الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الضربة السورية .. متى ينتهي الدرس ؟


استيقظنا فجر أمس على ضربة ثلاثية من واشنطن ولندن وباريس لسوريا، وهى مسرحية هزلية تشبه ماحدث أيام ضرب العراق من اتهامات بحيازة أسلحة كيماوية وضرب للمدنيين بها، ثم تبين أنها مجرد افتراءات وتم الاعتذار عنها بعد تدمير العراق والقضاء على الشعب العراقي وقتل الرئيس صدام حسين .. وتدمير تراث العراق العريق وآثار “الحضارة السومرية” أقدم المراكز الحضارية فى تاريخ الإنسان، فبعد غزو واحتلال العراق عام 2003، تعرض المتحف العراقي الوطني في بغداد إلى أكبر عملية سرقة آثار في التاريخ، وتم سرقة آلاف القطع الأثرية وتهريبها إلى خارج البلاد , وتدمير ماصعب حمله وهو نفس السيناريو اتهامات باستخدام كيماوي وتوجيه ضربة لسوريا لقتل بشار الأسد وتفكيك الدولة السورية ومحو حضارتها والقضاء على آثارها وأهمها الجامع الأموي وأثار تدمر وقلعة الحصن وكنيسة بيت الدرة وغيرها من آثار لا تقدر بثمن ثم يتبين أنها افتراءات ويتم الاعتذار بعد تدمير الدولة والقضاء على شعب بأكمله !

وإذا لاحظنا ما حدث خلال الأيام الماضية .. ورفع الجيش العلم السوري على مدينة دوما، معلنة بسط سيطرتها على آخر معاقل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية لدمشق، بعد خروج قائد «جيش الإسلام» التى تدعمها قطر وتركيا والمرتبطة بالتنظيمات الإرهابية فى المدينة وتسليم أسلحتهم الثقيلة، وانتشار قوات الشرطة العسكرية الروسية في أرجاء المدينة لبسط الأمن فيها وفرض القانون.

إذا وضعنا هذه التطورات فى اعتبارنا قبل أن نشجب أو ندين نكتشف أن تبريرات الغرب وتغريدات ترامب ماهى إلا أسطوانة مكررة ومملة نشاهدها كلما قرر الغرب هدم دولة عربية وتقويض نظامها وسرقة تاريخها وتراثها وتدميره .. وهم بارعون في توجيه الاتهامات والاسراع بتوجيه الضربات وهو استكمال المحاولات المستميتة للقضاء على بشار الأسد وتدمير البقية الباقية من بلاده والقضاء علي الجيش السوري .. والدليل هو رفض العديد من الأمريكان أنفسهم هذه الضربة التي أدانتها معظم المؤسسات الحقوقية واعتبرتها موجهة للشعب السوري ورفضها العديد من أعضاء الكونجرس وأكدوا أنها غير مشروعة وأن القرار تم اتخاذه دون موافقة الكونجرس.

ورغم دموع التماسيح والبكاء علي سوريا وأهلها إلا أن الانفجارات في دمشق وحجم الدمار الذى خلفته تفضح حجم الحقد وقوة الضربة الثلاثية وكذب مزاعم العدوان الثلاثي ،إنه نفس السيناريو ويتم بنفس الطريقة .. توافق وتحالف مع إنجلترا وفرنسا ومواجهات في دولة عربية جديدة وصمت عالمي على انتهاك القانون الدولى! فقد اعتاد الغرب توجيه الاتهامات والضربات وقتل رؤساء دون أي وازع من ضمير انساني او قانون دولي .. وهو نفس ما حدث في العراق وليبيا واليمن .. قتل القذافي و علي عبد الله صالح وللأسف يحدث ذلك وسط تأييد بعض الدول العربية .. كل الدول التي حدث بها ذلك " مقمتلهاش قومة " مرة أخرى .. أين حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية التي يتشدقون بها ليل نهار وهم يضربون دولا كاملة دون أي اعتبارات انسانية أو مراعاة لأي حقوق مدنية

والسؤال الذي يتكرر ويبقي بلا إجابة : من الذي أطلق الغاز وهل هو غاز كيماوي فعلًا أم غاز مسيل للدموع؟ وما هو الدليل علي أن الجيش السوري الوطني ضرب شعبه بغاز كيماوي ؟ ولمصلحة من يتم الصاق الاتهام ببشار الأسد والجيش السورى الصامد؟ ولماذا الصمت الأمريكي الغربي علي تحويل سوريا لمنطقة صراع دولي ولماذا يتركونها مرتعا لعصابات وتنظيمات الإرهاب من الدواعش والمرتزقة الأجانب؟

والسؤال الأغرب لماذا الإصرار على التصعيد بضرب سوريا بعد ساعات قليلة من إعلان التهدئة ..

بالتأكيد الفائدة كبيرة جدا جدا للغرب فهو لا يتحرك ولا يضرب إلا إذا كان مستفيدا وفائدة لا يمكن حصرها والخسارة فادحة جدا جدا للعرب .. الذين يفقدون دولهم العربية الواحدة بعد الأخرى ويتم قتل رؤسائهم وسط شعوبهم.

الغرب يستهين دائما بذكاء العرب وعلينا أن نفهم اللعبة جيدا فقد تكرر الدرس كثيرا لكننا لانتعلم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط