الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سخنة يا طعمية.. أصل حكاية الطبق المصري الذي تصدر جوجل اليوم

صدى البلد

"سخنة يا طعمية"، جملة تقع كالطرب على أذنيك، فتداعب حواسك بالرائحة التي تدفع قدميك خطوات نحوها لتذوق البعض منها، كرات بنية صغيرة، مقلية في الزيت كفيلة لبداية يومك بنفس طيبة وزكية، يختصها البعض بأنها طعام البسطاء، إلا أنها الطبق الشعبي الرسمي للشعب المصري بأكلمه باختلاف طبقاته ومستوياته الاجتماعية، ومهما اختلفت العصور ومرت السنين يظل طبق الطعمية علامة من علامات المائدة المصرية.



احتفى محرك البحث، جوجل، اليوم بطبق الطعمية، ووضع صورة عبر صفحته الرئيسية؛ عبارة عن سنودتش طعمية وسلطة، ليتصدر ذلك الطبق الشعبي محرك البحث في الساعات الأولى من صباح اليوم، ولا يقتصر انتشاره على المائدة المصرية فحسب، بل شمل موائد الوطن العربي أجمع، فتجد الطعمية في سوريا وبلاد الشام باسم "فلافل"، وفي السودان واليمن، حتى المملكة العربية السعودية غزتها الطعمية مع انتشار المصريين هناك السنوات الأخيرة، ومع كل بلد يطأه المصريون يضعون لمساتهم في مطبخه، ويدخلون طبق الطعمية إليه، حيث تعد الطبق الذي يعيد إليهم الحنين لموطنهم.

يعود جذور أصل طبق الطعمية إلى الوطن العربي، ولكن اختلف البعض في نسبته إلى دولة بعينها، فيتم التأويل إلى بلاد الشام ومصر، ولكن بنسبة كبيرة تثقل كفة الميزان عند مصر، لأنها البلد التي ظهرت بها الطعمية لأول مرة، حيث يعود إلى الأقباط أصل ظهورها، بسبب صيامهم فترات طويلة على مدام العام، لذلك احتاجوا إلى بديل غذائي عن البروتين مما جعلهم يلجأون إلى بديل نباتي به العناصر الغذائية اللازمة لتعويضهم عن البروتين، أي أنها ظهرت في مصر منذ أكثر من 1000 عام.



ورجح الكثيرون أن القدماء المصريين هم أول من عرفوا الطعمية وتفننوا في صنعها، ثم انتشرت بعد ذلك إلى الشام، كما يقال إن السوريين عرفوها في القرون الوسطى وانتشرت بعدها في المنطقة، بسبب رحلات التجارة، والدليل الأوضح على أنها ظهرت في البداية من مصر، هو اسمها "فلافل" في بعض الدول، وهى كلمة قبطية الأصل تعود إلى "فا لا فل"، بمعنى ذات الفول الكثير.

ومع مرور سنوات، أدخل المصريون الكثير من التحديثات والتطوير على الطعمية، فبدلا من كونها تتكون من خليط الفول والخضار المطحون المقلي في الزيت، تم إدخال بعض التغييرات عليها، فأصبحت محشوة بالجبن تارة، وتارة بالبيض، وأحيانا باللحم، فضلا عن تسميتها في بعض المطاعم الفارهة في المجتمعات الراقية بـ"جرين برجر"، وتشبيهها بالهمبرجر، وفي المحلات السورية، تقدم الطعمية باسم الفلافل وهي عبارة عن خليط الحمص بدلا من الفول، وتقدم مع الثومية بدلا من الطحينة، ولكن تظل الطعمية البداية بشكلها الشعبي البسيط هي الأفضل والمحببة للكثيرين حول العالم.