الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلام أولا ..


أختلف كثيرا مع الكاتب الكبير الأستاذ مصطفي بكري .. ولازلت أختلف معه أيدلويوجيا .. بمعني أنه يؤيد أفكارا سياسية واقتصادية سادت في فترة الستينات .. وأنا أقتنع بالحرية السياسية والليبيرالية الفكرية .. ولكني هذه المرة أتفق معه في رؤيته حول أهمية ضمان تنافسية وحرية للإعلام في مصر هذه الأيام .. فمصلحة الوطن العليا في إعلام قوي ، وصحافة تعبر عن الناس .. فتنقل نبض الشارع للمسئولين بمصداقية ، ووضوح ، وشفافية ، تضمن التواصل والاستقرار، وتتيح للإعلام الوطني أن يقوم بدوره كرقيب ومتابع قوي.

الأستاذ مصطفي بكري أثار في برنامجه الخميس الماضي العديد من القضايا التي قد تهدد الإعلام وقدرته علي القيام بدوره .. ومنها إغلاق قنوات فضائية والاستغناء عن عمالة في قنوات أخري ، رغم أن هذه القنوات لعبت دورا كبيرا في توضيح الدور المشبوه الذي يصل الي درجة الخيانة مع جماعة الإخوان خلال العام الذي حكمت فيه الجماعة مصر، وكادت تؤدي الي انهيارها .. وساهم الإعلام بقوة في حشد المواطن المصري الذي نزل الي الشوارع وكانت ثورة 30 يونيو التي حماها الجيش .. والتي أنهت حكم جماعة ارهابية استولت علي مصر في غفلة من الزمن !.

هناك الكثير من الكفاءات الإعلامية والصحفية التي يمكن أن تساهم في تعظيم دور الإعلام المصري ، وتأكيد ريادته داخل مصر أو الشرق الأوسط .. وهو ما قامت به بنجاح قنوات فضائية مستقلة والتلفزيون المصري ، وقد دعي الأستاذ مصطفي بكري إلي دعم التلفزيون المصري الذي يعاني من مشاكل متراكمة ومتفاقمة تحتاج إلي حلول جريئة وغير تقليدية ، للخروج به من أزمته .. وأكثر ما أثار انتباهي هو قرار تحويل القنوات الإقليمية لقنوات تابعة للمحافظة وهو ما يبعدها تماما عن وجود إستراتيجية موحدة تعمل علي توجيه الرأي العام بالمحافظات ويحولها لإدارة تابعة للمحافظة ، وبالتأكيد ينقصها المهنية الإعلامية والاستقلالية .. 

كنت أتوقع أن يتم وضع سياسة إعلامية شاملة وواضحة لما يواجه بلدنا حاليا من مخاطر كثيرة .. وأن تلعب فيها هذه القنوات دورا كبيرا فهي تعمل داخل المحافظات وتعيش وسط المواطنين وتلمس مشاكلهم وهي أدري وهي الأقدر علي توصيل الرسالة إليهم فقد واجهنا الكثير من الأزمات والمشاكل مؤخرا .. وكان أبرزها إنتشار الشائعات بشكل يهدد سلامة الوطن .. وقامت الحكومة في خطوة جيدة بالرد عليها وتوضيح الصورة للرأي العام .. وليس سرا أنه في الفترة الاخيرة بدأت ترتفع نسبة مشاهدة القنوات المعادية التي تستهدف أمن مصر ، بسبب غياب الرأي والرأي الآخر في الكثير من القنوات ..

 فإذا كنا جادين فى الرغبة لعودة التليفزيون المصري والصحافة القومية إلى مكانتها كأداة من أدوات الشعب ووسيلة للدفاع عن القضايا الوطنية وأن يصبحا هما الملهمان لثقافة الشعب المصري ولأخباره ولأفكاره ولأوجاعه لابد من خطة واستراتيجية واضحة للإعلام المصري .

فالإعلام لايقل أهمية عن تسليح الجيوش وحماية الحدود .. في حماية الوطن والدفاع عنه وعن أمنه وعن مستقبل أبنائه ..

ولهذا السبب أطالب كل المسئولين بضرورة أن يظل إعلامنا قويا متماسكا في مواجهة الحرب التي تشن ضد هذا البلد وهي حرب شرسة نلمسها جميعا وتستغل أي ثغرة في نشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام وتهدف للفتنة والتفرقة وإثارة الرأي العام ..

 وهذه المواجهة لن تتحقق إلا بعودة المنافسة القوية بين القنوات وإعطاء مساحة للرأي والرأي الآخر وفي أكثر من مناسبة طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يكون في مصر إعلام قوي تحشد له الإمكانات المهنية والمادية، كي تعود لمصر ريادتها الإعلامية في إعلام وطني قوي،لا يخاف ويعبر عن الشعب بكل تنوعه وتياراته المختلفة ..

 يطرح المشاكل ويبحث عن الحلول بجناحيه الحكومي والمستقل فيعود التلفزيون المصري والصحافة إلي مكانتهما التنويرية .. ويعود الإعلام المستقل أيضا مقروءا ، مسموعا ، مرئيا ، ملهما لثقافة الحرية ، معبرا عن أفكار المواطنين وآرائهم ، ومن المهم أيضا الحفاظ علي كنز بشري من العاملين الأكفاء في هذا المجال الذين ساهموا في ريادة الإعلام المصري .. وكانوا السبب في إنطلاق الإعلام محليا إقليميا وفي كل البلاد المحيطة .. القضية هامة جدا وتحتاج أن تطرح بكل الوضوح والصراحة علي مائدة النقاش من أجل مصر.

باقة ورد
إلي الصديق العزيز والأخ الفاضل والصحفى المتميز ياسر رزق خالص التهنئة لنا في دار أخبار اليوم وللقراء ولعشاق الكلمة الصادقة الوطنية المخلصة بعودتك سالما معافا .. إلي بيتك ومكانك ومكانتك في قلوبنا التي لاينازعها أحد ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط