قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لماذا هى سرايا ولماذا صفراء؟.. مستشفى العباسية التي لا يعرفها أحد

مستشفى العباسية
مستشفى العباسية

السرايا الصفراء.. هذا الوصف الذي ما أن يتنامي إلى المسامع حتى يستدعي العقل الشكل الذي عليه الآن مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية أو كما يطلق عليها المصريون بشكل غير رسمي "مستشفى المجانين".

الغريب في الأمر أن إلصاق اللون الأصفر بالمستشفى التي تنفرد في تسميتها دونا عن كل المستشفيات بـ السرايا، قد يشغل تفكير كثيرون عن سبب التسمية وسبب اللون في نفس الوقت.

لماذا الأصفر ؟

دلالات الألوان نفسيا قد تفسر لـ المتسائلين الحقيقة حول اللون الأصفر، حيث يعبر هذا اللون عن التفاؤل، والفرح، والإبداع، والدفء، وقد يعبر في بعض الأحيان عن الإحباط، والغضب، والقلق، وقد يكون في بعض الأحيان متعبًا للنظر.

ويعتبر الأصفر من أقوى الألوان النفسية، وتظهر آثاره ودلالاته النفسية بشكل متباين ومختلف على الناس، باختلاف الثقافات والتجارب الشخصية لكل فرد، فقد يكون اللون الأصفر للبعض لونا يعزز من الروح المعنوية، والابتهاج، والإشراق، وقد يكون مزعجا للآخرين خاصة في درجاته المشبعة والقوية، حيث تسبب شعورًا بالطاقة العالية والإثارة.

كما قد يُثير اللون الأصفر لدى الشخص حالة من الغضب، ويظهر دوره في العمليات الحيوية في تحفيز عمليات الأيض. وقد تجعل الغرف الصفراء الأفراد في حالة من فقدان الأعصاب والغضب والإحباط، وقد تحفز الأطفال الرضع على البكاء.

ومن هنا بات صعبا أن يكون اللون الأصفر دلالة على هدوء الأعصاب للمرضى النفسيين، ما يجعل فكرة اختياره لهذا السبب بعيدة عن المنطق.

قصر العباسية

الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي قال لـ صدى البلد إن سبب تسمية مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية بـ"السرايا الصفراء"، يعود إلى أن الخديو عباس حلمى أهدى المصريين المستشفى لعلاجهم من كل الأمراض وكانت تعرف فى هذه الفترة بقصر العباسية وكان المبنى لونه أصفر فأطلق عليه منذ هذه اللحظة حتى الآن "السرايا الصفراء".

روايات متواترة

ودللت الروايات التاريخية المنتشرة عن القصة أن السلطان قلاوون اختار مكان المستشفى لعلاج كل الأمراض بمختلف فروع الطب ثم هُجرت المستشفى بشكل تدريجى بعد تدهور أحوال الطب في مصر، ولم تعد حالتها متاحة لاستقبال المرضى.

فى عهد محمد على تم نقل المستشفى إلى منطقة بولاق، وبقي هناك المرضى يتلقون علاجهم في بولاق حتى عصر الخديو إسماعيل إلى أن تدهورت أحوالهم بصورة كبيرة ليعود الخديوى إسماعيل عام 1880 لينقلهم إلى قصر بالعباسية التي كانت تقع على مقربة من حدود القاهرة.

يروى أن قصر العباسية كان يرجع لأحد الأمراء سابقًا ويسمى بالسرايا الحمراء نظرًا للون المبنى المائل للأحمر، وفى عام 1883 التهمت النيران المبنى فى حريق ضخم وأتت عليه تمامًا إلا مبنى صغير من طابقين تم طلاؤه مرة أخرى فى محاولات الترميم باللون الأصفر، وكانت هذه البداية للتسمية التى استمرت إلى الآن في وجدان المصريين.