قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالصور.. تعرف على سر حصول مارى كورى وزوجها على جائزة نوبل لمرتين


تعد عالمة الفيزياء والكيمياء البولندية "ماري كوري" من رواد فيزياء الإشعاع وأول من حصل على جائزة نوبل مرتين (في هذا المجال ولدت ‏ (7 نوفمبر1867 – 4 يوليو1934) فى بولندا ، واكتسبت الجنسية الفرنسية كما كانت أول امرأة تتبوأ منصب الأستاذية في جامعة باريس.
واكتشفت مع زوجها "بيير كوري" عنصري البولونيوم والراديوم كما ابتكرت تقنيات لفصل النظائر المشعة، واكتشفت عنصرين كيميائيين هما البولونيوم والراديوم وتشاركا في جائزة نوبل في الفيزياء، كما اقتسمت ابنتها إيرين جوليو-كوري وزوج ابنتها فردريك جوليو-كوري جائزة نوبل 1935.
التحقت ماريا وهي في العاشرة من عمرها بالمدرسة الداخلية التي كانت تديرها والدتها، ثم التحقت بمدرسة أخرى للبنات تخرجت فيها في 12 يونيو 1883، ثم قضت عاماً في الريف مع عائلة والدها وبعدها انتقلت إلى وارسو لتعمل بالتدريس الخاص.
وفي أحد معامل وارسو بدأت ماريا أولى خطواتها في مجال البحث العلمي عامي 1890 و1891، ثم أبرمت مع شقيقتها برونيسلافا اتفاقاً فحواه أن تسافر برونيسلافا لدراسة الطب في باريس على أن تنفق عليها ماريا، ثم تتبادل الأختان المواقع بعد عامين
فعملت ماريا مربية لدى أسرة أحد المحامين في كراكوفيا ثم لدى أسرة تسورافسكي في مدينة تشيخانوف، وهناك وقعت في الحب مع أحد شباب تلك الأسرة وهو كازيمير تسورافسكي غير أن أسرته رفضت تزويجه لفتاة معدمة.
وفي أكتوبر 1891 سافرت إلى باريس أقامت ماريا لفترة قصيرة مع أختها وزوج أختها قبل أن تقوم باستئجار حجرة بسيطة على سطح أحد المنازل، وانهمكت ماريا في دراستها للفيزياء والكيمياء والرياضيات بجامعة السوربون (جامعة
باريس).
في جامعة السوربون
كانت ماريا تواصل دراستها نهاراً وتقوم بإعطاء الدروس لتغطية نفقاتها التي كانت تكفي احتياجاتها بصعوبة مساءً.
وفي سنة 1893 حصلت على درجة علمية في الفيزياء والتحقت بالعمل بأحد المختبرات الصناعية وواصلت دراستها في السوربون في نفس الوقت حتى حصلت على درجة علمية في الرياضيات سنة 1894، وهو نفس العام الذي دخل فيه بيار كوري حياتها، إذ كان يعمل بالتدريس في مدرسة الفيزياء والكيمياء التابعة للمدرسة العليا للفيزياء والكيمياء الصناعية بمدينة باريس .
وكانت ماريا قد بدأت عملها العلمي في باريس بأبحاث حول الخواص المغناطيسية لأنواع الفولاذ المختلفة، وكان الاهتمام المشترك لماريا وبيار بالمغناطيسية هو ما جمعهما سوياً.
اكتشاف عناصر جديدة
في سنة 1896 اكتشف هنري بيكريل أن أملاح اليورانيو
م تنبعث منها إشعاعات تشبه الأشعة السينية في قدرتها على اختراق الأجسام، واكتشف أن هذا الإشعاع يختلف عن الإشعاع الفسفوري في أنه ينتج تلقائياً من اليورانيوم ذاته ولا يستمد طاقته من أي مصدر خارجي.
قررت ماري كوري أن تتخذ من إشعاعات اليورانيوم موضوعاً لرسالتها البحثية، فقامت باستخدام جهاز يسمى الإلكترومتر (كان زوجها وأخوه قد ابتكراه قبل 15 سنة لقياس الشحنة الكهربية) واكتشفت أن إشعاعات اليورانيوم تجعل الهواء المحيط بالعينة قابلاً لتوصيل الكهرباء.
تركزت أبحاث مدام كوري على اثنين من خامات اليورانيوم هما البتشبلند والتوربرنايت.
واكتشفت باستخدام جهاز الإلكتروميتر أن خام البتشبلند أكثر نشاطاً من اليورانيوم ذاته بأربعة أضعاف، فتوصلت من ذلك إلى اسنتاج مبني على ملاحظتها السابقة .
