اتفق رئيس المعسكر الصهيوني آفي جاباي ورئيسة حزب "تنوعاة" (الحركة) الشريك في المعسكر الصهيوني، تسيبي ليفني، اليوم الاثنين، على أن تشغل الأخيرة منصب رئاسة المعارضة خلفا للنائب السابق يتسحاق هرتسوغ. كما اتفق الاثنان بأن يكون جباي مرشح الحزب لرئاسة الحكومة وذلك بعد الاتفاق بأن التعاون بين كتلتي العمل والـ"تنوعاة" بأن يكون مستمرا.
وقال جباي، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية :"النائبة ليفني تجلب إلى المنصب تجربة كبيرة، خصوصا في المواضيع السياسية والأمنية، وبدون أدنى شك ستخلق طاقات جديدة في المعارضة. أنا سعيد لتعيينها".
لم يكن اختيار ليفني لهذا المنصب مفاجئا، فقد سبقت وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى وجود اتفاق بين الكتلتين على تبادل المنصب بين التنوعاه وحزب العمل، خاصة وأن ليفني تعتبر من الشخصيات المؤثرة جدا في إسرائيل.
ولدت السياسية المحنكة خريجة الموساد، تسيبورا ليفني "تسيبي" في 8 يوليو 1958 بتل أبيب، لأسرة تنحدر من أصول بولندية، معروف عنها انتماءها إلى اليمين القومي المتطرف، حيث نشط الوالدان في منظمة أرجون الصهيونية، كما أن أبيها، إيتان ليفني، كان عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود بين السنوات 1973 و1984.
وتفضل ليفني مناداتها باسم "تسيبي" التي تعني اختصارا للتدليل لكلمة تسيبورا، التي تعني عصفورة باللغة العبرية.
درست ليفني الحقوق، وحصلت على درجة الليسانس في الحقوق الحقوق من جامعة بار إيلان، وخلال خدمتها بالجيش، التحقت بمعهد تأهيل الضباط، وتخرجت منه برتبة ملازم أول، ثم التحقت بالموساد، وبعد تركها العمل به، أكملت دراستها وامتهنت المحاماة.
كانت ليفني من العناصر النشطة للموساد، حيث اعترفت بأنها مارست الجنس مع شخصيات عربية شهيرة وتم تصوير هذه اللقاءات بالفيديو من أجل ابتزار تلك الشخصيات وإجبارهم على تقديم تنازلات أو اتخاذ مواقف تخدم الأهداف الإسرائيلية.
بدأت ليفني عملها في الموساد تحت مسمى خبيرة في القانون التجاري. وقامت بالعديد من العمليات الخاصة منها قتل شخصيات فلسطينية، كما عملت خادمة تحت اسم مستعار، في بيت عالم ذرة عراقي وقامت باغتياله بالسم، وصدرت بحقها مذكرة توقيف قضائية باسمها المستعار ثم باسمها الحقيقي قبل أن ينجح اللوبي الصهيوني في فرنسا بوقف ملاحقتها قضائيا.
بدأت الحياة البرلمانية لليفني عام 1999 عندما انتخبت للكنيست للمرة الأولى وصارت عضوا في لجنة "الدستور والقانون والقضاء" وفي لجنة النهوض بمكانة المرأة. وترأست كذلك اللجنة الفرعية المكلفة بالتشريع الخاص بمنع غسيل الأموال.
في 2001 تولت منصب وزارة "التعاون الإقليمي" و"الزراعة" في الحكومة التاسعة والعشرين، وفي الحكومة الثلاثين أُسِندت إليها حقائب "الاستيعاب" و"البناء والإسكان" و"العدل" و"الخارجية، كما مثلت حزب الليكود في الكنيست الخامس عشر وبداية السادس عشر، وبعد انشقاق شارون عن حزب الليكود بسبب الخلاف حول الانسحاب من غزة، وتشكيله حزب كاديما، انضمت ليفني إليه.
خاض حزب كاديما الانتخابات في 10 فبراير2009 تحت رئاسة ليفني وحصل على 28 مقعد من أصل 120 ليحتل الحزب المرتبة الأولى ولكن بعدما عهد الرئيس الإسرائيلي الراحل، شمعون بيريز بتشكيل الحكومة لزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو في 20 مارس 2009 رفضت الانضمام للحكومة.
تولت ليفني حقيبة وزارة الخارجية في عهد رئيس الوزراء أرئيل شارون عام 2005 بعدما انسحب بنيامين نتنياهو مع باقي أعضاء حزب الليكود من الوزارة، احتجاجا على سياسة فك الارتباط، ودعمت تسيبي ليـفـني خطة أريئيل شارون للانسحاب من غزة، وسهلت إقرارها من قبل الحكومة.. إذ قدمت صياغات توفيقية للحصول على موافقة وزراء آخرين من الليكود. وبعد نجاح حزب كاديما الذي أسسه شارون في الانتخابات التشريعية في مارس 2006 قام إيهود أولمرت بتشكيل حكومة ضمتها وزيرة للخارجية.
وبعد قضايا الفساد التي لاحقت أولمرت جرت انتخابات داخلية في حزب كاديما انتهت بفوز ليفني برئاسة الحزب وذلك في 17 سبتمبر 2008.
في 21 سبتمبر 2008 قدم أولمرت استقالته للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وفي اليوم التالي كلف بيريز تسيبي ليفني بتشكيل حكومة جديدة. وبموجب القانون الإسرائيلي كان على ليفني إتمام هذه المهمة قبل 2 نوفمبر 2008، غير أنها أعلنت في 26 أكتوبر عن فشل محاولتها في تشكيل حكومة جديدة، وقالت إنها ستسعى إلى تبكير الانتخابات العامة حيث تتنافس على رئاسة الوزراء، والتي تقرر إقامتها في 10 فبراير 2009.
في عام 2015، وبعد حل الكنيست، أعلنت تسيبي ليفني وزعيم حزب العمل، إسحاق هرتسوغ، تحالفهما في قائمة واحدة لخوض انتخابات الكنيست، أطلق عليها "المعسكر الصهيوني".
وخلال الدعاية الانتخابية هاجمت سياسات نتنياهو وركزت على قصوره في الجانب الاقتصادي والاجتماعي وفشل المفاوضات مع الفلسطينيين، وواصلت الانتقادات الحادة لسياسات نتنياهو حتى اليوم.