الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبدع لاعبا ومعلقا وممثلا سينمائيا.. حكايات من حياة محمد لطيف شيخ المعلقين الرياضيين

الكابتن محمد لطيف
الكابتن محمد لطيف

شيخ المعلقين الرياضيين والعلامة في تاريخ كرة القدم المصرية لاعبا ومعلقا وممثلا سينمائيا، الكابتن محمد لطيف والذي ولد في عام 1910 بقرية الزيتون التابعة لمركز ناصر شمال محافظة بني سويف، ونشأ في حي القلعة بقلب القاهرة .. ولد هاويا لكرة القدم منذ نعومة أظافره، ومارس اللعبة في الحي ثم في نادي الخليفة قبل التحاقه بالمدرسة الابتدائية.
     
وكانت أمنية "لطيف"  وحلمه أن يلعب في دوري المدارس الذي سمع عنه، وكان يمثل المسابقة الرسمية في تلك الفترة .. فالتحق بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بدرب الجماميز التي يلتصق سورها بالمدرسة الخديوية ـ مصنع نجوم الكرة في الوقت ـ فترك محمد لطيف مدرسة الجمعية الخيرية والتحق بالمدرسة الخديوية، التي كان يلعب فيها حسين حجازي مثله الأعلي في اللعبة.

لعب " لطيف"  أول مباراة مع المدرسة الخديوية أمام المدرسة السعيدية في عام 1927، وبعد هذه المباراة اختاره حسين سليمان مشرف التربية البدنية للعب مع الفريق الأول للمدرسة ضد التتش وعبدالرحمن فوزي ورشاد مراد وجميل رفعت، واختياره للعب مع الفريق الأول كان لغياب هاني كامل الجناح الأيمن.وفي عام 1928 .


ووقع اختيار حسين حجازي رئيس فريق نادي" المختلط " الزمالك حاليا علي محمد لطيف للعب معه مقابل ثلاثة قروش هي تكاليف تسجيل خطابين، الأول لاتحاد الكرة، والآخر لنادي المختلط .

وبعد انضمام الكابتن  لطيف إلي نادي "المختلط" ، كان علي موعد مع الحظ الذي ابتسم له بشدة .. فقد كانت أول مباراة له مع ناديه في مواجهة النادي الأهلي وفي هذه المباراة التي انتهت 1/صفر لنادي المختلط سجل محمد لطيف هدف الفوز الوحيد في المباراة .

وعقب هذه المباراة اختاره حيدر باشا وكيل اتحاد الكرة ورئيس النادي المختلط ضمن صفوف منتخب مصر.

إقرأ ايضا :

واختيار الكابتن  محمد لطيف للمنتخب في ذلك الوقت وضعه في موقف صعب، إذ أن حيدر باشا أبلغه بأن المنتخب مرتبط بمباراة أمام منتخب المجر في يوم الجمعة من نفس الأسبوع الذي انضم فيه لصفوف المنتخب .

وفي نفس اليوم كان فريق مدرسته الخديوية مرتبطا بمباراة مع فريق طنطا في نهائي الكأس السلطانية .


فأصبح لطيف حائرا بين غضب حيدر باشا وثورة "مستر ساميسون" مراقب التربية الرياضية بوزارة المعارف حينذاك "التربية والتعليم حاليا " .


ولم يكن أمام  لطيف سوى أن يشارك في المباراتين .. ولحسن حظه أن مباراة مدرسته مع طنطا أقيمت في الساعة العاشرة صباحا، وفاز فيها فريق المدرسة 8/صفر وحصل علي الكأس، وأقيمت المباراة الثانية في الواحدة ظهرا وتمكن من الخروج من هذا المأزق.

وإذا كان الكابتن محمد لطيف قد طاف دول العالم لاعبا ومدربا ومعلقا .. فإن أول رحلة له خارج حدود الوطن كانت في عام 1929 إلي فلسطين، واستغرقت 20 يوما مع منتخب مصر ، وأول رحلة له إلي أوروبا كانت مع النادي الأوليمبي كضيف شرف، واستغرقت الرحلة شهر ونصف الشهر قضاها الفريق في اليونان ،ويوغوسلافيا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا .

