- وزير القوي العاملة يطلق الخطة الوطنية لمكافحة أسوأأشكال عمل الأطفال
- "أوشلان": انخفاض المنخرطين في عمل الأطفال من 246 مليونا إلي 156 مليونا
- وزير القوي العاملة يكرم ممثلي الوزارات المشاركين في إعداد الخطة
أطلق وزير القوي العاملة، محمد سعفان، اليوم، الأحد، الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في مصر ودعم الأسرة (2018-2025)، مؤكدا أنها تعد رمزًا للتعاون الوثيق بين جميع الوزارات والمنظمات والمجالس المعنية بالطفل، لتوفير الحياة الاجتماعية والصحية والنفسية الملائمة للطفل، موضحا أننا نعتبرها بمثابة خارطة طريق للقضاء على هذه الظاهرة التي طالما عانينا منها.
وهنأ الوزير الشعب المصري بمناسبة ثورة 30 يونيو ، مشيرا إلى أن الشعب استطاع أن يحمي مقدرات الدولة المصرية، بتأييد ومساندة القوات المسلحة، وأكد أن الثورة نقلت مصر من الظلام إلى النور، وكانت دافعا لكل مؤسسات الدولة أن تعمل لصالح الوطن، معبرا عن أمله أن نصل بمصر إلى مكانة أفضل.
شهد إطلاق الخطة الدكتورة عزة العشماوي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، وايرك أوشلان، القائم بعمل مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، وفريق العمل اللائق لدول شمال أفريقيا، والدكتور خالد عبد العظيم، المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات المصرية، وممثلو الوزارات والجهات المعنية أعضاء اللجنة التيسيرية للخطة، وأصحاب الأعمال والعمال، وشركاء التنمية، وخبراء منظمة العمل الدولية والمنظمات الدولية الأخرى والإعلاميين.
وقال الوزير في كلمته بالاحتفالية: "سيتم عمل تقييم للخطة في بداية يوليو من كل عام لدراسة ما تم خلال هذا العام، والوقوف على أهم المعوقات لإزالتها فورا، حتى تكون هناك نتائج إيجابية على أرض الواقع"، مؤكدا أنه سوف يتابع بنفسه ما تحقق على أرض الواقع كل 3 أشهر. وأضاف أن قضية عمل الأطفال لا تزال تطرح تحديا هائلا ليس على المستوى المحلي فقط، بل على الصعيد العالمي بعد أن أظهرت إحصاءات منظمة العمل الدولية أنه مازال هناك نحو 152 مليون طفل في العالم منغمرين فى عمالة الأطفال، خاصة الأطفال من سن 5 إلى 11 سنة، وذلك على الرغم من التقدم الذى تم منذ 2012 وحتى 2016 فى مكافحة عمل الأطفال إلا أنه لا يوجد انخفاض لعمالة الأطفال، خاصة فى هذه السن، كما أن الأطفال الذين يعملون فى الزراعة مع أسرهم يزداد عددهم.
وتابع: "إذن إننا أمام قضية عالمية بها جانب اجتماعي وأخلاقي لا يمكن إغفالهما أو إهمالهما أو التباطؤ في إيجاد الحلول الحاسمة لهما، ويجب علينا جميعا أن نعمل سويا من أجل القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال، بعد أن أضحى هذا التزاما ينسحب على المجتمع الدولي بأكمله، وذلك من خلال دراسة الأسباب الرئيسية التى تتسبب فى فقدان هؤلاء الأطفال لأجمل لحظات حياتهم واستغلال أصحاب النفوس الضعيفة لهم ولاحتياجهم وضعفهم من أجل تحقيق مصالح شخصية مخالفين بذلك جميع الأعراف الدولية والقوانين الوطنية، وأن نعمل جاهدين لاتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتجفيف المنابع الرئيسية لعمالة الأطفال، وذلك من خلال خطتنا التي أطلقناها اليوم ليكون هدفنا هو القضاء على عمالة الأطفال فى 2025 تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة".
