رئيس مجلس الأمة الكويتي: مصر قلب ورئة الأمة ومساندتها واجب شرعي وقومي.. وإنجاح المؤتمر الاقتصادي مهمة جميع العرب

*رئيس مجلس الأمة الكويتي:
- مصر قلب ورئة الأمة متى تنفست انتعش الجسد العربي ومساندتها واجب شرعي وقومي
- نحتاج لمحور خليجي مصري وأقول للمصريين إياكم واليأس من وطنكم
- القاهرة كانت موجودة عندما احتجناها وستجدنا دائماً إذا ما احتاجتنا
- مكافحة الإرهاب يحتاج إلى مكافحة فكرية قبل المواجهة بالسلاح
قال مرزوق علي الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، إن مشاعر الشعب الكويتي تجاه المصريين، استثنائية وخاصة ومفعمة بالوفاء لما قدمته مصر للكويت، معتبرا زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي تاريخية ليس فقط لأنها من زعيم لزعيم ولكن بسبب توقيتها لما تواجهه الأمتين العربية والإسلامية من تحديات، فمصر هي قلب ورئة الجسم العربي ومتى ما تنفست انتعش الجسم ومتى اختنقت اختنق العالم العربي كله، معربا عن ثقته في حكمة قيادات البلدين في تحقيق صالح الشعبين والأمة العربية.
جاء ذلك خلال لقاء الغانم، صباح أمس الأحد، بمقر مجلس الأمة الكويتي بالوفد الإعلامي المصري المرافق للرئيس السيسي، خلال زيارته الحالية للكويت، والذي شدد خلاله علي تاريخية العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن من أوائل البعثات التعليمية في الكويت كانت البعثة المصرية في أوائل الأربعينات، كما أن المطبوعات المصرية كانت أول مطبوعات يتم تداولها في الكويت، وأيضا أول البعثات النسائية الكويتية كانت إلى مصر في الخمسينات.
وأضاف أن نواة الثقافة الكويتية بدأت من بيت الكويت في مصر، وأن أول مدير لجامعة الكويت المصري الدكتور عبدالفتاح إسماعيل، ومن أسس المسرح الكويتي الفنان زكي طليمات، وأول منتخب كويتي شارك في كأس الخليج كان مدربه من مصر الكابتن طه الطوخي، وحتي الآن إخواننا المصريين أصحاب فضل علينا، مضيفا: عندما نذكر الدستور الكويتي يحب أن نعلم أنه كان مسودة الدستور المصري في الخمسينات وكتب له أن يوضع في الكويت ولا نستطيع أن ننسى الفقهاء الدستوريين عبدالرزاق السنهوري ومصطفي كامل، وأيضا كبير الخبراء الدستوريين حاليا عبد الفتاح حسن ونشرف به في البرلمان الكويتي، وأكثر من هذا وذاك لا يمكن أن ننسي محطات اختلط فيها الدم الكويتي بالدم المصري، مشيرا إلى محاولة احتلال عبدالكريم القاسم للكويت في الستينات والوقفة المصرية.
وتابع: هناك أيضا أكثر من 40 شهيدا كويتيا في حرب ٧٣، قائلا: سنذكر جيلا بعد جيل وقفة الجيش المصري للغزو الصدامي في التسعينات، كما ووجه الشكر للجالية المصرية بالكويت التي تعد من أكبر الجاليات وساهمت بشكل فاعل في التنمية بالكويت، لافتا إلى أن معظمها كانت تعمل في التعليم وهو حجر الزاوية لأي تنمية.
وأكد الغانم على التزام الكويت بتقديم كافة الالتزامات التي أعلنت عنها لدعم الاقتصاد المصري وهي علاقة ليست بين دولة ما نحو ومتلقية ولكن بين اشقاء.
وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي: "نحن في أمس الحاجة لوجود محور خليجي مصري لإرسال رسالة للمنطقة بأننا متحدون ومتفاهمون ومترابطون وأنتا قوة عسكرية واقتصادية وفكرية وفي وجود محور خليجي مصري سيكون الأقوى في المنطقة وسيرسل رسائل للجميع وسيفهمه الجميع، موضحا أن ما قصدت بمحور خليجي مصري هو تكامل فعلي عسكري واقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر.
وأضاف: الأجدر بالاستثمارات الخليجية هي مصر والقوة العسكرية المصرية إذا كانت ستدافع عن دول خارجية فالأولى أن تتحرك للدفاع عن دول الخليج ، لافتًا إلى أن دول أوروبا لا يجمعها أصل لغة أو دين ورغم ذلك اتحدت، ونحن لدينا كل هذه المقومات ولم نحقق ذلك.