كانت ماري كوري تدرك أهمية المسارعة بنشر اكتشافاتها لتسجيل سبقها العلمي إذ لو لم يكن بيكريل قد سارع بتقديم اكتشافه للنشاط الإشعاعي إلى الأكاديمية الفرنسية للعلوم بمجرد توصله إليه لربما كان فضل السبق في اكتشاف نشاط النشاط الإشعاعي سيذهب إلى الفيزيائي الإنجليزي سيلفانوس طومسون (1851 ـ 1916) بدلاً منه.
ولذلك اقتدت كوري ببكريل وسجلت اكتشافها ـ في صورة ورقة علمية مختصرة قدمها إلى الأكاديمية بالنيابة عنها أستاذها
السابق جبريال ليبمان في 12 أبريل 1898 شهادة جائزة نوبل التي منحت لماري كوري.
في سنة 1903 منحت الأكاديمية السويدية للعلوم كلاً من بيار كوري وماري كوري وهنري بيكريل جائزة نوبل في الفيزياء "اعترافاً بالفضل الكبير لأبحاثهم المشتركة في دراسة ظاهرة الإشعاع التي اكتشفها البروفيسور بيكريل".
وكانت ماري كوري بذلك هي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل، وقد كررت كوري ذلك بعد 8 سنوات، إذ حصلت منفردة على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1911 "اعترافاً بفضلها على تقدم الكيمياء باكتشافها عنصري الراديوم والبولونيوم، وفصلها لمعدن الراديوم، ودراستها لطبيعة ومركبات هذا العنصر الهام".
وبعد شهر من نيلها لجازة نوبل الثانية أدخلت كوري إلى المستشفى مصابة باكتئاب ومرض كلوي.
ورغم كل هذه الإنجازات فقد تعرضت كوري للتمييز من جانب الأكاديمية الفرنسية للعلوم لمجرد كونها امرأة، حيث فشلت مرتين في الحول على عضوية الأكاديمية وانتخب بدلاً منها إدوار برانلي وهو مخترع ساعد ماركوني في اختراع الإبراق اللاسلكي.
ماري وبيير وابنتهما إيرين
في عامي 1897 و1904 على التوالي، وضعت كوري ابنتيها إيرين وإيف، وقد استأجرت كوري لابنتيها فيما بعد معلمة بولندية لتعليمهما اللغة البولندية.
مصرع بيير كوري
في 19 أبريل 1906 لقي بيير حتفه أثناء عبوره شارع دوفين تحت المطر الغزير، إذ صدمته عربة تجرها الخيول وسقط تحت عجلاتها ليلقى مصيره المحتوم متأثراً بكسر في جمجمته.
وقد قيل إن سبب الحادث هو الوهن الذي أصابه نتيجة لطول تعرضه للإشعاع، غير أن ذلك لم يثبت بشكل قطعي.
وفي سنة 1911 كُشف النقاب عن علاقة جمعت بين ماري كوري وبول لانجفان، أحد تلاميذ زوجها السابقين، وكان متزوجاً فانفصل عن زوجته.
وقد استغل خصومها العلميون الفضيحة الصحفية التي تلت اكتشاف هذه العلاقة ضد مدام كوري.
ورغم شهرتها كعالمة تعمل في فرنسا، إلا أن الرأي العام انقلب عليها في مشهد تجسد فيه كره الأجانب ـ
وقد مكنت جائزة نوبل الثانية التي نالتها سنة 1911 مدام كوري من مخاطبة الحكومة الفرنسية لتمويل إنشاء معهد خاص للراديوم (معهد الراديوم الذي يسمى حالياً "معهد كوري")،
والذي أنشئ بالفعل سنة 1914 وأجريت فيه أبحاث كيميائية وفيزيائية وطبية، وقد صار المعهد فيما بعد بوتقة لتخريج الفائزين بجائزة نوبل، إذ خرج منه 4 من الفائزين بجائزة نوبل، منهم ابنتها إيرين جوليو كوري وزوجها فريدريك جوليو ـ كوري
وفاتها
وتوفت 4 يوليو 1934 في مصحة سانسيلموز في باسي بإقليم سافوا العليا شرق فرنسا؛ حيث كانت تعالج من أنيميا لانموية نجمت عن تعرضها الزائد عن الحد للعناصر المشعة و دفنت مدام كوري إلى جوار زوجها بيير في مقبرة في سو وفي سنة 1995.