- أبو سعدة:
- لجنة «محلب» تستهدف تحويل القاهرة لقطعة من أوروبا
- عبد الله العريان:
- لجنة «محلب» لتطوير قلب القاهرة خطوة مهمة تأخرت 50 عاما
- أستاذ آثار:
- لجنة «محلب» لتطوير القاهرة التراثية تحتاج التنسيق بين «الآثار والأوقاف»
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا، بتشكيل اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية، برئاسة المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية والتي تضم فى عضويتها، محافظ القاهرة ومستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى ورئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى "مقرر اللجنة" ورئيس هيئة التخطيط العمرانى ورئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة والدكتور محمود عبد الله، الخبير الدولى فى إعادة هيكلة وإدارة الأصول ورئيس اتحاد البنوك.
فما الآلية التي تعمل بها اللجنة وكيف يتم الاستفادة منها ونوع الحماية التي تقدمها للقاهرة التراثية وهل هناك جدول زمني محدد لتنفيذها، يجيب التحقيق التالي عن تلك التساؤلات ...
"يحول قلب القاهرة لأوروبا"
في البداية، أشاد المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل لجنة قومية لحماية القاهرة التراثية برئاسة المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للشروعات القومية والاستراتيجية، لافتا إلى أن القرار يعكس مدى اهتمام أعلى جهة سيادية بالدولة بالتراث المعماري الذي يمثل واجهة مصر أمام الوافدين من الخارج، كسعيها للاهتمام بمشروع العاصمة الجديدة، مشيرا إلى أن القرار يستهدف تطوير القاهرة الفاطمية والخديوية وإحياء منطقة وسط البلد على غرار وسط أوروبا.
وأوضح "أبوسعدة"، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن اللجنة تتولى حفظ التراث بترميمه وتشكيله بمعايير تضاهي التراث العالمي وتشمل عملية التطوير إحياء المسارح ودور السينما والأوبرا، إضافة إلى استثمار منطقة وسط البلد بشكل له مردود سياحي واقتصادي وتنموي، مشيرًا إلى أن أهداف اللجنة إعادة رونق قلب العاصمة، ما يساهم في حركة السياحة والتجارة كما فعلت دولة المغرب بإحياء التراث من جديد محققة عائدات.
وقال إن اللجنة تختص بوضع رؤية استراتيجية متكاملة تراعى الجانب التراثى والتاريخى والاقتصادى وتحديد بدائل تنفيذها، ووضع الخطط والسياسات والبرامج التنفيذية لتطوير القاهرة كعاصمة تراثية بمعايير اقتصادية وسياحية لجذب الاستثمارات، وإعادة القيمة لهذه المنطقة التراثية.
وأضاف: "كما تتضمن اختصاصات اللجنة العمل على تسجيل العاصمة التراثية منطقة القاهرة الخديوية كمرحلة أولى بقوائم التراث العالمى المعمارى الحديث بمنطقة اليونسكو الدولية".
وتابع: "سيتم وضع جدول زمني لتنفيذ عملية التطوير الشامل من خلال أول اجتماع سيعقد برئاسة محلب، ولتحديد الآلية التي سيتم العمل بها.
"خطوة تنقذ القاهرة التراثية"
كما، وصف الدكتور عبدالله العريان، وكيل كلية التخطيط العمراني بجامعة القاهرة سابقًا، قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتشكيل لجنة قومية لتطوير تراث القاهرة برئاسة إبراهيم محلب، بأنها خطوة مهمة لتطوير قلب العاصمة، لافتا إلى أنه تم طرحها أكثر من مرة منذ الستينيات من خلال تشكيل لجان لم تنفذ على أرض الواقع، لافتًا إلى أن القرار بحاجة إلى قوة في التنفيذ وعلى وجه السرعة لإنقاذ تراث القاهرة المهدد بالانهيار منذ 50عاما.
وأوضح "العريان"، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن هناك العديد من الآليات المطلوب العمل بها لنجاح هذه اللجنة أهمها التكاتف بين عمل الجهات المعنية بها من خلال الاجتماعات الدورية لمتابعة سير العمل وضرورة وجود هيئة الآثار ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني وجهات أخرى لسير العمل في خطة التطوير والحفظ لتراث القاهرة بدون عوائق من أي جهة، مشيرًا لضرورة مشاركة خريجي الفنون الجميلة والآثار.
وأوضح أن خطة التطوير ستسهم بشكل كبير في جذب السياحة لقلب القاهرة وإعادة رونق القاهرة الفاطمية والخديوية واستثمارها تجاريا لتصبح ذات مردود اقتصادي وسياحي.
وأضاف وكيل كلية التخطيط العمراني، أن هذه اللجنة تدعو للتفاؤل لوجود المهندس إبراهيم محلببها، مشيرا إلى نجاح العديد من المشروعات التي يتولى إدارتها.
"مطلوب تنسيق بين الوزارات "
وفي السياق ذاته،رحّب الدكتور محمود إبراهيم، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، بقرار السيسي بتشكيل لجنة قومية لحفظ وتطوير القاهرة التراثية، لافتًا إلى أنها خطوة مهمة وإيجابية وهناك ضرورة مُلحة لتنفيذها علي وجه السرعة لوجود أماكن تراثية بالقاهرة تنذر بانهيارها.
وأوضح "إبراهيم"، في تصريح خـاص لـ"صدي البلد"، أن صدور هذا القرار عن أعلى جهة سيادية بالدولة دليل على مدى اهتمام السيسي بتراث القاهرة الذي يمثل تاريخنا ووجودنا أمام الدول الأخرى.
وأشار إلي أن اللجنة تتطلب ضرورة التنسيق بين وزارتي الأوقاف والآثار حيث تمثل المساجد نصف القاهرة التراثية إضافة إلي الآثار الأخرى لتنفيذ أهداف اللجنة من إعادة تطوير وأن علي اللجنة فتح الطريق أمام منظمات المجتمع المدني والمشاركات الشعبية لأنها ستزيد من قوة تنفيذ القرار علي أرض الواقع.
وأوضح أن علي اللجنة عمل دراسة للأماكن المطلوب تطبيق العمل عليها ثم رصد الميزانيات اللازمة للتمويل لاستكمال العمل دون توقف.
وقدم "إبراهيم"، مقترحًا يهدف لاستثمار محافظات مصر وتقليل العبء والضغط علي القاهرة عن طريق تحويل محافظات مصر لعواصم تشبه القاهرة من خلال تطبيق تجربة الصين والتي لا تفرق بين أرجائها والعاصمة بكين، حيث طورت الدولة ككل عن طريق خطة تقسيمها لأجزاء وتنفيذ عليها العمل كمراحل إلى أن أصبحت بالوضع الحالي.