مناقشة كتاب جالينوس بمعرض الكتاب

"ما قدمه جالينوس هو بمثابة حجر الأساس لكل الطب، وكل ما تطور هو الأدوات والأجهزة في البحث العلمي، وتشخيص وعلاج المريض فقط". هكذا يرى الدكتور رفعت السيد، الذي أكد أن جالينوس هو من أعطى المنهج الذي يسير عليه الجميع في علم الطب.
جاء ذلك خلال ندوة ضمن فعاليات "المقهى الثقافي" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لمناقشة كتاب جالينوس "في فرق الطب للمتعلمين".
ترأست الندوة الكاتبة سلوى بكر، والتي ابتدأت بنبذة عن جالينوس الذي أسس المنهج الطبي، وأرسى قواعده منذ عصر الدولة الرومانية، مشيرةً إلى أن هذا الكتاب دُوّن باللغة اليونانية ثم بعد ذلك تُرجم إلى السريانية ومنها إلى العربية، وذكرت أن جالينوس استفاد من الطب المصري القديم، عندما كان يعيش في الإسكندرية.
على الجانب الآخر أضاف الدكتور محمد مندور -وهو طبيب نفسي، أن هذا الكتاب يتحدث عن عدة مدارس وطرق في التشخيص مهمة، منها طريقة الاستدلال والقياس التي من مهامها البحث عن أسباب وطبيعة المرض ومعرفة وظيفة كل عضو في جسم الإنسان، حيث تعتمد هذه الطرق على المشاهدة والتكرار.
وقال الدكتور رفعت السيد، إن هذا الكتاب يعدّ منعطفًا تاريخيا هاما جدا، حيث يعتبر جالينوس الرجل الثامن من بين كبار علماء اشتغلوا بالطب، وتوقف التاريخ 1300 عام ولم يضيف أحد شيئًا لما قدمه جالينوس للطب، مشيرًا إلى أنه أول من أدخل علم التشريح وأول من عرف وظائف الجهاز العصبي والعمود الفقري.
وأشار إلى أن جالينوس حارب الفكر القديم في الطب الذي كان مليئًا بالخرافات حيث اعتمد على المنطق والبحث العلمي، وكان متقدمًا في العلم والمعرفة، وظل كتابه يدرس في الأندلس، وعندما قامت النهضة الأوروبية تُرجمت كتاباته من العربية إلى اللاتينية.
وأوصى رفعت بقوله "إن هذا الكتاب يجب أن نتأمله ونتوقف عنده لكي نعرف أصول الحقل الطبي منذ القرن الثاني الميلادي" .
وفي سؤاله عن تطور أساليب التشخيص هل خرجت عن نطاق ماكتبه جالينوس أجاب رفعت "بأنه يعتبر كل ماقدمه جالينوس هو بمثابة حجر الأساس لكل الطب وكل ما تطور هو الأدوات والأجهزة في البحث العلمي وتشخيص وعلاج المريض فقط، مؤكدًا أن جالينوس هو من أعطانا المنهج الذي نسير عليه في علم الطب".