أمريكا تتهم عملاء روسيين بإثارة الاضطرابات في شرق أوكرانيا

اتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء عملاء روس وقوات خاصة روسية بإثارة الاضطرابات الانفصالية الجارية في شرق أوكرانيا وقال إن موسكو ربما تحاول تمهيد الطريق لعمل عسكري مثلما فعلت في القرم.
ولا يزال محتجون مسلحون مؤيدون لموسكو يحتلون يوم الثلاثاء مباني حكومية أوكرانية في مدينتين في شرق أوكرانيا الذي تسكنه أغلبية تتحدث الروسية رغم أن الشرطة الأوكرانية تمكنت من إنهاء احتلال مبنى ثالث في عملية خاطفة جرت في ساعة متأخرة ليل الاثنين.
وقال جهاز أمن الدولة الأوكراني إن انفصاليين احتلوا مقر أمن الدولة في مدينة لوهانسك بشرق البلاد وزرعوا متفجرات في المبنى ويحتجزون نحو 60 شخصا. ونفى النشطاء في المبنى أنهم زرعوا أي متفجرات أو أنهم يحتجزون رهائن لكنهم قالوا إنهم سيطروا على مخزن للسلاح ملئ ببنادق آلية.
وتقول الحكومة الأوكرانية إن احتلال المباني الذي بدأ يوم الأحد جزء من خطة تشرف عليها روسيا لتمزيق البلاد وقال كيري إنه يخشى أن تكرر موسكو ما قامت به في القرم.
وقال في واشنطن "من الواضح أن القوات الخاصة الروسية وعملاءها كانوا العنصر المساعد وراء الفوضى التي جرت في الساعات الأربع والعشرين الماضية" مشيرا إلى أن ذلك "من شأنه أن يخلق ذريعة لتدخل عسكري مثلما رأينا في القرم."
وضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية الواقعة في البحر الأسود الشهر الماضي بعد استفتاء نظمته بعدما سيطرت القوات الروسية بالفعل على شبه الجزيرة.
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقت سابق يوم الثلاثاء الاتهامات الغربية بأن موسكو تعمل على زعزعة استقرار أوكرانيا وقال إن الموقف لن يتحسن إلا إذا وضعت مصالح الناطقين بالروسية في أوكرانيا في الاعتبار.
وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن أعيرة نارية أطلقت وألقيت قنبلة يدوية وألقي القبض على 70 شخصا فيما أنهي ضباط أوكرانيون الاحتلال في مدينة خاركيف في إطار عملية "ضد الإرهاب" استغرقت 18 دقيقة.
لكن النشطاء المسلحين ببنادق كلاشنيكوف والمحميين بحواجز من السلك الشائك في القلب الصناعي في شرق أوكرانيا تعهدوا بعدم التراجع عن مطلبهم الخاص بإجراء استفتاء على العودة للحكم الروسي.
وفي مدينة لوهانسك قال رجل يرتدي زيا عسكريا مموها لحشد أمام مبنى أمن الدولة المحتل "نطالب بإجراء استفتاء على وضع لوهانسك ونطالب بعودة الروسية كلغة رسمية.
وهزت المواجهة بين الكرملين والغرب ثقة المستثمرين في الاقتصاد الروسي وخفض صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء توقعاته بشأن نمو الاقتصاد هذا العام إلى 1.3 بالمئة أي أقل من نصف معدل ثلاثة بالمئة الذي كان متوقعا في الأصل.
وأبدت بريطانيا تخوفها من أن روسيا تريد تعطيل التحضير لانتخابات الرئاسة التي ستجرى الشهر القادم في أوكرانيا التي تدير شؤونها حكومة مؤقتة منذ الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش في فبراير شباط الماضي.
وتعاني أوكرانيا -الجمهورية السوفيتية السابقة- من اضطرابات منذ العام الماضي بعد أن رفض يانوكوفيتش توثيق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي مفضلا توثيقها مع روسيا. وأدى هذا إلى مظاهرات احتجاج قتل خلالها 100 محتج على أيدي الشرطة وأطاحت بيانوكوفيتش وفقدان كييف السيطرة على القرم.