الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زودي أول امرأة رئيسا لأثيوبيا .. مبروك


مبروك لأثيوبيا والعالم كله انتخاب سهلى ورق زودي، لتدخل التاريخ كأول سيدة تتولى رئاسة جمهورية إثيوبيا .. وأتوقع في الفترة المقبلة أن يحدث تقارب بيننا وبين أثيوبيا وأن يكون هناك تفاهم أكبر واتفاق في وجهات النظر خاصة في قضية سد النهضة فقد أعلنت السيدة زودي اهتمامها بقضايا بلادها وأنها ستعمل على حل كل مشاكلها بما يمثل مصلحة شعبها وأعتقد أنها تملك من الذكاء ما سيؤدي إلى حل هذه القضية التي تؤرق مصر وأثيوبيا
وانتخاب سهلي رئيسا هو تحدى جديد للمرأة الإفريقية أجدها تستحقه وستثبت جدارتها وتفوقها فيه، بعد أن ظلت المرأة في قارة أفريقيا تعاني التهميش والتمييز لفترات طويلة.

 وكانت البداية من رئيس الوزراء آبي أحمد الذي قام بتعيين ١٠ وزيرات لتحتل المرأة نصف عدد الوزارات بالحكومة الأثيوبية دفعة واحدة، ومن بينهن أول وزيرة دفاع لتصبح أثيوبيا ثالث دولة إفريقية تساوي بين الجنسين في المناصب السياسية القيادية .. وسعادتي بانتخاب سهلي ليس فقط لأنها تعهدت بالمساواة بين الرجال والنساء ولكن لأنها امرأة إفريقية كافحت وقاومت وحاربت لتنال حقها وحق كل امرأة في قارتها ومنصب الرئاسة ليس هو أول منصب تشغله سهلي زويدي فقد عملت سفيرة لبلادها في السنغال وفرنسا والمغرب وتونس.. وكسفيرة متنقلة في مالي و والرأس الأخضر وغينيا بيساو وغامبيا وغينيا.

ثم ممثلة دائمة لإثيوبيا في المنظمة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) ثم الممثلة الدائمة لليونسكو بالأمم المتحدة، والممثلة الدائمة لإثيوبيا لدى الاتحاد الأفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا وبعدها مديرة عامة للشؤون الإفريقية في وزارة الشؤون الخارجية في إثيوبيا، ممثلا خاصا للأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مكتب الأمم المتحدة لبناء السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى..

ثم عينت مديرًا عامًا لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي عام2011 .. ثم عينها الأمين العام أنطونيو غوتيريس ممثلة خاصة له لدى الاتحاد الأفريقي، ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي على مستوى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، وكانت هي المرة الأولى التي تشغل فيها امرأة هذا المنصب.. وهي تتقن اللغة الفرنسية والإنجليزية إلى جانب لغتها الأمهرية.

كل هذه المناصب لم تأت لها على طبق من فضة بل بتعب وجهد وإصرار ومقاومة لكل التسلط والجبروت الرجالي واحتكارهم للمناصب السياسية المهمة .. وهو مايبعث الأمل في أن تكون أول سيدة تحكم أثيوبيا هي رمز لكل نساء العالم أن يعملن بجد وإصرار حتى يحصلن على حقوقهن وأعتقد أن العالم سيكون أفضل لو حكمته النساء أو على الأقل تساوت في الحقوق والواجبات وعاملها العالم بما تستحق من تقدير ولن أقول أن حكم النساء سيقضي على الحروب والأزمات لكن على الأقل ستعمل على أن يحل السلام والعدل، وهي الرسالة التي أرسلتها زودي إلى أبناء شعبها بعد تنصيبها: "في هذا البلد الذي يعاني من الفقر ويواجه اضطرابات، فإن أول من يصبن بخيبة أمل ويدفعن الثمن هن الأمهات"، و تعهدت بتعزيز السلام، وإجراء الإصلاحات على جميع المستويات، وركزت تعزيز دور المرأة أكثر في المراكز القيادية، لتصبح متساوية مع الرجل في إدارة البلاد.

أعتقد أن تحولا كبيرا جيدا سيحدث في أثيوبيا في الفترة القادمة بعد أن تقودها امرأة وهو ما شاهدناه على مدى التاريخ الحديث والقديم، فالمرأة لديها تفهم لقضايا المجتمع، سواء في التربية والتعليم، أو التخطيط والبناء، أو المواصلات والأهم الأمور المالية والاقتصادية..وهناك 17 امرأة نجحت كرئيسة لبلدها أو لحكومتها أبرزهن تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا المسؤولة عن التفاوض على انسحاب بلادها من الاتحاد الأوروبي، وهي ليست أول رئيسة وزراء بريطانيا فقد سبقتها المرأة الحديدية مارجريت تاتشر التي نجحت في فترة من أصعب الفترات في العالم، ورئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد، رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش التي صُنفت كأول امرأة تُنتخب رئيسة للبلاد بالاقتراع العام في البلقان.

جاسيندا اردرن رئيسة وزراء نيوزيلندا، إرنا سولبرغ رئيسة وزراء النرويج، مرسيدس اروز رئيسة وزراء البيرو ، فيوريكا دانسيلا رئيسة وزراء رومانيا، و تساي اينغ وين رئيسة تايوان.

أما النموذج الأكثر نجاحا من وجهة نظري والتي استطاعت أن تقود واحدة من أكبر الدول فهي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أصبحت أول مستشارة في ألمانيا عندما تم انتخابها في عام 2005. وقادت أكبر قوة اقتصادية في أوروبا منذ فوزها بفترة ولاية ثالثة مدتها 4 سنوات في سبتمبر 2017.

المرأة أثبتت جدارتها وأحقيتها بالحكم منذ القدم .. فقد شاهدناها على مر التاريخ بداية من كليوبترا في مصر و زنوبيا في تدمر الي ميركل في ألمانيا تيريزا ماي في بريطانيا وقد أحدثت فرقا ليس في بلادها فقط ولكن في العالم كله بذكائها وقوتها وسعة حيلتها .. وفي مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يولي المرأة اهتماما كبيرا فأخذت المرأة موقعا هاما وأصبح عدد الوزيرات في الحكومة أكثر من أي وزارة في العهود السابقة.
أيها العالم .. النساء قادمات
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط