الإعجاز النبوي في اتباع المسلمين للغرب

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ؟" رواه البخارى فى كتاب الأعتصام بالكتاب والسنة.
فهذا الحديث يتكلم عن الإعجاز النبوى لقول الرسول "صلى الله عليه وسلم" حيث إنه تكلم عن واقع الناس الذى يعيشونه الآن من اتباع الغرب وتقليدهم فى كل شىء حتى وإن كان هذا يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف.
وهذا الحديث معناه أى لتتبعن أيها المسلمون سنن من قبلكم وتمشون على خطاهم شبراًملتبس بشبر وذراعاً ملتبس بذراع وهذا القول فيه كناية للتعبير عن اتباع المسلمون لليهود والنصارى فى المخالفات والمعاصى لا فى الكفر.
(جُحْرَ ضَبٍّ) والضب هو حيوان برى معروف يُشبه الورل قيل أنه يعيش 700سنة فصاعداً ولايشرب ماء ،وقيل أنه يبول كل أربعين يوماً قطرة ماء ولايسقط له سِن، وقيل أنه يموت فى جحره هزلاً من أذى ابن آدم له.
ونقول هنا لماخص رسول الله "صلى الله عليه وسلم" جُحر الضب بالذكر دون غيره من جُحور الحيوانات الآخرى؟ فنقول إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) خص جُحر الضب بالذكر لشدة ضيقة ورداءته ومع ذلك فإن الناس لأقتصاصهم آثارهم واتباعهم طرائقهم لو دخل اليهود والنصارى مِثل هذا الجُحر الضيق الردئ لوافقوهم، والاستفهام فى قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) (فَمَنْ؟) هو استفهام إنكارى أى ليس المراد غيرهم.
فإن رسول الله يُخبرنا بواقعنا الأليم الذى نعيشه الآن من اتباع كل مايأتى به اليهود والنصارى واتباع شباب المسلمون لهم اتباعاً تاما دون النظر هل هذا يوافق ديننا أم يخالفة؟ فأصبح اتباع المسلمون للغرب هو مِثل ما يقولون فى العامية (تقليد أعمى ) بدون أن نعرف ما الفائدة من وراء هذه التباعية أهى لمصلحة أم هى لمجرد الاتباع؟.