قال مركز الأزهر العالمي للفتوى إن الأولاد ثمرة الآباء، وعملهم الصالح، ونعمة من الله تستحق الشكر؛ لذلك وجب على الآباء التربية والتعليم والتوجيه والإرشاد، وأن لا يغفلوا عن أسلوب القدوة، الذي هو من أهم أساليب التعليم والتوجيه التي جاء بها الإسلام؛ فقد بُعث ﷺ ليتمم مكارم الأخلاق.
وأضاف المركز أن النبي صلى الله عليه وسلم أثّر في الناس بأقواله وأفعاله، وكان خير قدوة؛ قال الله سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، وسئلت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن خلق النبي ﷺ فقالت: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ».وأوضح أن الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم، وإن مثالًا واحدًا أنفع للناس من مئات الكتب والمجلدات، وليعلم الأب أن كل توجيه يوجِّه به أولادَه لابد أن يصاحبه تطبيق عملي لهذا التوجيه، ولو ظلت الأم تعلم ولدها، وتحثه على الصدق وتنهاه عن الكذب؛ ووجد والده أو والدته تكذب مرة أمامه؛ فإنه سيأخذ الفعل ولا يلتفت إلى الأقوال أبدًا، فإن ذاكرة الطفل -كما يقول المختصون- تبدأ مبكرًا في حفظ الصور والمواقف التي تحدث أمامه، ويقوم العقل بترجمتها إلى سلوك.وأشار إلى أن الطفل في أولى مراحل وعيه وإدراكه يرى والده أعظم إنسان، ويحاول تقليده في كل صغيرة وكبيرة؛ فإن أحسن الوالدُ؛ أحسن الولد، وإن أساء الوالدُ؛ انطبع هذا السوء في ذهن الولد، ورآه حسنًا لا بأس بأن يتخلق به، ويظهره أمام الناس.
ونوه إلى أن الرجل في بيته يكون بعيدًا عن أنظار الناس لذلك يعيش بطبعه، ولا يخشى ملامةً ولا انتقادًا، ثم لا ينتبه أن معه في بيته ذاكرة
تخزينٍ لطباعه وأخلاقه، سيحولها أولاده فور اختلاطهم بالمجتمع إلى واقع حياتي.