الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتفرجي يا جارة على كلام الحمارة.. حكاية جريدة الحمير في مصر زمان

صدى البلد

"يا محلا الجد لما يكون في قالب هزار ويبقى الكلام موزون ورايق، ينور الجد لو كنت انت غايب يا عم الشيخ هزار وانت اللي فايق"، بخفة دم ودهاء، سطر محمد أفندي كلماته على صفحات من ورق، لتكون بمثابة السم في العسل، يضحكك بكلماته الفكاهية، وأسلوبه الساخر، الذي حمل في طياته معاني ورسالة أخفاها تحت مسمى "السخرية"، يسطر كلماته ومقالاته في جريدته التي أطلقها في بداية القرن العشرين في مصر، والتي أطلق عليها اسم "حمارة منيتي".

"اتفرجي يا جارة على كلام الحمارة"، كان ذلك شعار مجلة محمد أفندي توفيق، ضابط الجيش المفصول بسبب إهماله وانشغاله بالشعر والأدب عن الحياة العسكرية، والتي أصدرها عام 1900 في عهد الخديوي عباس، وتعد بمثابة الشوكة في تاريخ الصحافة المصرية.

سمى جريدته "الحمارة"، وأوضح أن فحواها هزلي فقط، فكتب في أحد الأعداد: "جريدة هزلية فكاهية شقلباظية وأحيانا أدبية سياسية انتقادية حلنجية أسبوعية ثمن النسخة قرش صاغ واحد، تصدر بلغة عامية جدا، يحرر جميع أبوابها محمد أفندى توفيق بنفسه ويستعين أحيانا بمقالات بعض القراء".

انتقد محمد أفندي المجتمع المصري حينها بسخريته وشخصياته الخيالية التي ابتكرها وجسدها في مقالاته وكتاباته، التي كانت إسقاطا على الوضع حينها، وقام بابتكار شخصيات وقع بأسمائها على مقالاته، كان منها السيد عذاب، وميلص أفندى، وعم كبريت.

لم يسلم معظم المشاهير وبشوات مصر آنذاك من قلم محمد أفندي، وسخريته اللاذعة التي أغضبت الكثيرين، حتى قامت الحكومة بإغلاقها بعد ثلاث سنوات من إصدارها، ولكن نجح محمد أفندي في إعادة الجريدة مرة أخرى بسبب علاقته الوطيدة بالقناصل الأجانب في مصر، وصدر حكم قضائي لصالحه.