الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصاد مصر في مجلس العالم


من داخل قاعة الأمم المتحدة كنت هناك .. أرصد الأحداث من قرب وأري المشهد الكامل.. الرئيس السيسي داخل القاعة يلقي خطابه أمام أكبر حشد أممي أثناء إنعقاد مجلس إدارة العالم .. ورغم أنها المرة الخامسة التي أسمع فيها الرئيس داخل نفس القاعة وأمام الحشد نفسه إلا أنه هذه المرة كان يتحدث من منطق الدولة الكبري، القوية، صاحبة الكلمة المسموعة، المؤثرة في منطقتها وإقليمها وقارتها .. خطاب متكامل ومتميز صفقت له القاعة .. تحدث الرئيس كقائد لمصر وزعيم للعرب ورئيس لمجموعة الصين "77+ الصين" ورئيس للاتحاد الأفريقي، أكبر تجمع إقليمي في العالم، لعام 2019.

15 دقيقة كانت المدة التي استغرقتها كلمة الرئيس تحدث فيها بصدق ووضوح.. واجه العالم بنقاط الضعف فتحدث عن أداء الامم المتحدة وكيف يتم الكيل بمكيالين خاصة للدول العربية والأفريقية .. كما تحدث عن الازمات في المنطقة .. في سوريا واليمن وليبيا مؤكدا علي ضرورة الحل الشامل والحفاظ علي الدولة وأنه لا مجال للحلول الجزئية .. وأكد علي ضرورة الالتزام بحلول مستدامة للنزاعات الدولية وعمل تسويات نهائية لها في جنوب السودان وأفريقيا الوسطي ومالي.

موقف مصر والرئيس من القضية الفلسطينيه كان كعادته قويا وشجاعا، فقد أكد أن القدس عاصمة فلسطين وأن يد العرب لا تزال ممدودة بالسلام وطالب بتوافر الارادة السياسية الدولية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لإنجاز تسوية نهائية تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وطالب أيضا قادة العالم الالتزام بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة كشرط ضرورى لنظام عالمى مستقر وأكد علي ضرورة تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، وتطلع مصر إلى شراكة فعالة بين الاتحاد الأفريقى والمنظمة الدولية، كذلك استكمال العمل لإيجاد إطار دولى شامل لمكافحة الإرهاب، واستعرض ما حققته العملية الشاملة «سيناء -2018» فى مكافحة الإرهاب ودحره نهائيا كما تحدث عن حقوق الإنسان، وقدم رؤية مصر الشاملة لحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأشار الي ما حققته مصر استنادا لدستورها الذى يحمل حقوق الإنسان بأشمل معانيه ومفاهيمه.

تواجد وطني قوي لمحمد أبو العينين، الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، داخل أروقة الأمم المتحدة ، الذي قام بعرض فيلم رائع عن إنجازات الرئيس السيسي ومصر خلال الأربع سنوات الماضية .. والفرص الواعدة للاستثمار في مصر، وكيفية نجاح مصر في الانتصار على كل التحديات التي واجهتها .. الفيلم تم عرضه خلال اجتماع اليونيدو مع البرلمان الأورومتوسطي برئاسة المصري مراد وهبه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة، وهو من الدبلوماسيين الوطنيين ويؤدي دورا مميزا للدبلوماسية الوطنية في المحافل الدولية، بمشاركة عدد من أعضاء البرلمان الأورومتوسطي، هذا الفيلم حاز علي اعجاب كل من شاهده لدرجة أن وفود الدول طلبت نسخا من الفيلم لترويجها وبثها في بلادهم.

الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الزميل العزيز ضياء رشوان قامت هذه المرة بدور قوي ومهم للغاية .. فمع بداية الاجتماعات قدمت تحليلا وافيا شاملا .. وفي الختام قامت بعمل تقرير عن حصاد الاجتماعات ولقاءات الرئيس تحدث عن رؤية مصر علي مائدة مجلس ادارة العالم الذي ينعقد لإدارة شئون العالم، والذي عقد فيه الرئيس 4 قمم عالمية و19 لقاء ثنائيا ومتعددا الاطراف في 4 أيام وتابعت تقريرها وتحليلها عن حصاد الزيارة وكيف تحولت مصر في هذا الاجتماع خلال 5 سنوات من دولة تبحث عمن يسمع صوتها الي دولة تحظي باهتمام العالم كله وحرصه علي سماعها والاستنارة برؤيتها وتجربتها الناجحة في مكافحة الارهاب والاستقرار وكيف تنافس كبار قادة العالم علي طلب لقاء مع الرئيس السيسي.

كل الوفد المصري كان مشرفا وله حضور مميز .. والوزراء المصريون أيضا كان لهم حضور مميز خاصة وزير الخارجية الدينامو سامح شكري مهندس العلاقات المصرية الدولية والوزيرة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي التي اختارتها منظمة الصحة العالمية لتفوز بجائزة القادة الأبطال الذين تبنوا قضايا لها تأثير إيجابي علي الصحة والتي يتم اعلانها علي هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

وقدمت الوزيرة غادة والي محاضرة قيمة شرحت خلالها الخطة الاستراتيجية لمحاربة الإدمان والتعاطي والتدخين، وكيف تم الربط بين حصول النساء علي الدعم النقدى والتزامهن بشروط الصحة والتعليم لاستمرار الدعم إيمانًا منها بالاستثمار في الأطفال والأجيال القادمة .. وكيف نركز على عنصرى الصحة والتعليم للخروج من دائرة الفقر.

كنت أشعر بالفخر، ببلدي مصر وبالرئيس السيسي وبصورة مصر الجديدة، القوية التي تهتم بحل مشاكل وأزمات الامة العربية والقارة الافريقية والتي كان لها حضور وتأثير قوي فهذه هي اجتماعات مجلس ادارة شئون العالم.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط