قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جواسيس في قصر الرئاسة!!!!


الدولة التي عندما يحب أحد مواطنيها أن يتوب فيتحول لثائر كي يغفر له المجتمع ما تقدم من ذنبه وما تأخر ..هي دولة تعيش في القرون الوسطي التي كانت تمنح فيها صكوك الغفران من كهنة الكنائس للبسطاء ليدخلوا بها الجنة..ومن سوء طالعنا أننا وقعنا في يد كهنة 25 يناير ..تلك المؤامرة الأمريكية الصنع والتي تحولت المشاركة فيها وزيارة العتبات الطاهرة لميدان التحرير لصك غفران لكل ماضي وحاضر بل ومستقبل من شاركوا فيها.

اختلت كل التوازنات داخل دولة قرر بعض مسئوليها في لحظة ارتباك أن تاريخها بدء منذ هذا اليوم فمسحوا الماضي وسلموا الحاضر لمن لا يعرف معني أو قيمة وقدر هذه الدولة العظيمة التي هي بالتأكيد أكبر من أي مؤامرات مهما كان كبر حجمها.

تم تسليم مصر بعد 25 يناير تسليم أهالي لمجموعة من الهواة سياسيا الذين لا تاريخ ولا جغرافية لهم .. ولان من لا يملك أعطي من لا يستحق فقد انقلبت الموازين ..فتحول كومبارس السياسة لفتيان الشاشة السياسية الأوائل ..وظهرت حقيقة النخب السياسية والاقتصادية والإعلامية والحقوقية كمجموعة من الفسدة الذين حاربوا ما ادعوا انه فساد ليمارسوا فسادهم الأشد وطأة .

الشاذ في مصر تحول لمفكر..والملحد صاحب قضية رأي وصار الناشط أو بمعني أدق "البلطجي" السياسي لأمل مصر والمخنث سياسيا أطلق عليه حكيما والمحلل السياسي ظهر عجزه فتحول لخالتي بمبة علي الفضائيات وفي الصحف..القانون صار مطية للاحتجاجيين والفوضويين والإعلام تحول لخنجر في ظهر الوطن ..رجال الجيش والشرطة صاروا مطاردين من عملاء الأجندات الأجنبية ودمهم صار مباحا علي يد الإرهابيين بمباركة من بعض الينايرجية ... الخيانة تحولت لوجهة نظر والخونة والجواسيس وصلوا لكل مكان واحتلوا الكثير من المؤسسات الكبرى حتى الاتحادية لم تسلم من اتهامات بوجودهم داخلها!!!

نعم هناك اتهامات واضحة ومحددة عن وجود جواسيس في الاتحادية هم علي وجه التحديد مستشاري رئيس الجمهورية وفقا لما ذكره بشكل واضح وصريح لا يقبل أي لبس الإعلامي توفيق عكاشه و الذي أكد في حلقة الأحد بتاريخ "11-5-2014" من برنامجه "مصر اليوم" أن مستشاري الرئيس سربا لجهات عديدة مقترح تقدم به الفريق أول صدقي صبحي – وزير الدفاع- للرئيس عدلي منصور بتوجيه ضربة أستباقية لليبيا للقضاء علي الإرهابيين الموجودين فيها والذين يستهدفون امن واستقرار مصر.

تحدث الإعلامي بكل ثقة عن معلومات مؤكدة يملكها بهذا الشأن.. وعندما يتحدث إعلامي فلابد لمن وجه إليه هذا الاتهام أن يقوم بأمرين لا ثالث لهما وهو إما أن يخرج للرأي العام وينفي هذا الكلام جملة وتفصيلا ويعلن أن انحيازه لحرية الأعلام هي فقط ما تحول بينه وبين اللجوء للقضاء.. أو أنه يذهب مباشرة للجهات القضائية ويطلب التحقيق معه فيما نسب إليه لان الأمر خطير والتهمة مشينة ..لكن للأسف لم نسمع من احد من الرجلين حتى الآن إلا صوت الصمت ..وكأن تهمة الخيانة صارت أمرا عاديا يمكن تجاوزه والتعالي علي الرد عليه !!

و هذه ليست السابقة الأولي التي تثار فيها اتهامات مشابهة للمستشارين ...فالإعلامي احمد موسي أثار قضية تدخل الدكتور مصطفي حجازي لدي جهات أمنية لتأجيل تحريك قضية امن دولة عليا ضد بعض نشطاء يناير وتحديدا احمد ماهر ومحمد عادل وأسماء محفوظ بتهمة العمالة لجهات أجنبية "قضية تجسس وخيانة يعني" ..ولم نجد ردا من الدكتور حجازي !!

والسؤال هناك اتهام مشين تكرر لمستشاري الرئيس وهما يلتزمان الصمت ..لماذا؟؟ هل لا يملكان ردا...هل يترفعان عن بعض الأقوال الإعلامية التي من الوارد أن تكون مرسلة ولا أساس لها من الصحة ؟؟ وإذا كان هذا موقف المستشارين فأين موقف الدولة المصرية القوية القادرة من مثل هذه الاتهامات التي يمكن أن تفقد قطاع عريض من الشعب للثقة في مؤسسات الدولة الحاملة لأمن البلد واستقراره ..إذ كيف تصمت هذه المؤسسات علي تلك الاتهامات سواء كانت حقيقية أو كاذبة ..أين موقفها من المدعي ومن المدعا عليهما!!

الخيانة للوطن تهمة عقوبتها الإعدام إن صحت..والانفلات الإعلامي لابد أن يكون له حدود فلا يجب أن يصل لحد التشكيك في وطنية أي مواطن مصري فمبالنا ان كانوا هم الواجهة السياسية والإعلامية لرئيس الجمهورية الذي انسحب بكل هدوء من الساحة وترك معظم صلاحياته لرئيس الوزراء لكن مستشاريه لم يشاطراه الرغبة في الانسحاب الجزئي واختلطت الأدوار بينهما حتى صرنا لا تعرف من المستشار السياسي ومن الإعلامي!!

وهذه ليست قضيتنا كما أن اتهام المسلماني بأنه أخواني الهوى لاعتبارات خاصة بانتمائه لأسرة أخوا نية ..أو" زويلي" المصالح ليس قضيتنا ..لان تلك أمور يحاسب إن صدقت من اختاره لهذه المكانة والمكان عليها ..كما لابد أن يحاسب من اختار مصطفي حجازي لمنصبه في الرئاسة إن صحت الفيديوهات المنسوبة إليه والتويتات والتي يتحدث فيها عن فساد المؤسسة العسكرية وقمعها ومشاركتها في قتل "الثوار" في ماسبيرو ومحمد محمود..وأيضا الجهات التي اختارته ملزمة بتقديم تبرير لتواجده في "صربيا" للحصول علي دورات علي تغيير أنظمة الحكم مع محمد عادل وشباب من 6 ابريل..وهو ما شاهدناه في فيديوهات لم ينف احد صحتها أو بشكك في دقة مضمونها.

ورغم أن كل ما تردد علي المستشارين في السابق ليس قضيتنا اليوم إلا أن الملفت أننا لم نجد إجابات قاطعة لهما بشأنها .. وقد تحمل الجميع علي مضض هذا الصمت لكن أن تصل الاتهامات لتسريب أسرار عسكرية من قصر الرئاسة فهذا ما لا يسكت عليه أبدا ودونه الموت لذا لابد من تحقيق عاجل مع الإعلامي توفيق عكاشة والمستشارين .

تحقيق نصل فيه سريعا للحقيقة .. الحقيقة الدامغة التي تضمن للإعلام حريته دون أن تصل هذه الحرية للاغتيال المعنوي لبعض الشخصيات إذا ما كانت حرية غير مسئولة ومعلوماتها غير دقيقة ..أو تؤكد صدق ما ذكره الإعلامي ووقتها لابد أن يقع الجميع تحت طائلة القانون..فتسريب أسرار عسكرية لأي جهة تهمة عقوبتها معروفة ..واعتقد انه إذا كان قد تم ذلك فالمستشارين يدركان تماما ما يفعلانه!!

يقول سيدنا رسول الله "اتقوا مواطن الشبهات فمن اتقي استبرأ لدينه وعرضه" ...والسؤال لماذا لا يستبرأ المسلماني وحجازي لعرضهما ولماذا لا تستبرأ الدولة المصرية قبلهما لعرضها وهيبتها وتضع الأمور في نصابها وتجيب علينا ..هل ما قاله توفيق عكاشة صحيح وهل المسلماني وحجازي جواسيس علي الدولة المصرية داخل الاتحادية ؟؟ أم أن هذه الاتهامات باطلة جملة وتفصيلا وسمعة الرجلين الوطنية طاهرة ...شرف مؤسسة الرئاسة علي المحك إلي أن تتضح الحقيقة والحقيقة فقط!!