الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على حكاية تمثال الجندى المجهول The Anzac Memorial فى بورسعيد

 تمثال الجندى المجهول
تمثال الجندى المجهول

أطلق عليه أهل بورسعيد اسم تمثال الجندى المجهول عقب وضعه فى منتصف حديقة كازينو بالاس مطلا على شارع السلطان حسين ( فلسطين حاليا ) كنصب تذكارى لقتلى الجنود النيوزلنديين والأستراليين الذين قتلوا فى المنطقة فى الحرب العالمية الأولى بين عامي 1916 و1918.


صنعت قاعدة التمثال من الجرانيت وجسمه مصنوع من البرونز لجنديان من سلاح الفرسان أحدهما نيوزلاندى والآخر أسترالى وحيث أن حصان النيوزيلاندى قد أصيب يقوم الفارس الأسترالى بالأخذ بيد النيوزيلندي واسمه الغربى the ANZAC MEMORIAL.


تم طرح فكرة هذا التمثال فى البداية من المحاربون الناجون من الحرب العالمية الأولى ثم قام الفرسان الأستراليين والمشاة النيوزلنديين والهجانة وممرضات الحرب بجمع مبلغ 5400 جنيه استرلينى وقامت حكومة الكومنولث بدفع 11600 جنيه استرلينى وقامت الحكومة النيوزيلاندية بدفع مبلغ آخر لسداد تكاليف هذا التمثال، ثم قامت حكومة الكومونويلث بعمل مسابقة وجائزة مالية كبيرة لأفضل تصميم للتمثال الذى فاز بها عام 1923 المثال الأسترالى ويب جيلبرت . وقامت القوات المسلحة النيوزلندية بإرسال مجموعة صور للخيالة والفرسان والفرسة " بيس " وأعدت الصور لتكون نموذجا يستعين به المثال فى عمله .

أقرأ ايضا:

 محافظ بورسعيد يستقبل رئيس هيئة اتحاد الصناعات ونائب مدير نوادى القوات المسلحة


بدا جيلبرت فى عمله ولكن وافته المنية وقيل أن المهمة كانت أكبر من امكانيته وقدرته الصحية وهذا ما حطم قلبه . ثم أسندت المهمة للانجليزى بول مونتفورد الذى عمل بجد وانتظام ولكن يبدو أن جهوده لم تثمر فاسندت المهمة الى مثال آخر أسترالى : سير بيرترام ماكين نال الذى استطاع بمعاونة مساعديه الانجليز أن ينتهى من عمل التمثال ولكنه توفى قبل أن يرى لحظة ازاحة الستار عنه . وفى 23 نوفمبر عام 1932 أزيح الستار عن التمثال بواسطة رئيس وزراء أستراليا وقت الحرب دابليو هاجز ، وتم بث الكلمة الافتتاحية فى اذاعة أستراليا عبر الهاتف بثا حيا على مسافة 24000 كيلو متر بين مصر وأستراليا ويعتبر اول بث حى بين البلدين .


فى ليلة 26 ديسمبر 1956 أثناء العدوان الثلاثى على مصر قام مجموعة من الشباب بالهجوم على التمثال بالمطارق والحجارة لتحطيمه ونشرت جريدة الأخبار ان التمثال سيتم تفجيره وتجمعت الشرطة حوله لمنع استخدام المتفجرات لكنها لم تمنع الشباب من تحطيم التمثال الذى تهشم تماما واختفى أيضا جسد الفارس الأسترالى .


بعد أن حل الهدوء والسلام على المنطقة وافقت مصر على طلب الحكومتين النيوزيلندية والأسترالية باستعادة التمثال وقاعدته الجرانيتية وتم شحنهم بحرا الى أستراليا . وبعد أن تحطم التمثال تماما وكان من الصعب ترميمه قررت الحكومتان الأسترالية والنيوزلندية عمل نسخة منه ووضعه فى أستراليا وبالفعل تم الانتهاء منها عام 1964 وتم وضعه فى ألبانى غرب أستراليا فى نفس المكان الذى تجمعت فيه قافلة الفرسان قبل الرحيل للحرب ، وذلك بعد مرور حوالى 50 عام من انتهاء الحرب العالمية الأولى حيث كان معظم الجنود الناجون منها قد توفوا بالفعل ، واحتشد الآلاف من الجماهير ، وبحضور رئيس الوزراء سير روبرت مينزيس و حوالى 160 من قدامى المحاربين ومجموعة من المحاربين النيوزيلنديين كضيوف الشرف تم إزاحة الستار عن التمثال فى 11 أكتوبر 1964 .


وقع شجار سياسى حاد بين اثنين من السياسيين الأستراليين نشأ جدال حول المكان الذى يجب وضع التمثال فيه ، ولانهاء المشكلة التى لم تجد حلا لها تم عمل نسخة أخرى منه ووضعها فى كانبيرا فى شمال العاصمة سيدني عام 1968 . وفى عام 1985 تم إقراض رأس أحد الخيول المتبقية من التمثال الأصلى ببورسعيد الى متحف ألبانى القومى .

 

مقارنة بين التمثال الأصلي ببورسعيد والنسخة الأخيرة بكانبيرا حيث وجدت بعض الاختلافات فى زاوية ميل الفرسان والعلاقة اللحظية بينهما مما أثار جدلا حول تفسير قصة التمثالين الأصلية وما ترمز اليه.


أما الفرسة النيوزيلاندى " بيس " والذى تم صنع التمثال من صورتها ، هى الفرسة الوحيدة التى غادرت نيوزيلاندا للحرب وعادت ، وبعد أن ماتت " بيس " تم عمل نصب تذكارى صغير عند قبرها فهى فرسة لها تاريخ.