الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. مُحَمَّدْ مَبْرُوكْ يَكْتُبُ: جَدَلُ مَوْكِبِ اَلْمُومِيَاوَاتِ

صدى البلد

 اِنْتَشَرَ اَلْجَدَلُ عَلَى وَسَائِلِ اَلتَّوَاصُلِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ حَوْلَ اَلتَّحْضِيرَاتِ اَلَّتِي يَتِمُّ إِعْدَادُهَا لِلْحَدَثِ اَلْعَالَمِيِّ اَلَّذِي يَرْتَقِبُهُ اَلْعَالَمُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ ، حَيْثُ مِنْ اَلْمُنْتَظَرِ أَنْ يَتَحَرَّكَ مَوْكِبُ نَقْلِ اَلْمُومِيَاوَاتِ اَلْمَلَكِيَّةِ مِنْ اَلْمَتْحَفِ اَلْمِصْرِيِّ فِي مَيْدَانِ اَلتَّحْرِيرِ إِلَى مَتْحَفِ اَلْحَضَارَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ بِالْفُسْطَاطِ بِالتَّزَامُنِ مَعَ اِفْتِتَاحِ مَيْدَانِ اَلتَّحْرِيرِ بَعْدَ تَطْوِيرِهِ اَلْأَخِيرِ بِالْإِضَافَةِ إِلَى اِفْتِتَاحِ سُورِ مَجْرَى اَلْعُيُونِ أَيْضًا اَلَّذِي تَمَّ تَطْوِيرُهُ

 كَانَ اَلْجَدَلُ غَيْرُ اَلْمُبَرَّرِ اَلَّذِي طَالَعْنَاهُ عَلَى تِلْكَ اَلْوَسَائِلِ عَنْ مُشَارَكَةِ بَعْضِ اَلْفَنَّانَاتِ اَلْعَرَبِيَّاتِ فِي فَعَّالِيَّاتِ اَلْحَدَثِ بِارْتِدَائِهَا اَلزِّيِّ اَلْفِرْعَوْنِيِّ ، وَلَا أَدْرِي بِأَيِّ مَنْطِقٍ يَتَفَاعَلُ اَلْكَثِيرُونَ لِرَفْضِ مُشَارَكَةٍ غَيْرِ اَلْمِصْرِيِّينَ فِي هَذَا اَلْحَدَثِ اَلْعَالَمِيِّ ظَنًّا مِنْهُمْ بِهَذِهِ اَلِانْتِقَادَاتِ غَيْرِ اَلْمَقْبُولَةِ أَنَّهُمْ يَسُدُّونَ خِدْمَةٌ وَطَنِيَّةٌ جَلِيلَةٌ لِلْأُمَّةِ ، بِيَدِ أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ عَكْسُ ذَلِكَ تَمَامًا أَنَّ حَصْرَ تِلْكَ اَلْفَعَّالِيَّاتِ فِي إِطَارٍ مَحَلِّيٍّ بَحْتٍ ، يُحِطْ مِنْ قَدْرِهَا ، وَيَجْعَلَهَا مُجَرَّدُ حَدَثٍ مَحَلِّيٍّ عَابِرٍ ، بَيْنَمَا هِيَ عَالَمِيَّةٌ ، كَوَّنَ اَلْحَضَارَةَ اَلْفِرْعَوْنِيَّةَ اَلَّتِي تُعْتَبَرُ أَقْدَمَ حَضَارَاتِ اَلْأَرْضِ ، هِيَ مِيرَاثٌ لِلْإِنْسَانِيَّةِ جَمْعَاءَ يُوجَدُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ وَيَتَوَارَثُهُ اَلْمِصْرِيُّونَ اَلَّذِينَ هُمْ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ اَلْعَالَمِ ...

إِنَّ حَدَثًا بِهَذَا اَلْحَجْمِ مِنْ نَقْلِ 22 مُومْيَاءَ فِرْعَوْنِيَّةٍ و 17 تَابُوتًا مَلَكِيًّا لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ عَالَمِيًّا ، يُشَارِكَ فِيهِ فَنَّانُونَ مِنْ مُخْتَلِفِ بُلْدَانِ اَلْعَالَمِ بِمُشَارَكَةِ فَنَّانِي مِصْرَ ، بَلْ إِنَّنِي لَنْ أَكُونَ مُتَجَاوِزًا إِنَّ فَكَّرَتْ فِي أَنْ يَكُونَ هَذَا اَلْحَدَثِ "هُولْيُوودِيٍّ"، يُشَارِكُ فِيهِ أَشْهُرُ فَنَّانِي هُولْيُوود لِمَا لَهُ مِنْ أَهَمِّيَّةٍ ، وَقِيمَةُ ثَقَافِيَّةٌ كَبِيرَةٌ تَتَمَثَّلُ فِي تَغْيِيرِ مَكَانِ هَذَا اَلْعَدَدَ مِنْ اَلْمُومِيَاوَاتِ اَلَّتِي تَتَجَاوَزُ أَعْمَارَهَا آلَافُ اَلسِّنِينَ ، كَمَا إِنَّ دَعْوَةَ اَلْعَدِيدِ مِنْ مُلُوكِ وَرُؤَسَاءِ اَلْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ شَرَفُ اِسْتِقْبَالِ هَذِهِ اَلْمُومِيَاوَاتِ فِي مَكَانِ وُصُولِهَا بِمَتْحَفِ اَلْحَضَارَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ بِالْفُسْطَاطِ لَهِيَ شَرَّفٌ عَظِيمٌ لَهُمْ لَا أَعْتَقِدُ أَنَّ يَتَأَخَّرُ أَحَدٌ عَنْ اَلْمُسَاهَمَةِ لِنَيْلِهِ . . .