وأكد "سعفان" أنه لا يمكن القضاء على عمل الأطفال بمعزل عن المشاكل الأخرى، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تعمل على تبني استراتيجية لمكافحة عمل الأطفال، وتحشد المجتمع وقواه الفاعلة اقتصاديا واجتماعيا، فضلا عن مؤسسات المجتمع المدني، من أجل تنفيذ هذه الاستراتيجية التي تبدأ باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتجفيف المنابع الرئيسية لعمالة الأطفال والتي يأتي الفقر والتعليم على رأسها، أمرا ضروريا لا غنى عنه.
وشدد على أن الدولة المصرية تعمل جاهدة للحفاظ على حقوق الطفل من خلال التشريعات والقوانين التي تم وضعها في هذا الصدد، ومن خلال تصديقها على جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية المؤسسة لهذه الحقوق، فضلا عن أن الدستور المصري نص على حق الطفل في الرعاية الصحية والأسرية والتغذية الأساسية، بالإضافة إلى مأوى آمن، وتربية دينية، والحق فى التعليم، وحظر تشغيل الطفل قبل تجاوزه سن إتمام التعليم الأساسى، وفى الأعمال التى تعرضه للخطر، وفي ذات السياق أصدرت مصر القوانين والقرارات الوزارية التى تنظم عمالة الأطفال.
وقال سعفان إن وزارة القوى العاملة تقوم بجهود كبيرة للحد من عمل الأطفال من خلال الحملات التفتيشية وندوات التوعية المختلفة التي تقوم بها مديريات القوى العاملة التابعة للوزارة على مستوى جميع المحافظات، وإذ تحدثنا بلغة الأرقام فقد كثفت الوزارة جهودها في مجال التفتيش على عمل الأطفال خلال 2017 والربع الأول من 2018، حيث بلغ إجمالي المنشـآت التي تم التفتيش عليها نحو 17 ألف منشأة منها ما يقرب 12 ألفا و700 منشأة مستوفاة لا تستخدم أطفالا، و4248 منشأة تم إنذارها، و74 تستخدم أطفالا وتم تحرر محاضر لأصحاب الأعمال لمخالفة أحكام القوانين المنظمة لذلك.
وأضاف: "كما بلغ عدد الأطفال الذين تمت حمايتهم خلال الفترة المشار إليها 18 ألفا و885، منهم 12 ألفا و536 ذكورا والباقي إناث، فضلا عن عقد 175 ندوة توعية لعمالة الأطفال بالمنشآت على مستوى الجمهورية لتوعية أصحاب المنشآت وتوعية الأطفال العاملين بحقوقهم القانونية لدى أصحاب الأعمال خلال الفترة المطلوبة، ونستهدف في الفترة القادمة إنشاء قاعدة بيانات لعمل الأطفال على المستوى القومي، فضلا عن الاستمرار في دعم الأمهات لتنفيذ مشروعات مدرة للدخل، ولا نغفل الدور الذى يقوم به المجلس القومى للطفولة والأمومة فى التصدى لجميع أشكال انتهاكات الطفولة، والتعاون الملحوظ الذى تقدمه منظمة العمل الدولية فى هذا المجال".
وكان الوزير في بداية كلمته وجه الشكر إلى كل من أسهم في إعداد هذه الخطة من الوزارات والجهات المعنية، وخص بالشكر منظمة العمل الدولية لجهودها الكبيرة لمكافحة عمل الأطفال في مصر من خلال رعايتها للخطة الوطنية، كما وجه الشكر لـ "بيتر فان غوى"، المدير السابق لمكتب العمل الدولي بالقاهرة، لجهوده وتعاونه خلال فترة عمله بالقاهرة، متمنيا له كل التوفيق في منصبه الجديد، وفي نفس الوقت رحب بإيرك أوشلان، القائم بعمل مدير مكتب المنظمة، متمنيا له كل التوفيق، مؤكدا ضرورة استمرار التعاون بفاعلية مع المنظمة لإحراز المزيد من الإنجازات من أجل مصلحة العمل والعمال.
