قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مزار سياحي.. سواقى الفيوم صناعة ترجع للعصر البطلمى..شاهد

سواقى الفيوم
سواقى الفيوم

يرجع تاريخ سواقي الفيوم، إلى أكثر من ألفي عام، وتحديدًا في العصر البطلمي، الذي شهد اتجاه المصري القديم إلى الزراعة في تلك المساحة ذات الطبيعة الخاصة، فابتكر تلك الطريقة الهندسية الفريدة لري تلك المساحات الشاسعة من الأراضي التي تنحدر من الجنوب، على ارتفاع يزيد على 26 مترًا فوق سطح البحر، وتحديدًا عند قرية اللاهون الحالية، وتنتهي بارتفاع 44 مترًا تحت سطح البحر شمالًا عند شواطئ بحيرة قارون.

ولعب انحدار الأرض دورًا كبيرًا في صناعة شلالات طبيعية من المياه، مختلفة الارتفاعات في أجزاء كثيرة من بحر يوسف، الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه في الفيوم، وقد استغل البطالمة هذه الشلالات في دفع السواقى التي صُنعت بأقطار مختلفة، حسب ارتفاع الأرض، لتجلب المياه من أسفل إلى أعلى بفعل قوة الدفع، ومن دون حاجة إلى الاستعانة بالثيران كما كان متبعًا في تلك الفترة من الزمان، في تشغيل السواقي، وهو ما يجعل من سواقي الفيوم أعجوبة لا يوجد مثيل لها في العالم.

يقول الدكتور نبيل حنظل مستشار السياحة بالفيوم، صنع المصري القديم سواقي الفيوم من الخشب الأبيض ودعمها بعروق الخشب وبعض الأجزاء من شجر الجازورين المنتشر على حواف الترع بمحافظة الفيوم.

حيث تتكون الساقية من عدة أجزاء أبرزها التابوت، وهو عبارة عن دائرة كبيرة، يختلف قطرها حسب قوة دفع المياه في المكان الذي توجد به الساقية، وحسب مساحة الأرض المراد سقايتها بالمياه.

ويضيف أحمد عبد العال مدير عام منطقة آثار الفيوم السابق : يطلق صناع السواقي في العصر الحديث على هذا الجزء اسم الدوارة ، نسبة إلى دورانه المستمر لرفع المياه، وهو الجزء الذي يشبه الدائرة، ويتم تغليفه من الجانبين بالخشب الأبيض، قبل أن يتم ترك عدة فتحات لخروج الماء، وهي الفتحات التي يطلق عليها اسم العيون، وهي عبارة عن قطع من الخشب، تثبت على الدوارة على شكل أرفف قوية، لتستقبل قوة دفع المياه، قبل أن تحملها إلى التابوت، في عملية ميكانيكية تحمل الماء من أسفل إلى أعلى، لسقاية الأرض.

وتكون تكلفة تصنيع ساقية حوالى 20 ألف جنيه ، والساقية الواحدة تحتاج لأسبوعين أو ثلاثة للتصنيع وتجميع أجزائها بعد خرطها وتصنيعها .

وعلى مدار عقود من الزمان، اكتسبت الفيوم شهرة عريضة من السواقى ، فغنى لها المطربون، خاصة كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب ونظمت إليها العديد من الرحلات، حتى أنها تحولت خلال النصف قرن المنصرم إلى مزار سياحي.

و يقول طارق أبو رحيل الخبير السياحى بالفيوم : يوجد في الفيوم نحو 200 ساقية منتشرة في الحقول على المجاري المائية في مواقع الهدارات، ولا يوجد هذا النوع من السواقي في مصر إلا في الفيوم، كما أن ترعة بحر يوسف تعتبر الترعة التي تمد محافظة الفيوم بالماء الذي تجلبه من نهر النيل، وتخرج من النيل عند مدينة ديروط بمحافظة أسيوط مرورًا بمحافظة المنيا ومحافظة بني سويف ثم الفيوم .

وتنسب ترعة بحر يوسف إلى سيدنا يوسف عليه السلام، وهي المصدر الوحيد الذي يمد مدينة الفيوم بالمياه، ولولا وصول مياه النيل إلى الفيوم عن طريق بحر يوسف لصارت جزءًا من الصحراء الغربية.