ولفت إلى أن الأخطار الحالية أقنعت الجميع أنه لا يمكن مواجهة الأخطار المصرية دون التكاتف، وهنا يأتي دور مصر لأنها ورثت القيادة ولا يمكن قيادة هذه القضية من من غير مصر، فنحن نعاني في مختلف الأقطار، موضحا: وفي كل تكوين المحور الخليجي العربي سينعكس علي باقي الأقطار، كما أثنى علي جهود العاهل السعودي لتحقيق المصالحة الخليجية الخليجية والخليجية العربية.
وتحدث الإعلامي وائل الإبراشي نيابة عن الوفد الإعلامي المصري؛ معرباً عن تقدير الجميع بحفاوة الاستقبال ودفء المشاعر التي لمسها الوفد منذ الوصول إلى الكويت ، مشيرًا إلى أن المِحنة التي واجهتها مصر ساهمت في أن تعيد اكتشاف أصدقائها من جديد ولذلك تكتسب هذه الزيارة أبعادا هامة.
وتساءل علاء حيدر رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، حول المشاركة الكويتية في المشروعات القومية الكبرى ولاسيما مشروع محور تنمية قناة السويس، وبدوره أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي، أن مسألة استقطاب الاستثمارات الكويتية إلى مصر جزء من أهداف الزيارة ولكن الأمر يمتد إلى جوانب أخرى أكثر أهمية وستحتل مساحة اكبر، قائلا: "مصر كانت موجودة عندما احتجناها ولن نتركها عندما تحتاجنا، وأشدد على أهمية الإعداد الجيد لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي وإرسال المشروعات المتاحة للجهات المختلفة قبل المؤتمر بوقت كاف".
وأعرب الغانم عن ثقته في المشاركة الفاعلة للدول العربية والإسلامية بتنمية مصر، مؤكدًا أن الوقوف إلى جانب مصر واجب شرعي وقومي.
وقال الغانم، "أعلم أنه خلال هذه الزيارة سيتم عرض مذكرة حول المعوقات التي تواجه الاستثمار الكويتي في مصر، ولا أجد الأمر مستعصيا علي حكمة الإخوة في مصر"، مضيفا: "هناك جدية على أعلى المستويات في حل هذه المشاكل خلال المرحلة القادمة، لأن الأصل بالاستثمار هو القدرة علي استقطاب القطاع الخاص الأكبر، والأقدر بكثير علي ضخ استثمارات أكبر، ولذلك يجب أن ترتبط كافة المشروعات المطروحة بدراسات موثقة من بيوت خبرة عالمية وأن يتم إرسالها قبل المؤتمر الاقتصادي".
وأشار إلى أن إنعاش الاقتصاد المصري هو إنعاش للاقتصاد العربي، وإنجاح المؤتمر الاقتصادي مهمة جميع العرب.
ووجه الدكتور سامي عبدالعزيز الخبير الإعلامي، تساؤلا عن حيوية مجلس الأمة الكويتي ومسألة تكرار حله ومدى وجود استقرار تشريعي حالي. وأجاب الغانم: إن مجلس الأمة الكويتي فاعل، والدستور الكويتي الذي يعد أقدم دستور عامل في المنطقة، مشيرا إلى أن الكويت واجهت عدم استقرار سياسي أدى إلى عدم إكمال أي مجلس مدته، معربا عن تفاؤله بأن يكمل المجلس الحالي دورته رغم التحديات والصعوبات بفضل وعي الغالبية العظمي من اعضاء المجلس.
وأكد أيضا أن البرلمان الحالي من أفضل البرلمانات ونجح في إنجاز ٣١ تشريعا في أول فصل تشريعي وهو الرقم الأعلى في تاريخ المجالس النيابية، ومعدل المشاركة الكويتية في الانتخابات على مدى عقدين من الزمان كان ٥٨ ٪ والانتخابات الأخيرة رغم مقاطعة بعص التيارات السياسية بلغت المشاركة ٥٢٪ أي أن ٩٠٪ من يشاركون لهم الرغبة بالمشاركة واحترام قرار المحكمة الدستورية، وبالتالي غياب أطراف عن الانتخابات هذا أمر يرجع له.
وبالنسبة للجانب الرقابي فتقييم هذا الجانب ليس بالصراخ وهذا المجلس أكثر مجلس قدم استجوابات وقوم طريقة تقديمها، وتم تغيير أربعة وزراء بسبب هذه الاستجوابات، وبالتأكيد هناك من يريد إفشال هذا المجلس وهذه تحديات تقليدية وحراك نعيشه بشكل يومي.
وحول مشاركة المرأة الكويتية في الحياة السياسية، أوضح أن المرأة صاحبة القدرة التصويتية الأكبر والأعلى ورغم عدم وجود مرأة في البرلمان الحالي نتيجة عدم التصويت ورغم ذلك هناك لجنة بالمجلس للمرأة والطفل وقد تجد رجل أحرص على مصالح المرأة من المرأة ذاتها.
