي خطوات أخرى بانتهاك سيادة أوكرانيا ووحدة اراضيها .و أكد أوباما على أن الولايات المتحدة تعارض بشدة الإجراءات التي اتخذتها روسيا لانتهاك سيادة وكرانيا ووحدة أراضيها .
ومن ناحية أخرى، طرحت "واشنطن بوست" رؤية الكرملين للمكالمة، حيث أعلن الكرملين أن الزعيمين واصلا تبادل وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية، وأن بوتين لفت انتباه أوباما بشان استمرار أعمال الترهيب التي يرتكبها المتطرفون تجاه السكان المسالمين والسلطات الحكومية ووكالات إنفاذ القانون في مختلف المناطق وفي العاصمة الأوكرانية كييف ويفلتون دون عقاب.
وفي ضوء ذلك، اقترح بوتين دراسة كافة الخطوات الممكنة التي يمكن للمجتمع العالمي اتخاذها للمساعدة في استقرار الوضع،و اتفق الرئيسان أنه سيتم قريبا مناقشتة معايير محددة لهذا العمل المشترك من قبل وزيري الخارجية الروسي والامريكي.
وأشار بوتين أيضا إلى أن ترانسنيستريا تشهد حصارا يعقد كثيرا الظروف المعيشية لسكان المنطقة ، ويعوق حركتهم والأنشطة التجارية والاقتصادية العادية،وشدد على أن روسيا تؤيد التوصل لتسوية عادلة و شاملة للصراع في ترانسنيستريا ،وهي منطقة متنازع عليها في أوروبا الشرقية اعلنت استقلالها عام 1990 أثناء سقوط الاتحاد السوفييتي ، و تأمل في تحرك فعال في إطار صيغة المفاوضات المطروحة(5+2).
ورأت الصحيفة أن هناك بعض الإختلافات في رؤية كل من الجانبين، من خلال "أشار اوباما إلى أن الحكومة الأوكرانية تواصل اتخاذ نهج ضبط النفس و غير التصعيدي للأزمة ... " في مقابل " لفت بوتين انتباه أوباما بشأن استمرار أعمال الترهيب من قبل المتطرفين ..."
وأيضا من خلال حث أوباما روسيا لسحب قواتها و عدم اتخاذ أي خطوات لزيادة انتهاك سلامة أوكرانيا الإقليمية و السيادة ، وأن الكرملين اغفل ذكر تلك التصريحات الى حد ما.
وذكرت الصحيفة أن بوتين تحدث عن ترانسنيستريا ، التي تعتبر نفسها دولة ذات سيادة ، إلا أن البيت الأبيض أغفل ذلك، و بالنظر إلى أن ترانسنيستريا قد توصف بأنها نقطة صراع محتملة من قبل الأوروبيين في حلف الناتو ، وهذا جدير بالملاحظة.
واختتمت الصحيفة بالقول أنه يبدو أن هناك شيء واحد فقط اتفق عليه الجانبان وهو أن اوباما وبوتين تبادلا وجهات النظر عبر الهاتف.