وفي عام 1934 شارك محمد لطيف مع منتخب مصر في كأس العالم بإيطاليا التي لعب فيها المنتخب أمام المجر وخسر 2/4 وخرج من البطولة ، وبعد العودة من المونديال اختار مستر ساميسون مراقب التربية الرياضية بوزارة المعارف محمد لطيف للسفر إلي إنجلترا في بعثة علمية لدراسة التربية الرياضية والحصول علي درجة البكالوريوس من كلية جوردون هيل بوصفه أحسن رياضي لهذا العام ، واتفق مستر ساميسون مع الإنجليزي ماكراي مدرب منتخب مصر علي أن يلعب محمد لطيف في أكبر أندية اسكتلندا، وهو نادي الرينجرز طوال ثلاث سنوات مدة بعثته الرسمية، وهو ما حدث بالفعل .

وأثناء رحلته إلي جلاسجو حدث معه موقف طريف حرص كابتن لطيف علي تسجيله في كتابه الكرة حياتي فقد فوجئ محمد لطيف بأعداد كبيرة من الصحفيين والمصورين ينتظرونه علي محطة القطار الذي كان يقله إلي جلاسجو ، وظن في البداية أنهم في انتظار هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا الذي كان يركب نفس القطار ولكن ماكراي المدير الفني لمنتخب مصر هو الذي كان ينتظره بالمحطة، وقال له: إن الصحافة الإنجليزية لديها اهتمام كبير بانتقاله لنادي الرينجرز.كانت أول مباراة يلعبها محمد لطيف مع النادي الإنجليزي ضد نادي داندي وسجل فيها هدفا ،واستمر محمد لطيف في تجربته مع النادي الاسكتلندي إلي جانب دراسته في كلية جوردون هيل.

كما حصل علي جميع الدراسات التدريبية في كرة القدم في إنجلترا وفي عام 1937 عاد محمد لطيف من بعثته العلمية، وتم تعيينه بإدارة التربية الرياضية بوزارة المعارف، وشارك في تأسيس معهد التربية الرياضية الذي عمل به محاضرا، وتخرجت الدفعة الأولى منه في عام 1940.

وقبل العودة من إنجلترا ، شارك محمد لطيف مع منتخب مصر في أوليمبياد برلين التي لعب بها المنتخب أمام النمسا وخسر 1/2 وخرج من الدورة .

وأثناء وجوده في إنجلترا .. توطدت علاقته مع الصحفي الإنجليزي ركس الذي كان يعمل في جريدة الصنداي اكسبريس، وكان أول من أعطاه درس في التعليق علي مباريات كرة القدم حين طلب منه مشاهدة مباراة لفريق الرينجرز ـ والتي لم يلعب فيها للإصابة ـ وحضر هذه المباراة 24 مكفوفا، وجلس ركس بينهم في المدرجات ليذيع المباراة ويصفها للمكفوفين الذين انفعلوا بالوصف، وجعلته هذه المباراة يفكر في التعليق علي المباريات بعد اعتزال كرة القدم في عام 1945، رغم ممارسته للتحكيم بعد الاعتزال إلي جانب عمله في مجال التدريب.

أعماله السينمائية
شارك محمد لطيف في بعض الأفلام المصرية في شخصية المعلق الرياضي على مباريات كرة القدم، من أبرز تلك الأفلام هو فيلم غريب في بيتي بطولة سعاد حسني ونور الشريف، وفيلم في الصيف لازم نحب بطولة صلاح ذو الفقار وسمير غانم.

وظل "لطيف " مع الميكروفون حتى وافته المنية في 17 مارس 1990 وكان يلقب بشيخ المعلقين، وتميز محمد لطيف بأسلوب مميز خاص به في التعليق على مباريات كرة القدم وكان تعليقه من الأهمية بمكان خاصة في مباريات فريقي الزمالك والأهلي.