الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طاقة البشر وعظمة الهدف


أي طاقة إنسانية تستطيع أن تتحمل هذا الجهد وأى قوة على المتابعة تستطيع أن تدقق في كل كبيرة وصغيرة، وأى دقة فى الملاحظة تستطيع الإمساك بالتفاصيل الصغيرة حتى لا يتم أى إنجاز بدونها، وأخيرا أى قدرة على الاحتمال تتحمل كل محاولات التيئيس والإحباط وتواصل التخطيط والتنفيذ والمتابعة ليل نهار، إنها طاقة البشر التي تتناسب مع عظمة الهدف.

فقد قضيت نهار الخميس والليل فى ملاحقة تداعيات زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لآسيا التى بدأت بمملكة البحرين وحضور قمة الصين أفريقيا ثم أوزبكستان فى طريق العودة، ثم فتحت عينى صباح الجمعة لأجد الرئيس قد انتهى في الصباح الباكر من تفقد عدد من المشروعات الجاري تنفيذها بمنطقة هضبة الجلالة، واستمع الرئيس إلى شرح تفصيلي للموقف التنفيذي للمشروع التنموي المتكامل، وفى طريق عودته فى درجة حرارة الجو المرتفعة التى نحتملها داخل البيوت بالعافية قام بالمرور على محطة تحلية المياه العملاقة بالجلالة بطاقة 150 ألف متر مكعب/يوم، وتحرك تحت لهيب شمس سبتمبر ورطوبته فوق الكوبري العلوي وزيارة منطقة الألعاب المائية (أكوا بارك) ومارينا الجلالة، واختتم زيارته بتفقد مقر الجامعة تحت الإنشاء ومصانع الفوسفات والرخام.

ولم تكن زيارة الرئيس مجرد إطلالة أو إلقاء نظرة، ولكن خلال الجولة التقى عددا من المهندسين والمقاولين والعاملين بالشركات الوطنية المنفذة للمشروع بالتعاون مع القوات المسلحة، ومناقشة واستفسار وتدقيق حتى يتأكد أن الجهود المبذولة لإنجاز المشروع، وأنه يتم وفقًا للمعايير الدولية، والالتزام بالجدول الزمني المحدد لذلك بالنظر إلى انعكاساته الإيجابية على حركة الاستثمار والسياحة والصناعة، والنتيجة المتوقعة خلال شهور قليلة هى مجتمع تنموي حضاري جديد يتضمن كافة الخدمات السكنية والتجارية والتعليمية والسياحية للمنطقة التي تتمتع بطبيعة خلابة ذات طابع سياحي فريد من حيث الطبيعة الجبلية والساحلية.

وتوفر تلك المشروعات أكثر من 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في كافة المجالات وهو مجرد نموذج للمجهود والطاقة العالية ولا يتم فى يوم أو يومين أو شهر أو شهرين.. لكنه طبيعة إنسانية جلبت على البذل والعطاء والانضباط طوال مدة خدمته ضابطا ثم وزيرا للدفاع ساقته الأقدار لأن يتلقى ضربة التجربة الإخوانية المريرة فى صدره نيابة عن الوطن فيزيحها ثم ينجح في العبور بالوطن من فترة الإضطراب والتحدى إلى مرحلة العمل والانجاز.. بدأها بمشروعات بنية أساسية لا غنى عنها قبل الدخول على إجابات الأسئلة الصعبة التى تضع الحقائق المؤجلة فى كفة وشعبيته وجماهيريته فى كفة أخرى، فيختار الحقائق ومواجهة الواقع ويترك لغة التصفيق والجماهيرية للوعى الشعبى وللتاريخ، فكانت النتائج بشهادة الأرقام والحقائق أن رهان الرئيس علي الوعى وما ينفع الناس يمكث فى الأرض وتستوعبه الضمائر الحية وأما الزبد فيذهب جفاء!

بين يدى وثيقة تاريخية فى شكل كتاب أصدره مجلس الوزراء يحمل عنوان «مصر: التحدى والإنجاز» أتصفحه فأكتشف أنه خلاصة تجربة يوم الجمعة وليلة الخميس مضروبا فى 365 يوما .. فكانت النتيجة هو هذا المجلد الذي أصابني بالذهول حين تصفحت عناوينه، فلا أصدق أن هذا كله قد جرى فى بلادي وفي جميع المجالات، هو باختصار دعوة جديدة لكل مصري، ليتأمل التحولات الكبرى في حياته، والقفزات الحضارية العظمى لوطنه فى شتى الميادين.

لا يخلو مجال من إنجاز، فقد امتدت النجاحات والإنجازات إلى زيادة القدرات الكهربائية، وتلبية الاحتياجات البترولية، وتطوير الصحة والتعليم والنقل، وتوفير المسكن الملائم والخدمات التعليمية، وزيادة الرقعة الزراعية، وتنمية الموارد المائية وضمان مخزون سلعى آمن، وتشجيع الاستثمار الصناعي، وتحسين البيئة وتنمية مهارات الشباب.

أما عن مواجهة الإرهاب فقد تم تدمير 992 بؤرة إرهابية، بالإضافة إلى خفض معدلات الجريمة، وتعزيز شعور المواطنين بالأمن.

أما فى مجال التشييد والبناء فيكفى أن حجم المشروعات الكبرى التى تم تنفيذها خلال السنوات الأربع الماضية فى مختلف القطاعات، أعاد تشكيل خارطة مصر التنموية، وأسهم بقدر كبير فى الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن المصرى من أقصى الصعيد حتى الدلتا، إضافة إلى إتاحة فرص العمل للشباب، وجذب المزيد من الاستثمارات الداخلية والخارجية، الجديد أن هذا الكتاب حرص على ربط «الإنجاز» الذى تحقق بـــ «التحدي»، بما يعكس تقدير الدولة المصرية للجهد الذى بذله كُلٌ فى موقعه، واليقين بأن المواطن شريكٌ رئيسيٌ فى عملية البناء والتنمية، وله دور محورى فى متابعة كُلُ ما يتم تنفيذه.

.. والنتيجة كما تقول لغة الواقع والأرقام أن عدد المشروعات التي تم تنفيذها 777 بتكلفة 1.61 ترليون جنيه تقريبا، وأن عدد المشروعات الجاري تنفيذها 33392 بتكلفة 1.13 ترليون جنيه مصري، وأن المشروعات المخطط تنفيذها 4131 بتكلفة 0.71 ترليون جنيه تقريبا، وأن عدد المشروعات المنفذة والجاري والمخطط تنفيذها 15300 مشروع بتكلفة اجمالية حوالي 3.45 ترليون جنيه مصري..

ويبقى فى النهاية تضامنى الكامل وثقتى فيما قاله الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة أن ما حدث هو نتاج جهدٍ مخلصٍ للحكومات المتعاقبة على مدار السنوات الأربع المنقضية، والتى عملت جميعها وفق خارطة طريق وطنية، وبرنامج طموح لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأن الحكومة الحالية تضع على عاتقها مسئولية إستكمال ما يتم تنفيذه من مشروعات خدمية وتنموية فى توقيتاته المقررة، من اللهم احفظ مصر ورئيسها وجيشها من كل مكروه وفتنة وارحم شهداءنا ووفقنا لما فيه الخير.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط