السر في سرابيط الخادم.. خبير آثار يكشف سبب تسمية سيناء بأرض الفيروز.. صور

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن إطلاق أرض الفيروز على شبه جزيرة سيناء لم يأت من فراغ، بل من واقع أثرى تجسده العمارة المصرية القديمة والفنون والنقوش الصخرية والطبيعة السيناوية، والتى تؤكد أن سيناء كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة .
وقال لصدي البلد: تجسّدت العمارة فى معبد سرابيط الخادم بجنوب سيناء، وقد سجلت أخبار حملات تعدين الفيروز على صخور المعبد، وسبب التسمية بسرابيط الخادم هو أن السربوط مفرد سرابيط وتعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها، وهو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب.
وكانت كل حملة تتجه إلى سيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرين ينقشون أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة .
وأضاف:المعبد يقع على قمة الجبل على ارتفاع 850 م فوق مستوى سطح البحر،وطوله 80م وعرضه 35م وقد كرّس لعبادة حتحور،التى أطلق عليها فى النصوص المصرية القديمة (نبت مفكات) أى سيدة الفيروز،كما يضم المعبد قاعة لعبادة سوبد الذى أطلق عليه (نب سشمت) أى رب سيناء.
وبالمعبد هيكلان محفوران فى الصخر أحدهما خاص بالمعبودة حتحور، وأقيم فى عهد الملك سنفرو والآخر خاص بالمعبود سوبد، ومدخل المعبد تكتنفه لوحتان إحداهما من عصر رمسيس الثانى والأخرى من عصر الملك ست نخت أول ملوك أسرة 20،ويلى المدخل صرح شيد فى عصر تحتمس الثالث يؤدى إلى مجموعة من الأفنية المتعاقبة التى تتضمن الحجرات والمقاصير.
وأشار إلى أن المعبد كان مسورًا بسور من الحجر غير المنحوت طوله 80م وعرضه 35م،وكان بداخل هذا السور9 أنصاب وخارجه فى طريق الهيكل من الغرب 12 نصبا، ومن هذه الأنصاب نصب من عهد أمنمحات الثالث أسرة 12وآخر لرمسيس الثانى (1304- 1237ق.م.) أسرة 19 .
ويحيط بكل نصب دائرة من الأحجار غير المنحوتة ويتراوح ارتفاع النصب ما بين 1.5 إلى 4م وكان ينقش على جانبيها أو جانب واحد منها أخبار حملات استخراج الفيروز.
وتابع: قدماء المصريين كانوا يستخرجون الفيروز من منطقة سرابيت الخادم ومن منطقة المغارة القريبة منه،ولا تزال حتى الآن بقايا عروق الفيروز التى استخرجها المصريون القدماء وأرسلت البعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء منذ عهد الدولة القديمة.
ففى الأسرة الثالثة (2686- 2613 ق.م.) أرسل الملك زوسر حملة تعدين لسيناء وفى الأسرة الرابعة (2613- 2498 ق.م .) أرسل سنفرو عدة بعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء، وتوالت البعثات بعد ذلك فى الأسرة الخامسة (2494 – 2345 ق.م.) وأسرة 12 (1991- 1786 ق.م.) وأسرة 19 (1318- 1304 ق.م.).