 مِنْ جَانِبٍ آخَرَ ، عَلَى هَؤُلَاءِ اَلْمُنْتَقِدِينَ أَنْ يَفْهَمُوا أَنَّ اَلْقَاهِرَةَ، هِيَ عَاصِمَةُ اَلْفَنِّ وَالثَّقَافَةِ لِلْوَطَنِ اَلْعَرَبِيِّ مُنْذُ عَرَفَ اَلْعَرَبُ فَنَّ اَلسِّينَمَا وَالْمَسْرَحِ وَالْغِنَاءِ، وَأَنَّ كُلَّ اَلْفَانِينَ اَلْعَرَبِ يَعْتَبِرُونَ مِصْرُ بَلَدَهُمْ ، وَهِيَ بِالْفِعْلِ كَذَلِكَ ، فَمِنْ اَلصَّعْبِ بِمَكَانٍ عَلَى أَيِّ فَنَّانٍ عَرَبِيٍّ أَنْ يَجِدَ اَلشُّهْرَةَ وَالِانْتِشَارَ إِلَّا عَبْرَ اَلْبَوَّابَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ اَلَّتِي تُرَحِّبُ بِكُلِّ أَبْنَاءِ اَلْوَطَنِ اَلْعَرَبِيِّ عَلَى أَرْضِهَا ، فَهَلْ يُفَكِّرُ أَحَدُهُمْ لِلَحْظَةِ أَنَّ "فَرِيدْ اَلْأَطْرَشْ" لَيْسَ مِصْرِيًّا أَوْ أَنَّ "فَايْزَة أَحْمَدْ" وَالْمُطْرِبَةِ "وَرْدَةً" لَيْسَتَا مِصْرِيَّتَانِ؟

 لَا دَاعِي لِتِلْكَ اَلنُّعَرَاتِ اَلَّتِي تُفَرِّقُ بَيْنَ أَبْنَاءِ اَلْوَطَنِ اَلْوَاحِدِ، لَا سِيَّمَا أَنَّ أُولَئِكَ اَلْفَنَّانِينَ يَهِيمُونَ عِشْقًا فِي بَلَدِهِمْ اَلَّذِي اِخْتَارُوا اَلْعَيْشُ فِيهِ – مِصْر – وَيَفْخَرُونَ بِالِانْتِمَاءِ إِلَيْهِ ، فَنَحْنُ لَمْ نَسْتَدْعِ أَحَدًا مِنْهُمْ مِنْ بَلْدَةٍ لِلْقِيَامِ بِتَمْثِيلِ مِصْرَ ، بَلْ إِنَّهُمْ يَعِيشُونَ مَعَنَا وَيَنْتَمُونَ بِكُلِّ مَا فِي قُلُوبِهِمْ لَنَا، بِمُنْتَهَى اَلْحُبِّ، وَهَذِهِ هِيَ عَبْقَرِيَّةُ مِصْرَ اَلَّتِي دَعَتْ اَلْعَالَمَ يُلَقِّبُهَا ب " أُمَّ اَلدُّنْيَا " اَلَّتِي تَضُمُّ إِلَيْهَا كُلٌّ مِنْ اِحْتَمَى بِحِمَاهَا وَأُحِبُّ أَهْلُهَا ، فَيَصِيرُ مِنْهُمْ . . . 

عَاشَتْ مِصْرُ لِكُلِّ أَبْنَائِهَا وَأَبْنَاءِ اَلْعَرَبِ وَالْعَالَمِ أَجْمَعَ، عَاشَتْ مِصْرُ مَهَّدَ اَلْحَضَارَةَ اَلْإِنْسَانِيَّةَ وَمُلْهِمَة اَلْأُدَبَاءِ وَالْمُثَقَّفِينَ وَالْفَنَّانِينَ عَاشَتْ مِصْرُ اَلَّتِي تَحْتَضِنُ كُلَّ اَلْمَوَاهِبِ وَكُلِّ اَلطَّاقَاتِ اَلْإِبْدَاعِيَّةِ، عَاشَتْ مِصْرُ اَلَّتِي تَقَدَّمَ اَلنَّمُوذَجُ اَلْأَمْثَلُ لِرُوحِ اَلتَّعَايُشِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَ أَبْنَائِهَا وَكُلِّ مِنْ هُوَ عَلَى أَرْضِهَا اَلطَّاهِرَةِ .