استراتيجية "التحسيس"!

مفيش حد يعرف وزير الكهربا ده ؟! طيب مفيش حد يعرف يوصل له ؟! أو حتى حد يقول لنا ساكن فين .. أو ام مكتبه فين ؟! وأنا أروحلو.. و"مسيرى أعتر" فيه .. وأروحلو، ما هو لازم حد يكلمه . كده مش ها ينفع ! ده أيه البلوة السودة اللى إحنا فيها دى يا ربى !! كان يوم إسود ساعة ما لاح طيفك على دماغ محلب . نهار أزرق ساعة ما منحوك مقاليد وأمور ومسئولية " النور " فى بلدنا . هأموت وأعرف إيه اللى عجب رئيس الوزرا فيك عشان يجيبك وزير كهربا ؟!!
محلب عجبه فيك إيه ؟!! تفاؤلك .. ولا ثقتك بنفسك ولا أفكارك المرتبة ، ولا إسمك "المضيء " والرنان فى " سلك " ومجال الطاقة والكهرباء فى مصر . ما داهية ليكون عجبه فيك " إفتكاساتك " العبقرية – والمنعدمة - لحل مشكلة الكهربا فى بلدنا ! لا وأيه .. مختارك فى وقت عصيب ، وقت البلد بتعانى فيه من ازمة حقيقية فى الطاقة ، بعد ما إحتياجتنا ومطالبنا جثمت على أنفاس مواردنا وركعتها ، وأعلنت غالبية المحطات – وعلى رأسها سدنا العالى – عجزها عن تلبية مطالبنا واحتياجاتنا الأساسية ..فى وقت تحتفل فيه الدول بعدم انقطاع الكهرباء منذ عشرات السنين ، كما احتفلت ألمانيا قبل أيام بمضى 30 عاما على آخر حالة انقطاع للتيار الكهربى.
"ها يشللنى " الوزير ده . خفة ظله وروحه الكوميدية والابتسامة العريضة التى لا تفارق وجهه وهو يتحدث عن استحالة الخروج من أزمة الكهربا فى بلدنا .. تجعلنى أنهال " بالعض " على صوابعى كمدا وغيظا وحرقة " من فرط " الروقان " الذى يتحدث ويتكلم به عن معاناتنا ، حتى أصبحت أظن أن هذا الرجل " متسلط " علينا و" شمتان " فينا ، وأعتقد كده – بذكائى الأمنى - أنه أحد العملاء وأعضاء تنظيم " الضلمة " التابع لتنظيم القاعدة الإرهابى . التنظيم الذى يستهدف ضرب استقرار " النور " فى بلدنا .. و" تكبيل " مواردنا ومحطاتنا حتى لا تتمكن من توفير وتلبية احتياجاتنا ، والعودة للشمع و" الكولوبات " كمصدران وحيدان لإنارة بيوتنا فى الأيام السودة التى نعيشها .
هأموت وأعرف إيه الهدف من وراء إستراتيجية تركنا نعيش " نحسس " على بعضنا ؟! إن زيادة اقتراب المواطنين من بعضهم البعض – سواء بفعل الخوف من الضلمة أو رغبه فى الونس - لا يصح أن يكون مبررا وهدفا فى حياتنا ، وخاصة أن شدة الاقتراب لها من الأضرار والمشاكل ما يحتم علينا الحذر وضرورة الانتباه للمخاطر التى قد تقع فى أى لحظة بسبب " دفء وسخونة " القرب ، وذلك إذا ما أخذنا فى الاعتبار طبيعة الشعب المصرى الحنين الذى " يتأثر " سريعا بالقرب ، ويتساوى فى ذلك القرب بين بنى الجنس الواحد والمختلف ! ففى الحالتين هناك من العواقب والنتائج الوخيمة التى تحتم علينا أن تكون " عينينا فى وسط راسنا " عند زيادة الاقتراب .. فى الضلمة بالذات ، وخاصة ونحن نقترب من حافة تحطيم رقم المائة مليون نسمة ..قريبا !
"أنا الكهربا بتقطع عندى كتيير ومقدرش أتكلم " هذه واحدة من العبارات الكثير والمتعددة التى يرددها وزير الكهربا .. يملأه الإيمان بأن هناك أحدا يصدقه . يرددها ليل نهار فى التليفزيون المصرى والفضائيات بمناسبة ومن غير مناسبة .. وهو يحرض المواطنين على الصبر وضرورة تحمل وتفهم آليات تخفيف الوزارة للأحمال الزائدة ، سواء فى العاصمة أو مختلف محافظات مصر ، وبالطبع هذه الآليات تتلخص فى إجراء واحد فقط لا يعرف غيره - الوزير ووزارته - وهو .. قطع التيار . دون أن يتطرق الوزير إلى أى آلية أخرى تستهدف تخفيف الأحمال بغير قطع التيار كوضع منظومة اقتصادية محكمة لإنارة الشوارع ، وإطفاء الأعمدة بمجرد اندلاع نور النهار"واسأل المترددين على المحور فى الليل أو بالنهار" ، وزيادة الرسوم على المحال التى تسرف فى استخدام الكهرباء ، وإعادة النظر فى شكل وقواعد محاسبة المصانع التى تلتهم ملايين الميجاوات من الكهرباء بينما حكومتنا " الطيبة " تصر على إعفائها – بشكل أو بآخر – من سداد المقابل الفعلى والحقيقى لما تستخدمه من الطاقة.
أخر تصريحات السيد الوزير المهندس قال فيه إن أزمة الكهربا لن ترى الحل قبل سنوات . مطالبا الناس بعدم التفاؤل وتوقع أى طفرة فى مستوى الطاقة والكهرباء قبل السنوات الأربع المقبلة أى حتى عام 2018 .. دون أن تفارق وجهه ذات الابتسامة الملائكية الاستفزازية ..التى تعلو وجهه البشوش ، وكان ينقصه أن يمسك بذقنه وهو يتوعدنا ويقول إبقوا " شو..... " على قبرى .. لو شوفتوا كهربا !
أبوس إيدك يا عم محلب ..شوف لك حل ؟ أنا مش هأقول لك وزير الكهربا يمشى .. شكلك مقتنع به. بس من فضلك شوف وزارة تانية " مسكها " للسيد شاكر . أو " مسكه " أى حاجة تانية ، هيئة أو شركة أو مصنع او مطار .. لا بلاش المطار عشان الطيارات بتحتاج " للنور " وإنت عارف عقدة الكهربا فى حياته ، حتى لا نفاجأ بالطيارات كلها عاملة " لاندنج " فى أبو قتاتة .
يا معالى رئيس الوزراء ..ما الذى يجبرنا على استمرار وزير على عينيه " عتامة " لن تنقشع قبل عدة سنوات ، ويطوق طموحه الاحباط ، ولا يرى أى أمل فى حل مشكلتنا إلا بعد 4 سنوات . ما الذى يجعلنا نتحمل وزير يعتقد أن انقطاع الكهرباء مشكلة عادية مثلها كارتفاع أسعار الطماطم ..وندرة الكيوى والكاكا فى الأسواق ؟!! وإنها مشكلة بسيطة لابد أن نتعايش معها ونصبر عليها ، وما الذى يدفعنا لمنح هذا الوزير فرصة وهو يؤمن أن زيادة استخدام الكهرباء سببها الوحيد الافراط فى الشعور بالرفاهية وتشغيل التكييفات ..غافلا أو متناسيا إن أكلنا وشربنا وملبسنا وتعليمنا وأعمالنا وإقتصادنا ومستقبلنا مرتبط بالطاقة ، ولو عايز تتأكد إن الحياة مرتبطة – وجودا وعدما - بالطاقة..ما عليك إلا زيارة مريض ، وياريت .. يكون المريض من بين سكان إحدى غرف العناية المركزة فى أى مستشفي .. فبدون الكهرباء السرير يتحول إلى قبر والمريض يصير ميت .. ينقصه كفن .