وفى ختام كلمته، شدد الوزير على أن الدولة المصرية تتطلع إلى مستقبل خالٍ من عمل الأطفال فلا يزال الكثير مما ينبغى فعله فى هذا المجال في ظل الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال، والتي نأمل أن تحقق الأهداف المنشودة منها من أجل رفعة وطننا الغالي مصر.
ومن جانبه أكد إريك أوشلان، القائم بأعمال مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، أننا نشهد انخفاضا عالميا في عدد الأطفال المنخرطين في عمل الأطفال على مستوى العالم؛ حيث انخفض من ٢٤٦ مليون طفل في عام ٢٠٠٠ إلى ما يقدر بحوالي ١٥٦ مليون طفل، مشيرا إلى أن أكثر من النصف، أي ما يقدر بحوالي ٧٣ مليونا، لا يزالوا يعملون في أخطر أشكال عمل الأطفال.
وقال أوشلان: "نحن نعلم أن ٦٠% من الأطفال العاملين حول العالم و٧٠٪ من الأطفال العاملين في مصر يعملون في مجال الزراعة؛ وإن كان أكثرهم يعملون في القطاع غير الرسمي كعاملين بدون أجر أو مع أسرهم وأقاربهم في أغلب الأوقات".
وأضاف أن المدير العام لمنظمة العمل الدولية أكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من شأنها مواجهة الأسباب الاقتصادية الجذرية لعمل الأطفال، مع ضرورة الانتباه إلى عمل الأطفال في سلاسل التوريد العالمية لتقديم منتجات وخدمات يتم استهلاكها يوميا كما هو الحال في العمل المنزلي غير المدفوع الأجر في مجال الزراعة.
وأوضح أوشلان أن الخطة تستهدف الإسهام الفعال في القضاء على عمل الأطفال بجميع أشكاله بحلول ٢٠٢٥ مع التأكيد على توفير الحماية الاجتماعية الشاملة للأطفال المستهدفين وأسرهم.
وأكد الدكتور خالد عبد العظيم، المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات، أن لأصحاب الأعمال دورا مهما، ومسئولية كبيرة في تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ اشكال عمل الأطفال في مصر، مشيرا إلى أنها قضية أخلاقية يجب على المجتمع ككل أن يعمل على محاربتها.
وقال عبد العظيم: "إن التلمذة الصناعية تعتبر حلا مناسبا لأن يدخل الأبناء سوق العمل بشكل لائق".
وفي نفس السياق، أكدت الدكتورة عزة العشماوي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، التزام المجلس بتنفيذ ما ورد في الخطة، مشيرة إلى أن قضية عمل الطفل هي قضية تتطلب تعاون العديد من الأطراف للقضاء عليها، معربة عن شكرها لوزارة القوى العاملة، ومنظمة العمل الدولية للجهود المبذولة لإطلاق هذه الخطة.
واستعرضت "العشماوي" في كلمتها دور المجلس في حماية الطفل وما يقوم به من أنشطة لدعم الأسرة المصرية.
وفي ختام الاحتفالية كرم وزير القوى العاملة، محمد سعفان ، ممثلي الجهات التي شاركت في إعداد الخطة الوطنية للقضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال ، حيث كرم ممثلي وزارات الاستثمار، والداخلية ، والقوي العاملة ، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء ، وممثلي مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة ، فضلا عن المستشار الاعلامي للوزير، والمتحدث الرسمي لوزارة القوى العاملة هيثم سعد الدين.
وأهدى ايريك اوشلان القائم بأعمال مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، وزير القوى العاملة، محمد سعفان، درع المنظمة تقديرا لجهود الوزير والوزارة في التنسيق والإشراف في إعداد هذه الخطة .
كما أهدى أوشلان دروع المنظمة لكل من الدكتورة عزة العشماوي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، والدكتور خالد عبد العظيم المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات ، تقديرا لجهودهما في إعداد الخطة .