يعتبر الشارع الطويل المطل على المجرى الملاحى لقناة السويس بمحافظة بورسعيد والمعروف بشارع السلطان حسين فلسطين حاليا أفضل ما يحكى عن حقائق ووقائع فى تاريخ مدينة بورسعيد لما يتمتع هذا الشارع بعدة علامات هامة توضح لكل من يعبر القناة داخل الميناء عراقة المدينة الباسلة.
واتجهت أنظار الدولة خلال هذه الفترة للاهتمام بتلك الشارع لما يحويه من مجموعة كبيرة ونادرة من المبانى والمنشآت التاريخية والتراثية بل والأثرية الهامة التى تعد شاهدا على التاريخ.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية نجح اللواء أركان حرب عادل الغضبان محافظ بورسعيد فى الحصول على موافقة القيادة السياسية ومجلس الوزراء للنهوض وإعادة رفع كفاءة تلك الشارع الأهم فى بورسعيد والذى يرسم جزء من التنمية والتطور والحضارة والتاريخ أمام السفن العالمية العابرة لقناة السويس بشكل يومي.
ويستعرض صدى البلد، ملف شارع فلسطين والذى يعكف اللواء عادل الغضبان على إعادته للشكل الحضارى والتاريخى ليكون منارة للسياحة والسبيل إلى تنمية بورسعيد سياحيا بالتوازى لما تشهده من نهضة كبيرة فى المنشآت السياحية والفندقية خلال تلك الفترة.
كما يستعرض موقع صدى البلد الإخباري، أهم المباني التاريخية التى تواجدت فى تلك الشارع لتكشف أنه كان يحتوى فى اوله على قاعدة نصب تمثال فرديناند ديليسبس والذى كان يشتهر فى الماضى بوضع يده اليمنى بشكل ترحيبى للدخول إلى الميناء على مدخل ميناء بورسعيد فى بداية القناة وامتداد رصيفى بشكل حاجز أمواج الى داخل البحر الأبيض المتوسط لمسافة عدة كيلومترات.
وكان الشارع فى الماضى يحتوي على أقدم مبنى فندق وكازينو فى تاريخ مدن القناة والمعروف ببالاس ذات الهندسة الأوروبية الشهيرة كما كان يحتوى على النصب التذكارى لجنود الوحدات الأسترالية الراكبة فى حدائق كازينو بالاس.
وتواجد فى الشارع مبنى النادى الإيطالى الملاصق للحديقة ومبنى قصر القنصلية الأمريكية المشابه تقريبا لمبنى البيت الأبيض فى واشنطن.
ويتوسط الشارع وجود مبنى الفنار التاريخى العالمى أول مبنى خرسانى لفنار فى العالم والمسجل فى كتب التاريخ والموسوعات العالمية.
كما يضم الشارع مبنى السوق التجاري الضخم سيمون ارزت SIMON ARZT بإعلان النيون الضخم الكبيرأما نهاية الشارع من ناحية الجنوب فكانت يحدها المبنى التاريخى لبوليس الميناء وكان يحوى السجن السياسى سابقا ايام الملك فاروق وفؤاد )
وفى نهاية الشارع يقع مرسى المعدية البسيط ثم مبنى إدارة القناة التاريخى الأبيض الضخم بقبته اللازوردية الشهيرة.
وعلاوة على ذلك فقد كانت تتواجد إعلانات النيون التسويقية الضخمة على جميع اسطح البنايات على هذا الشارع بمواجهة الميناء والتى تعلن عن أصناف المنتجات المختلفة وخاصة الاعلانيين الكبيرين عن ماركتين جونى ووكر وبلاك أند وايت وعن سجاير لاكى سترايك بالاضافة الى اعلانات شركة شل وكالتكس وكانت هذه المباني لا تتجاوز فى ارتفاعها الثلاثة ادوار وكان يتواجد فيها الكثير من مراكز الشركات الأجنبية.
ومع مرور الزمن اندثرت بعض المباني الأثرية المهمة من الشارع ومع ذلك استمر البورسعيدية فى اطلاق اسمائهم عن وصف مكان لشخص بنفس اسم أو بدلالة المبنى رغم إزالته ومن بينها فندق وكازينو دلاس والقنصلية الأمريكية.
ويبقى فى الشارع من تلك الشواهد الأثرية قاعدة تمثال ديليسبس وحديقة بورسعيد التاريخية والتى حلت محل فندق بالاس ويظل مبنى البيت الايطالى شاهد على التاريخ يجاوره اقدم فنار فى العالم ومبنى سيمون ارزت وقسم شرطة الميناء ومرسى المعديات ومبنى إدارة حركة الملاحة بالقناة بقبابه اللازوتيه.
ومع قرار القيادة السياسية وتحركات محافظ بورسعيد دخلت كل هذه المنشأت حيز التطوير مجددا ورفع الكفاءة مع الحفاظ على الطراز المعماري والأثري مع الترتيب لإعادة الشارع الى مشهده القديم بشكله العالمى التاريخى .
ونوه محافظ بورسعيد إلى أن شارع السلطان حسين سيتحول إلى شارع عالمى يجمع بين بين عبق الماضى وعالمية التطور المعمارى ليكون منارة عالمية لجذب السياحة.