سميت ببطن البقرة لتربية البقر ووقوعها في منخفض أرضى
المنطقة لا يوجد بها مدرسة أو مستشفى أو أدنى متطلبات الحياة
تتعرض بعض منازل المنطقة للانهيار واحدا تلو الآخر
إزالة 190 عقارا عشوائيا حتى الآن من إجمالي 730
إخلاء 542 أسرة وتسكينهم في شقق مجهزة بالأسمرات
في قلب مصر القديمة و بجوار المسجد التاريخي الشهير للصحابي الجليل عمرو بن العاص، وأمام مجمع الأديان بمصر القديمة، تقع منطقة من أبرز المناطق العشوائية التي شوهت وجه القاهرة ومثلت خطرا كبيرا على قاطنيها ألا وهي بطن البقرة العشوائية.
بطن البقرة سميت بهذا الإسم بسبب وقوعها فى منخفض أرضى عميق، بالإضافة إلى سكانها عملوا مدة طويلة على تربية الأبقار لتوريدها إلى “المذبح”الذى لا يبعد كثيرًا عنها.
المنطقة عشوائية من الدرجة الأولى ومصدر عذاب لقاطنيها، حيث يتشارك الجميع فى «حنفية مياه» واحدة فى الخارج، ودورة مياه صغيرة ومتهالكة ويغلفها الصدأ وكذلك عدم وجود صرف صحى والرائحة الكريهة كارثة أخرى ملأت أجساد السكان بالأمراض كما أن المنطقة لا يوجد بها مدرسة أو مستشفى أو أدنى متطلبات الحياة الآدمية.
ضبرت العشوائية المنطقة غير الادمية على مدار عقود وامتلأت بـ ”العشش”البسيطة والعشوائية ذات الأسقف الصفيح المغطاة بالقش والتى تحوى آلام ومشكلات لا تنتهى ، كما انه في عام 2003 حدثت كارثة في بطن البقرة حيث استيقظ سكان منطقة بطن البقرة على صوتا مدويا، هرولوا بفزع ليجدوا سقف الغرف التى كانوا يعيشون فيها قد انهارت تماما، وأغرقت المياه الجوفية البيوت بالمنطقة، مما أدى إلى تعرضها لهبوط أرضي ووقوفها على حافة الانهيار.
تضم المنطقة أكثر من 2000 أسرة تقريبا يعيشون فى تلك المنطقة التى تحمل درجات مختلفة من الخطورة، حيث يقع جزء منها على حافة الجبل، حينما تتعرض بعض منازل المنطقة للانهيار كانوا لا يجدون امامهم ماوى سوى الشارع، حقا لم يكن أمامهم سوى النوم فى الشارع.
وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت بارقة الأمل لهذه المنطقة ضمن خطة متكاملة لانتشال القاهةر من بؤرة العشوائيات وتوفير سكن كريم وعيشة آدمية لسكان هذه المناطق .
صدرت توجيهات القيادة السياسية وبدأت اجهزة محافظة القاهرة بمتابعة من اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة والمهندسة جيهان عبد المنعم نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية في إخلاء منطقة بطن البقرة ونقل سكانها لمدينة الأسمرات بوحدات مجهزة، وذلك ضمن خطة تطوير المناطق العشوائية، وتوفير سكن ملائم لسكان تلك المناطق.
وأكد اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة الأعمال الجارية لإزالة ٧٣٠ عقار بمنطقة بطن البقرة العشوائية بحي مصر القديمة تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالتخلص من المناطق العشوائية بالعاصمة وتوفير مساكن لائقة وحياة كريمة لقاطنيها .
وأضاف محافظ القاهرة أن أعمال إزالة هذه المنطقة تأتى فى إطار خطة الدولة للتطوير الشامل لمنطقة الفسطاط بالكامل وإعادة الشكل الحضارى لهذه المنطقة التاريخية وتسكين الاسر بمساكن حضارية بمشروع الاسمرات .
وتابع محافظ القاهرة أن جهود الدولة مستمرة لتوفير حياة أفضل ومساكن آمنة لسكان المناطق العشوائية وغير المخططة وغير الآمنة بالقاهرة فى إطار خطة الدولة لتوفير حياة كريمة لكافة المواطنين .. مشيرًا إلى أنه تم تسكين 13524 وحدة سكنية بالكامل في مشروعات الأسمرات 1 و 2 ، وأهالينا 1 ، وروضة السيدة 1 ، وبدر ، كما تم تسكين 9897 وحدة سكنية أخرى في مشروعات الأسمرات 3 ، والمحروسة 1 و 2 ، وأهالينا 2 ، وجارى تسكين الوحدات المتبقية تباعًا في هذه المشروعات .
وأكد عبدالعال أنه جارى الانتهاء من عدد من مشروعات الإسكان هذا العام لنقل باقى سكان العشوائيات إليها وتشمل أرض الخيالة و"معًا" مرحلة أولى ومرحلة ثانية ، والمنيل القديم، بإجمالي 13912 وحدة سكنية ، بالإضافة إلى المشروعات الجاري البدء في تنفيذها خلال العام المالي 2021-2022، وتضم روضة السيدة 2 ، وأهالينا 3 ، وشمال الحرفيين، وأرض المسبك، وأرض العمدة بإجمالي 7800 وحدة سكنية.
وكشفت نائب محافظ القاهرة أن جميع الوحدات السكنية الجديدة التى ينقل لها المواطنين مؤثثة ومزودة بكافة الخدمات اللازمة لتوفير حياة كريمة وسكن ملائم لهم ( وحدات صحية .. مركز شباب .. مدارس ) .
وأكدت عبد المنعم أن جهود الدولة مستمرة لتوفير حياة أفضل ومساكن آمنة لسكان المناطق العشوائية والغير مخططة وغير الآمنة فى إطار خطة الدولة لتوفير حياة كريمة لكافة المواطنين مشيرة إلى أن عملية نقل سكان منطقة بطن البقرة تستهدف تغيير حياة ٢٠٠٠ أسرة للأفضل بعد نقلهم إلي مساكن حضارية بمشروع الاسمرات .
وأشارت إلى أنه تم توفير اتوبيسات لنقل الأهالي لمساكنهم الجديدة وسيارات لنقل منقولاتهم وأمتعتهم الخفيفة ، وكذلك عدد من العمال للمساعدة في عملية النقل والتسكين.
وصرح محافظ القاهرة ، اليوم الجمعة ، بأنه تم إزالة 190 عقارا عشوائيا حتى الآن من إجمالي 730 عقارا بالمنطقة ، كما تم إخلاء وتسكين 542 أسرة تم نقلهم إلى مساكن حضارية بمشروع الأسمرات.