ألمحت وسائل إعلام تركية الأسبوع الماضي إلى احتمال نشر أنقرة منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية إس 400 في ليبيا، بعد تعرض قاعدة الوطية الجوية التي تستضيف قوات ومعدات تركية لغارات جوية، قالت تقارير إن مقاتلات من طراز رافال شاركت فيها.
ومع تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على حق مصر في الدفاع عن أمنها القومي داخل الأراضي الليبية، سارعت بعض الصحف والمواقع الإخبارية إلى عقد مقارنات بين القدرات العسكرية المصرية والتركية للتكهن بمن ستكون له الغلبة في أي مواجهة محتملة.
وبحسب صحيفة "أوراسيان تايمز" الهندية، استهدفت طائرات من طراز رافال قاعدة الوطية الجوية غربي العاصمة الليبية طرابلس في 4 يوليو، بينما كانت تستضيف مقاتلات تركية من طراز إف-16 وطائرات مسيرة من طرازي بيرقدار وأنكا إس، ومنظومة دفاع جوي من ظراز إم آي إم 23 هوك.
وكشفت الغارة على قاعدة الوطية السهولة النسبية التي راوغت بها مقاتلات الرافال الرادارات التركية وأنظمة الدفاع الجوي الحامية للقاعدة.
وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من اكتمال صفقة شراء تركيا منظومة صواريخ إس 400 الروسية، فإن أنقرة لم تبدأ بعد في تشغيلها على المستوى العملياتي لاعتبارات جيوسياسية، أهمها خشية العقوبات الأمريكية بعد مخالفتها قواعد حلف الناتو، وإحجامها عن استفزاز الغرب أكثر بنشر منظومة صواريخ روسية على حدود الأراضي الأوروبية.
وأوضحت الصحيفة أن نشر المنظومة في ليبيا قد يكون مهربًا مناسبًا من العقوبات الأمريكية، فهي في هذه الحالة لن تستخدمها ضد دول الناتو أو أوروبا، وإنما ضد الجيش الوطني الليبي والدول والأطراف المساندة له.
وبحسب تقرير لموقع مجلة "جلوبال فاير باور" المتخصص بالشئون العسكرية، يضم أسطول القوات الجوية المصرية المقاتلات الفرنسية من طراز رافال، المزودة بصواريخ بعيدة المدى قادرة على إصابة أهدافها بدقة من مسافات طويلة دون التعرض لخطر المضادات الأرضية، ما يعني قدرتها على تجنب الإصابة بصواريخ الدفاع الجوي التركية متوسطة وقصيرة المدى من الطرز التي انكشف وجودها في قاعدة الوطية بعد قصفها.
وتابعت المجلة أنه بالرغم من امتلاك تركيا مقاتلات من طراز إف 16 قادرة على الوصول إلى أجواء ليبيا فإن المسافة التي ستقطعها ستكون أكبر من اللازم، ولن تسمح لها سوى بهامش وقت ضئيل للغاية للمناورة والاشتباك قبل أن يتحتم عليها العودة إلى قواعدها التركية، لأن القواعد الليبية غير مهيأة لاستقبالها، الأمر الذي يخلق مشكلة لوجستية عويصة بالنسبة لأي تدخل جوي تركي في معركة محتملة فوق الأراضي الليبية.
وأشارت المجلة إلى أنه بالنسبة للقوات الجوية المصرية فهي لا تواجه نفس المشكلة فمصر وليبيا جارتان متتاخمتان والقواعد الجوية المصرية قريبة للغاية من مسرح العمليات في ليبيا، ما يسمح للطائرات المصرية بهامش واسع من الوقت للمناورة والاشتباك والعودة الآمنة إلى قواعدها.