ابن خلدون الفيلسوف والمؤرخ الذى أمضى 24 عاما من حياته فى مصر، وهى المرحلة الأهم فى حياته العلمية والثقافية، وأثرى العالم بكتاباته وعلمه وتأريخه للأحداث، عاش وشغل العالم، وانتهى به المطاف دون معرفة هوية قبره الذى أصبح ضائعا بين قبور القاهرة الإسلامية.

قال الإعلامي محمود
الورواري، إن ابن خلدون الذى ملأ الدنيا وشغل الناس انتهى به المطاف، أن يكون مجهول
القبر، مشيرا إلى أن الثابت لدى المؤرخين أن قبره فى مصر بمنطقة مقابر الصوفية فى
باب النصر، ولكن ليس معلوما بالتحديد فى أى هذه القبور يرقد رفات "ابن خلدون".


وقال الباحث
الأثرى أبو العلا خليل، إن ابن خلدون دفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر، فى قبر غير
معلوم.
وفى السياق ذاته
أشار الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع إلى أنه ينبغى الاهتمام وتتبع الوثائق
التى تمكنا من كتابة حياة ابن خلدون بشكل أدق.
ويعد "ابن خلدون" عبقري عربي متميز، فقد كان عالمًا موسوعيًا متعدد المعارف والعلوم، وهو رائد مجدد في كثير من العلوم والفنون، فهو المؤسس الأول لعلم الاجتماع، وإمام ومجدد في علم التاريخ، وأحد رواد فن الأتوبيوجرافيا "فن الترجمة الذاتية"، كما أنه أحد العلماء الراسخين في علم الحديث، وأحد فقهاء المالكية المعدودين، ومجدد في مجال الدراسات التربوية، وعلم النفس التربوي والتعليمي، كما كان له إسهامات متميزة في التجديد في أسلوب الكتابة العربية.

ولد ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي، بتونس فى 1332م، ونشأ في بيت علم ومجد عريق، فحفظ القرآن في وقت مبكر من طفولته، وقد كان أبوه هو معلمه الأول، كما درس على يد مشاهير علماء عصره، من علماء الأندلس الذين رحلوا إلى تونس بعد ما ألم بها من الحوادث.
درس القراءات وعلوم التفسير والحديث والفقه المالكي، والأصول والتوحيد، كما درس علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة وأدب، ودرس كذلك علوم المنطق والفلسفة والطبيعية والرياضيات، وكان في جميع تلك العلوم مثار إعجاب أساتذته وشيوخه.
ومن أبرز هؤلاء الأساتذة والمشايخ: محمد بن عبد المهيمن الحضرمي، ومحمد بن سعد بن برال الأنصاري، ومحمد بن الشواشي الزلزالي، ومحمد بن العربي الحصايري، وأحمد بن القصار، ومحمد بن جابر القيسي، ومحمد بن سليمان الشطي، ومحمد بن إبراهيم الآبلي، وعبد الله بن يوسف المالقي، وأحمد الزواوي، ومحمد بن عبد السلام وغيره.
وكان أكثر هؤلاء المشايخ تأثيرا في فكره وثقافته: محمد بن عبد المهيمن الحضرمي، إمام المحدثين والنحاة في المغرب، ومحمد بن إبراهيم الآبلي الذي أخذ عنه علوم الفلسفة والمنطق والطبيعة والرياضيات.