قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أبقى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ف في فراشه وقت الهجرة، ليرد الأمانات إلى أهل قريش الذين كانوا يأتمنونها عند النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وأضاف «جمعة» في تصريح له، أنالهجرة النبويةليست مجرد حادثة تاريخية ولا واقعة وقعت في السيرة النبوية بقدر ما هي تغيير للأفكار والسلوك إلى ما هو الأفضل وإلى الحق.
ونوه بأنالهجرةالنبويةكانت حادثة غيرت وجه العالم وغيّرت واقعه وكانت بداية خير ورحمة للعالمين، مشيرًا إلى أنها امتلأت بالعديد من الدروس، ووسعت المعاني لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ».
وأشار إلى أنالهجرة لم تعد الانتقال من مكة إلى المدينة، ولم تعد الانتقال من دار غير آمن إلى دار فيه آمن كهجرة الحبشة، بل انقطعت الهجرة بقيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان دائمًا يعلمنا أن نفهم الأمور بسعتها، وقالالرَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مِنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».
وواصل: «فوسعالرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-المفهوم وجعل لكل واحد منا أن ينضم إلى فئة المهاجرين بأن نهجر ما نهى الله تعالى، بل ذكرنا بهذه الواقعة التي ترك فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في سريره ليس ليدلس على المشركين، ولكن لكي يرد الأمانات إلى المُشركين التي كانت مودوعة عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا معنى راقٍ فكان النبي حريصًا على ألا يعامل المُشركين بالمثل، فتعامل معه بأمانة ورد إليهمعلي -رضي الله عنه-الأمانة.