الصحف العربية: العلاقات السعودية التركية لن تكون على حساب دولة بحجم مصر.. ودعم القاهرة يسهم في استقرار المنطقة

الصحف العربية اليوم:
المملكة ومصر والإمارات دول محورية في مواجهة خطر الإرهاب بالمنطقة
العلاقات السعودية التركية لن تكون على حساب العلاقات مع دولة بحجم مصر
زيارة السيسي للسعودية حققت أهدافها على طريق الاستقرار المنشود
دعم مصر.. دعم للاستقرار بالمنطقة اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، بالعديد من القضايا والملفات الراهنة في الشأن المحلي والعربي والإقليمي والدولي.
وناقشت صحيفة "الوطن" السعودية ملف العلاقات الدولية للبلاد، حيث قالت: "في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها معظم الدول العربية، وفي ظل الانقسامات السياسية بين بعض دول الإقليم، تحاول المملكة - بكل ما تستطيع - العمل على استقرار المنطقة، وقد آمنت أنه لا يمكن أن يهدأ الشرق الأوسط إلا من خلال تحجيم الدور الإيراني ومنعه من مواصلة عبثه مع جيرانه، وإنهاء ملفه النووي، وإنهاء السياسات العنصرية للكيان الصهيوني المحتل، وتفعيل المبادرة العربية للسلام، ومحاربة الإرهاب والقضاء على كل التنظيمات المتطرفة".
وأضافت: "من هنا كانت المملكة ومصر والإمارات دولا محورية في مواجهة خطر الإرهاب، وتكوين جبهة عربية لصد كل المحاولات الإيرانية التي تسعى من أجل الهيمنة والتمدد الفارسي، لكن الرأي العام في معظم الدول العربية ينقصه الوعي السياسي، فهذا الرأي العام الشعبي في الغالب الأعم بني على أساسات مذهبية، بسبب تقصير النخب في شرح التحولات السياسية الطبيعية التي قد تتخذها بعض الدول بفعل المتغيرات على الأرض".
وتابعت: "العلاقات السعودية التركية وثيقة، حتى وإن كانت هناك اختلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا، إلا أن هذا يعد أمرا طبيعيا في العلاقات الدولية، لا سيما في هذا الإقليم الساخن، لكن العلاقات السعودية التركية لن تكون بالطبع على حساب العلاقات مع دولة بحجم مصر، كما يريد أن يروج له البعض، وهذا ما ينبغي للإعلام العربي، وللنخب السعودية والمصرية فهمه".
وقالت: "ولهذا كانت زيارة الرئيس المصري الأخيرة للمملكة، ومن ثم زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فالعلاقات بين الدول تبنى على المصالح المتبادلة لا على الأجندات أو الشعارات الأيديولوجية والحزبية".
وتحدثت صحيفة "اليوم" السعودية عن العلاقات بين المملكة ومصر والسعودية تحت عنوان "مصر وتركيا.. مهمة تحرير الأمة"، فى ظل الزيارتين اللتين قام بهما كل من الرئيس عبد الفتاح السيسى وأردوغان إلى المملكة مؤخرا.
وقالت الصحيفة: "استقبل خادم الحرمين الشريفين أمس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقبل ثلاثة أيام استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقبله بأيام استقبل زعماء عربا وخليجيين، وذلك يؤشر بوضوح إلى أن الرياض هى بيت العرب وقلبه النابض وقبلة المسلمين فعلاً وقولاً، وأن الأمتين العربية والإسلامية تعيشان في قلب مليكنا سلمان بن عبد العزيز الذي - طوال تاريخه وحياته وعمله ومبادراته - يعيش هموم الأمتين ويشارك في التصدي لقضاياهما، فكرا وسياسة ومسئولية".
وأضافت: "يبدو بوضوح أن الأمتين العربية والإسلامية، وهما المرتبطتان دائما بالهوية والمصير، أحوج ما تكونان إلى زعامة تجمع الشتات وتعيد ترتيب الأولويات وتقدم مشروعا يعيد صياغة المواقف ليواجه التحديات الشديدة الخطيرة التي تهاجم الأمتين في هذه الأيام، فالأمتان العربية والإسلامية تواجهان تحالفا شريرا، بين منظمات الغلو، مثل داعش والقاعدة والنصرة، ونظام مثل نظام طهران، يتفرغ الآن، ويعمل ليلاً ونهارا بلا كلل ولا ملل، على تدمير كل ما يمت إلى الهويتين العربية والإسلامية بصلة، ويجتهد ويغدق الأموال على زرع الفتن، في كل وطن عربي وكل وطن إسلامي".
وأكدت الصحيفة: "البلدان الثلاثة «المملكة ومصر وتركيا» لا غيرها، بتعاونها والتنسيق بينها، هى القادرة على مواجهة التهديدات التي تحاصر العالمين العربي والإسلامي، وتنذر بالشرور، وبتفجير بلدان المنطقة جميعها، وإدخال الأمة في موجات من الكره وسفك الدماء ونسج تاريخ جديد من الاضطرابات التي لن ينجو منها أحد، خاصة أن تحالف «داعش - طهران» ليس لديه ما يخسره من تسويق الشرور وتوزيع الاضطرابات، إذ إن هذا التحالف نفسه هو إنتاج طبيعي لأجواء الفتن والاضطرابات وثقافة العدوان، ولن يمكنه أن يكون طرفا في أي مشروع لسلام وسكينة واستقرار المنطقة".
