قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أبطال الظل.. تضحيات المهاجرين الملونين تنقذ بريطانيا من محنة فيروس كورونا


بات من الصعب على أي عنصري في بريطانيا أن يجاهر بآرائه، فلو أنه التقط عدوى فيروس كورونا هناك احتمال لا بأس به أن يجد مهاجرًا ذا بشرة ملونة يعتني به في مشفى ما، وإذا ما أراد الذهاب إلى عمله فعلى الأرجح سيجد سائقًا ملونًا يجلس خلف عجلة قيادة الحافلة أو القطار أو سيارة الأجرة التي سيستقلها.

هكذا استهلت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرًا لها، سلط الضوء على أهمية الأدوار التي يمارسها المهاجرون الملونون في المجتمع والاقتصاد البريطاني، دون أن يتمتعوا بحقوق المواطنة.

وأوضحت الصحيفة أنه بعد آخر مرة تعرضت بريطانيا لمحنة كبرى إبان الحرب العالمية الثانية، تحولت توجهات الدولة بشكل جذري نحو اقتصاديات دولة الرفاه، التي تضمن لمواطنيها حقوقهم الأساسية في السكن والتعليم والعلاج والتوظيف، ومزايا المواطنة الأخرى.

لكن الملايين من المهاجرين الملونين من أفريقيا وآسيا، أولئك الذين يتم تصنيفهم باعتبارهم "أقليات" في بريطانيا، حُرموا من التمتع بثمار دولة الرفاه، رغم مشاركتهم في تحمل أعباء الحرب كأي مواطن آخر والأدوار الأساسية التي أدوها لحفظ تماسك المجتمع والدولة.



وأضافت الصحيفة أن المفارقة الصارخة تتجسد في أن المهاجرين الملونين هم جزء أساسي من المؤسسات التي تقصر خدماتها على المواطنين، بل وجزء من المؤسسات التي تحمي البريطانيين الآن من فيروس كورونا مثل المؤسسة الصحية الحكومية.

لقد كانت سياسات ما بعد الحرب العالمية الثانية التي استبعدت المهاجرين الملونين من مزايا خدمات الرفاه هي التي حرمتهم من حقوق السكن اللائق والتعليم والرعاية الصحية والأجر العادل، ما أجبرهم على القبول بظروف حياة أقل جودة من تلك التي يتمتع بها المواطنون، ومن ثم فهم الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة والوفاة بفيروس كورونا، بالرغم من أن أبناء جلدتهم يقاتلون في الصفوف الأمامية لمكافحة الوباء.

وتابعت الصحيفة أن الوقت قد حان لصياغة عقد اجتماعي جديد في بريطانيا يراعي آدمية المهاجرين الملونين، ويعترف بأدوارهم الأساسية في تقدم ورفاهية وأمن المجتمع البريطاني، بعدما أصبح من المستحيل إنكار تضحياتهم البطولية في كل محنة تعرضت لها البلاد.

وخلصت الصحيفة إلى أن الوقت قد حان أيضًا كي يدرك العنصريون والأسوياء على السواء أن بريطانيا ما كانت لتنجو من محنة فيروس كورونا لولا المهاجرين الملونين، وأن التنكر لهم واستبعادهم من مزايا المواطنة وصمة عار في جبين الوطنية البريطانية يجب محوها بعملية كبرى لتصحيح المسار وإعادة النظر في صدقية قيم العدالة والمساواة التي تتبناها الدولة في حقبة ما بعد كورونا.