وردا علي سؤال حول نية مجلس الأمة الكويتي إصدار تشريع حول مكافحة الإرهاب، أوضح أن الإرهاب أصبح صناعة عابرة للقارات وغير مرتبط بدين أو عقيدة أو جنس مثلما يحاول البعض إلصاقه بالدِّين الإسلامي الحنيف، وتابع: لدي قناعة شخصية منتشرة لدي الكثير من الكويتيين أنه لا يمكن للعالم العربي أن ينهض دون استقرار مصر.
وأكد أن مكافحة الإرهاب يحتاج إلى مكافحة فكرية قبل المواجهة بالسلاح، لأن ما يواجهه العالم العربي يسهل مسألة تعرض الشباب العربي للاختطاف الذهني، مؤكدا أن جذور وأصول الاٍرهاب مرتبطا بالقضية الفلسطينية، لأن ما يقوم به المحتل الإسرائيلي يساهم في إقناع هؤلاء الشباب بأفكار هدامة تسهل استقطابهم لمعسكرات الاٍرهاب.
وبالنسبة للوجود الإخواني في الكويت، أوضح الغانم، أن الكويت دولة ديمقراطية وسقف الحرية عالي وبالتأكيد هناك من يحسّن استخدام ذلك وهناك من يسيء استخدامه ومن يمثل الشعب الكويتي هو مجلس الأمة والمتحدث باسم المجلس هو رئيسه ولا نستطيع حجب رأي أحد ولكنه لا يمثل سوي نفسه وما يمثل قناعة الحكومة تسمعونه من رئيس مجلس الوزراء ومن يمثل الشعب هو رئيس مجلس الأمة، ومسألة أن تصريحات البعض تؤثر علي العلاقة بين البلدين أمر مستبعد فنحن الآن في مرحلة مليئة بالتحديات والعمل والتركيز لكسر المعوقات السابقة ودعونا نعمل بشكل حيد لحل وتذليل المشاكل العالقة، وسأحرص أن أكون أول من يزور البرلمان المصري بعد الانتخابات للتعبير عن قوة وصلابة العلاقة بين الشعبين المصري والكويتي ، وعلينا مسئولية تاريخية وندعو لقياداتنا بالتوفيق وانا متفائل بالمستقبل.
كما استبعد قيام أي جماعات بعرقلة العلاقات بين البلدين، قائلا: كل من لا يريد للعلاقات الخير لن ينجح، فمن يقدر أن ينكر دم الشهداء من الجانبين وما قدمته مصر للكويت؟، وكرر قائلا: " مصر كانت موجودة عندما احتجناها وسنكون موجودون عندما تحتاجنا، وهذه حقيقة وليست مجاملة ، وعندما اتحدث عن مصر لا اتحدث عن مسلمين فقط ولكن مسلمين واقباط ، قائلا : كان شعاري في الانتخابات البرلمانية " إياك واليأس من وطنك " وأقول لكم " اياكم واليأس من مصر".
وأشار إلى أنه في آخر لقاء مع الرئيس السيسي طلب مننا المشاركة في المراقبة علي الانتخابات المصرية كاتحاد برلماني عربي، لافتا إلى أنه وقف دون إسقاط عضوية مصر في الاتحاد البرلماني الدولي بحجة عدم وجود برلمان حاليا لأنه اعتبر ذلك إهانة لكل الدول العربية، متطلعا لأن يكون البرلمان القادم فاعل وأن يكون له القيادة للبرلمانات العربية خلال المرحلة القادمة تقديرا واحتراما لمصر.
وأوضح أن كل ما يتعلق بمصالح مصر في اتحاد البرلمانات العربية يحظي بأولوية قصوى.
وبالنسبة لمشكلة مصر مع أثيوبيا في مسألة المياه، قال: نقف قلبا وقالبا مع موقف مصر، وعندما وصلتنا معلومة حول شركة كويتية لها علاقة بمسألة المياه ثبت عدم صحة ذلك، وقالت إنها شركة سوسرية بها شركاء كويتيون يملكون نسبة بسيطة، ولا يمكن أن نقف ضد مصالح مصر.
وأعرب الغانم عن قناعته بأن الإعلام ليس فقط السلطة الرابعة ولكنه أول السلطات وأقواها نظرا لتأثيرها الكبير على الرأي العام ، مؤكدا على أهمية الخطاب الإعلامي وقناعته بقوة الإعلام العربي، مشيرا إلي أن الإعلام المصري هو أساس الإعلام العربي، وأن العالم العربي نقل ايجابيات وسلبيات الإعلام المصري.
وأكد على ثقته في أن الغالبية الساحقة من الإعلاميين يملكون الوعي والقدرة على التأثير ، موجها رسالة لهم: يجب التركيز على هذه الأدوات الفاعلة في تاثيرها على قضايانا الحقوقية ويجب أن نثق بقدراتنا واعتقد أن الخطاب الإعلامي العربي وخاصة المصري يجب أيضا أن يوجه جزء من خطابه للعالم الغربي لتوضيح الإسلام بصورته الحقيقية.