وبعنوان "الرياض محطة رئيسة"، تساءلت "المدينة" صباح اليوم: "ما معنى أن تشهد الرياض خمس عشرة قمة ثنائية جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- بقادة دول لها ثقلها الدولي والإقليمي المتميّز، بدءًا من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي اعتبرت علامة بارزة في مسيرة العلاقات بين البلدين، وحتى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس التي فتحت صفحة جديدة للتعاون وتنسيق المواقف في تعاطي الرياض، وأنقرة مع ملفات المنطقة، وليس نهاية بزيارة رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية السيدة بارك كون هيه التي تلتقي المليك المفدى اليوم؟ المعنى الذي حملته تلك الزيارات التي توالت على مدى أقل من شهر ونصف الشهر أن الرياض محطة رئيسة في أجندة قادة العالم في العمل على تبني الحلول المناسبة لأزمات المنطقة، انطلاقًا من إيمانهم بحكمة القيادة السعودية، وبالدور الريادي الذي تضطلع به المملكة على صعيد العمل على إرساء دعائم الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، إلى جانب ما تبذله من جهود لرأب الصدع، وإنهاء الخلافات بين الأشقاء".
أما صحيفة "الرياض"، فكتبت تحت عنوان "الواقع المستجد أمام المملكة وتركيا"، أن "المملكة ليست طرفا في خصومات أو خلق عداوات، بل كانت حاضرة لأي دعم سياسي ومادي للأمة العربية والعالم الإسلامي، غير أن الظروف المستجدة وضعتها في قلب الحدث، ومع ذلك كان الاعتدال هو السائد لأنها تدرك أن تسخين الأجواء غالبا ما يكون عائده الأسوأ، وهنا تأتي زيارة الرئيس التركي لذات الأهمية، والتطلعات تتحدث ليس عن سياسة المحاور والتحالفات، وإنما التعاون على أسس أكثر وضوحا".
وقالت الصحيفة: "فسوريا والعراق قاسم مشترك بين البلدين، فهما سيكونان في صلب المباحثات لأن تركيا تدرك مخاطر المستقبل البعيد ليس أن تجاورها إيران بطوق جديد، وإنما الفعل الآخر فيما لو طال زمن الحرب وتخلّقت جماعات جديدة إرهابية، أو حدث ما يسمى الأمر الواقع أي تقسيم البلدين وفق دويلات طوائف وقوميات، فهذا له أثره عربيا على المملكة وكذلك تركيا، أيضا الحالة اليمنية، وهى وإن رأت إيران أنها منتصرة، فهى تجهل أو تتغابى عن طبيعة هذا البلد العربي وتركيبته وسرعة تبدلاته، وفي هذه الأجواء هل يكون للبلدين دور جديد ومركزي تتضح فيه الرؤى ليس على شكل واقع اليوم وحده، وإنما على صياغة".
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "عكاظ" السعودية تحت عنوان "دعم مصر.. دعم للاستقرار بالمنطقة": "تدخل العلاقات السعودية - المصرية منعطفا جديدا يؤذن بالمزيد من التعاون والتنسيق والتفاهم، فقد أكدت المملكة مجددا دعمها ووقوفها التام إلى جانب الشقيقة مصر حكومة وشعبا من خلال المباحثات المكثفة التي جرت في الرياض يوم أمس الأول وبما يعزز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة".
وأضافت الصحيفة: "يتخذ الدعم السعودي الكبير للشقيقة العزيزة أكثر من وجه، فعلى المستوى الاقتصادي فإن وقوف المملكة الدائم خلف خطط وبرامج الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز صمود مصر مستمر وبقوة وسوف تظهر نتائجه قريبا.. سواء من خلال المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي تشهده شرم الشيخ أو من خلال استمرار المشاريع الكبيرة التي باشرت الدولة المصرية العمل فيها أو من خلال الدعم المتواصل لأسباب الحياة الكريمة للمواطن المصري وتوفير جميع احتياجاته".
وتابعت: "أما على المستوى السياسي، فإن المملكة مع مصر في جميع المحافل الدولية تعزيزا لسياساتها واستكمالا لبرامجها ولخارطة المستقبل الجاري تنفيذها بعناية رغم العقبات التي تعترضها".
وقالت: "وعلى جانب آخر.. فإن المملكة وفي إطار جهودها المخلصة لتأمين السلام والاستقرار في المنطقة ماضية في تحقيق تقارب كبير بين الشقيقة مصر وبين بعض دول الإقليم لما فيه خير ومصلحة الجميع".
وأضافت الصحيفة: "من هنا يمكن القول إن زيارة السيسي للمملكة حققت أهدافها ومضت في الطريق الذي رسمه لها سلمان والسيسي وصولا إلى الاستقرار المنشود".