الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التاريخ لا ينسى.. كيف هزم الجيش المصري الأتراك 3 مرات متتاليات في أقل من عام؟

تعبيرية
تعبيرية

مازالت تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا، وتصريحات وزير دفاعه حول أمجاد "العثمانيين" في الشرق الأوسط، تثير استفزاز الليبين، والدول العربية، وتؤكد أن الوجود التركي في ليبيا ما هو إلا للتوسع الاستعماري على حساب الشعوب العربية وطمعًا في مواردها الطبيعية.

آخر هذه التصريحات ما تحدث عنه وزير الدفاع التركي خلال الزيارة الأخيرة إلى ليبيا " السيادة التركية والعودة بعد انسحاب الأجداد والبقاء إلى الأبد في ليبيا"، وهي ما أكدت نوايا الأتراك تجاه الشعب العربي الليبي.

لكن وزير الدفاع التركي غفل عن ذكر ما فعله الجيش المصري في أجداده العثمانيين أثناء الحملة المصرية على سوريا، وقدرة الجيش المصري الفائقة التي دفعت ولاة العثمانيين وجنودهم إلى الفرار في معارك، والهزيمة الساحقة في معارك أخرى.

في هذه السطور، يرصد صدى البلد أهم المعارك التي انتصر فيها الجيش المصري على العثمانيين في غضون عام واحد فقط، وكيف ألحق الهزيمة بهم في سوريا.

معركة قونية 21 ديسمبر 1832

بدأت هذه المعركة في 21 ديسمبر 1832، حين أراد الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا محمد علي، تأمين حدود مصر واستقلالها عن الدولة العثمانية، وحتى يتحقق لهم ذلك، لا بد من تأمين الأمن القومي المصري والذي كان يبدأ من الحدود السورية.

وحينما وصلت الحملة المصرية إلى سوريا، واجهها الجيش العثماني في عدة معارك، ومن هذه المعارك كانت معركة قونية، لكن الجيش المصري لم يلبث إلا أن ألحق الهزيمة بالأتراك في المعركة، وقدرت خسائر الجيش العثماني بـ 3000 قتيل،  فضلً عن أسر قائده ونحو 5000 من رجاله، فيما بلغت خسائر الجيش المصري  262 قتيلا و 530 جريحًا.

معركة دمشق 16 يونيو 1832 ‎‎‎

في نفس العام دبت معركة دمشق بين الجيش المصري والأتراك، وكان قوام الجيش المصري آنذاك 18 ألف مقاتل، منهم ۹۰۰۰ من الجنود النظامية ومن العربان المصريين والبدو السوريين والدروز، أما الجيش العثماني فكان قوامه عبارة عن حامية تركية يقدر عددها بالآلاف.

دارت رحى المعركة، وأثبت الجنود المصريون شجاعتهم وبطولتهم في الميدان، وحسن وعيهم الاستراتيجي والميداني بكل تضاريس الميدان، فتحقق لهم ما أرادوا، واستطاع الجيش المصري من هزيمة الحامية التركية وفرار والي الشام وجنوده، ودخل الجيش المصري المدينة، يوم 16 يونيو ‎‎إلى دمشق، وكان فتحا مبينا، وفق تعبير المؤرخ المصري عبدالرحمن الرافعي في كتابه عصر محمد علي.

معركة حمص 8 يوليو 1832‎

أما معركة حمص فقد كانت واحدة من أهم المعارك على الإطلاق، نظرا للأهمية الاستراتيجية لمدينة حمص وقربها من البحر المتوسط، واستطاع الجيش المصري الذي كان قوامه 30 ألف مقاتل، سحق الجيش العثماني الذي كان قوامه ضعف قوام الجيش المصري بعدد 60 ألف مقاتل تم إعدادهم إبان حصار الجيش المصري لعكا، بالإضافة إلى 25  سفينة عثمانية.

انتصر الجيش المصري في المعركة، وقدرت خسائر الأتراك بنحو 2000 قتيل، 2500 من الأسرى، فيما قدرت خسائر الجيش المصري بنحو 102 قتيل 162 جريح، فضلا عن دخول الجيش المصري إلى حمص، وفرار الأتراك منها.