وسط التحذيرات الدولية من تورط منطقة القرن الإفريقي في دوامة الصراع الإثيوبي بين رئيس الوزراء أبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيجراي، دخل السودان كطرف في المعركة مع انتقال الاشتباكات إلى حدوده الشرقية وتدفق عشرات الآلاف من اللاجئين من إثيوبيا المجاورة إلى زيادة التحديات التي يواجهها بلد يخوض بالفعل تحولا سياسيا مشحونا وأزمة اقتصادية طويلة الأمد.
واشتعلت المخاوف من انتشار الاضطرابات في منطقة تيجراي بشمال إثيوبيا إلى السودان عندما قتل عدة جنود سودانيين يوم الثلاثاء الماضي، فيما وصفته الخرطوم بأنه "كمين" للقوات الإثيوبية والميليشيات داخل حدودها.
وقالت وسائل إعلام سودانية إن أربعة جنود قتلوا وأصيب 27 آخرون، رغم أن الجيش لم يؤكد التقارير.
وعزز السودان من تواجده العسكري بالقرب من حدوده الشرقية منذ اندلاع الصراع بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي في 4 نوفمبر الماضي، وذكرت وسائل إعلام رسمية، أمس السبت، أن السودان أرسل "تعزيزات عسكرية كبيرة" إلى الحدود مع إثيوبيا، وذلك بعد أيام من إعلان الجيش أن القوات الإثيوبية نصبت كمينا للقوات هناك.
وقالت وكالة السودان للأنباء "سونا" إن القوات المسلحة السودانية واصلت تقدمها على الخطوط الأمامية داخل الفشقة لاستعادة الأراضي المسروقة واتخاذ مواقع على الخطوط الدولية.
اقرأ أيضا:
وأشارت وكالة أنباء "رويترز" إلى أن قوات من جماعة أمهرة العرقية، التي تدعم حكومة أبي أحمد، وسعت من أنشطتها، وقادت إلى حوادث أخرى في الأراضي الزراعية المتنازعة عليها منذ فترة طويلة بالقرب من الحدود حيث يعبر اللاجئون، وفقا لما أعلنه وزير الإعلام فيصل صالح.
وقال صالح في تصريحات لوكالة "رويترز": "التوترات زادت وحدثت بعض المناوشات مؤخرًا".
ويطالب مزارعو أمهرة بحقوقهم في الأراضي الواقعة في سهل الفشقة التي يطالب بها السودان أيضا، وتندلع الاشتباكات أحيانًا خلال مواسم الزراعة والحصاد.
ويحمل لاجئو تيجراي الفارين إلى شرق السودان المسئولية لقوات أمهرة عن الكثير من أعمال العنف التي فروا منها منذ أوائل نوفمبر.
وبدافع من المخاوف الأمنية، توجه رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إلى إثيوبيا يوم الأحد الماضي بما وصفه مسئولون سودانيون كبار باقتراح للوساطة بين أبي أحمد وجبهة تيجراي.
وقطع حمدوك زيارته إلى إثيوبيا بشكل مفاجئ، وسط تسريبات بأن أبي أحمد رفض عرضه للوساطة.
وقال صالح إن حمدوك وأبي اتفقا على إحياء لجنة لتسوية نزاعهما الحدودي، الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، وأحرزا تقدمًا بشأن المحادثات الثلاثية المتوقفة مع مصر بشأن سد النهضة الذي أقامته إثيوبيا على النيل الأزرق.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إن حكومة إثيوبيا تتابع عن كثب الحادث مع الميليشيات المحلية على الحدود الإثيوبية السودانية.
ويعتقد دبلوماسيون وعمال الإغاثة أن آلاف الأشخاص قتلوا، وأن صراع تيجراي يشكل تهديدًا لمنطقة مضطربة.
واليوم، استقبل رئيس مجلس الوزراء رئيس الدورة الحالية لمنظمة الإيقاد د.عبدالله حمدوك بمقر إقامته بجيبوتي رئيس الوزراء الاثيوبي د.ابي احمد.
وبحث اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في الإقليم وأجندة قمة الإيقاد التى ستنعقد اليوم.
وتطرق اللقاء لانعقاد اللجنة العليا للحدود بين البلدين في الثاني والعشرين من شهر ديسمبر الجاري.