الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عزيزي محمد صلاح


عزيزى الموهوب المصري الأصيل محمد صلاح.. لن أقول "هارد لك صلاح".. ولكن مبروك عليك وعلى مصر والمصريين أن تكون واحدا من أفضل ثلاثة لاعبين في أوروبا، وأول عربى وأفريقى يصل إلى هذه المكانة الرفيعة فى عالم الساحرة المستديرة.. ولثقتى غير المحدودة فى شباب بلادي حين يتحركون بإصرار ودأب وراء حلمهم، أثق أنك ستصبح أفضل لاعب ليس في أوروبا فقط ولكن في العالم كله.. فأنت أمل 100 مليون مصري.. وقد كنت دائما على قدر المسئولية، ومانتمناه جميعا أن يتركك أصحاب المصالح وأعداء النجاح وخبراء الهدم لتركز في بناء حلمك وحلمنا! 

نحن جميعا فخورون بك .. فخورون بمحمد صلاح ابن الغربية الذى مشى وراء موهبته من طنطا حتى ناد كبير فلسفته التنقيب عن الجواهر والتشييد والإعمار هو نادي المقاولون العرب، فتأكدت رسالته فى بناء الشخصية المبدعة على نسق متوازن ليصنع منها ناطحة سحاب. 

عزيزي صلاح:
فرضت نفسك بإصرار على العالم حين كنت تسافر كل يوم من طنطا إلى القاهرة حتى لا تتخلف عن التمرين، ثم عبرت البحر إلى الشمال فى طائرة هجرة مشروعة من المقاولون إلى بازل السويسرى الذى كشف نقاط قوتك، ثم انتقلت إلى تشيلسي ففرضت أخبارك على من كان لا يعرف من كرة القدم إلا الأهداف والنجيل الأخضر مثلى، فبدأت أتابع أخبارك فعرفت حكايتك وقرأت عن قصة ارتقائك وكيف أثبت عبقرية المصريين فى التأقلم والتكيف، فخلال فترة وجيزة استطعت أن تتحدث الإنجليزية بطلاقة كواحد من أهلها، كما تعلمت الإيطالية مثل أهل روما.

فلم أصدق أنك نفس الطفل الصغير الذي كان يركب أربع وسائل مواصلات من طنطا حتى يصل إلى القاهرة، ليمارس تدريباته بكل جد وإصرار وتركيز حتى صرت تتحدث أكثر من لغة أوروبية، ولفت أنظار واهتمام المدرب العالمي مورينيو الذى كان يبحث لفريقه تشيلسي عن لاعب سريع يجيد التهديف، وفضلت الإعارة  إلى فيورنتينا الإيطالى على البقاء فى دكة الاحتياطى، فكان لمدربك مونتيلا الفضل فى استثمار سرعتك، فى الهجمات المرتدة، ثم انتقلت إلى روما، حيث الكرة الجماعية والمدرب سباليتى وحرية الحركة الهجومية من الشمال إلى اليمين، ولولا هذه المهارات وحسن العمل مع روح الفريق ما لفت نظر يورجان كلوب مدرب ليفربول الإنجليزى ودفع فيك أعلى مبلغ وقتها فى لاعب أجنبي، 35 مليون جنيه استرلينى، وبقدر ما أعطاك النادي وأطلق يورجان كلوب- الذى حظى بسببك على إعجابي- العنان لمواهبك بقدر ما حصد من نتائج حتى صرت هداف الدوري وأحسن لاعب فى أفريقيا وإنجلترا الموسم الماضي.

ثم وصلت به إلى المباراة النهائية فى كأس أوروبا أمام ريال مدريد، فكنت محور الارتكاز فى الملعب حتى إصابتك، صحيح خسر ليفربول البطولة، ولكنه كسب وكسبت لندن والدوري الإنجليزى حب وتعاطف ملايين المصريين، ولم يكن هذا الإنجاز يحدث لولا كفاحك وإصرارك، فوصلت إلى مكانة فريدة بين أحسن عشرة لاعبين فى أوروبا وصرت حديث العالم وتنشر الصحف والمواقع والفضائيات: أن المصرى صلاح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي فى المركز الثالث بقائمة أفضل لاعب فى أوروبا لعام 2018، بعد لوكا مودريتش نجم ريال مدريد الإسبانى ومنتخب كرواتيا، وكريستيانو رونالدو، نجم يوفنتوس الإيطالي ومنتخب البرتغال، حصلت على 134 نقطة بينما حصل لوكا مودريتش ـ الأول ـ على 313 نقطة، وكريستيانو رونالدو على 223 نقطة.

وهكذا تفوقت يا نجمنا المحبوب على أنطوان جريزمان مهاجم منتخب فرنسا وأتلتيكو مدريد الإسبانى الذى حل رابعًا بـ72 نقطة، وليونيل ميسى الذى حصل على 55 نقطة، وكيليان مبابي صاحب الـ43 نقطة، وكيفين دى بروين حصل على 28 نقطة، ورافاييل فاران صاحب الـ 23 نقطة، وإيدين هازارد صاحب الـ 15 نقطة، بينما جاء سيرجيو راموس نجم منتخب اسبانيا ونادى ريال مدريد فى المركز العاشر بـ 12 نقطة.

عزيزى محمد صلاح ..
تذكر دائما أن النجاح ـ حقيقى ـ له ألف أب وفى كل مرحلة وخطوة خطوتها للأمام إلى مرحلة أعلى كان هناك أب روحى قام بدوره وأرضى ضميره وآمن ودفعك حبا لا طمعا، وأن ذلك ما كان سيحدث لولا إيمانك بالعمل الجماعى وأن النجاح واستمرار النجاح لا يهبط من السماء ـ مثل الثروة ـ بضربة حظ لكن كل نجاح له عيون تكتشفه وبيئة تنميه وترعاه ومناخ عام يعطى فيه ويثبت كفاءته ويتألق، وما كان ذلك يحدث إلا بفضل قدرتك على الإبداع وسط مجموعة وكسب التعاون والحب مع زملائك.. وإن كان الأمر لا يخلو من بعض الطامعين من ذوى النفوس الضعيفة والقلوب المريضة وأعداء النجاح إلا أنهم مجرد أقلية.
 
عزيزي محمد صلاح .. امض إلى هدفك واسعى لأن تكون قصتك مثلا أعلى لغيرك_ كما نقلت الصحف عنك مؤخرا - ولا تلتفت ورائك ولا تنحنى أمام الأحجار التى تلقى فى طريقك لتشتيت اهتمامك وتربك أولوياتك، فأنت لم تعد فخر مصر والمصريين فقط بل جعلت إفريقيا كلها فخورة بك، فقد أثبت أن الشباب واللاعبين فى أصغر قرية مصرية لديهم القدرة على المنافسة وأن يكونوا الأفضل في العالم! 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط