تنظر قرية حسن فتحي خلال الأشهر القادمة افتتاح القرية الرسمي عقب الانتهاء من أعمال تطويرها ورفع كفاءة المباني التاريخية بها والتي قام بإنشائها شيخ المعمار العالمي الراحل المهندس حسن فتحي فى مدينة القرنة الأثرية غرب الأقصر .
والقرية هذه الأيام تشهد اللمسات الأخيرة فى ترميم مسجد القرية و الخان و المسرح قبل افتتاحها الرسمي والمشروع ياتى فى إطار التعاون بين وزارة الثقافة وهيئة اليونسكو، وتحت إشراف محافظة الأقصر للترميم المعماري والدقيق .
عمليات الترميم بالقرية
وعن عمليات الترميم التى تجري بالقرية تقول المهندسة دعاء الصادق مدير المشروع بانه يجري الانتهاء من عمليات الترميم بمعرفة شركة EQIومنظمة اليونسكو حيث تم سحب المياه الجوفية ومياه الصرف الصحى بالقرية، والتى كانت السبب الرئيسي فى انهيار مبانى القرية وتم الانتهاء من ترميم المسرح والخان والمسجد بالقرية وذلك فى المرحلة الثانية من المشروع
واوضحت مديرة المشروع ان بداية تطوير وترميم قرية حسن فتحى بمنطقة القرنة الجديدة بغرب المحافظة، بدا قبل خمسة اعوام ويتضمن التطوير أعمال تجديد ورفع كفاءة القرية التاريخية، فى مبنى الخان "سوق القرية"، وترميم البازارات والمحلات والمسجد والمنطقة المحيطة بالمبنى، مع ضرورة البقاء على الطابع التراثى للقرية.
واشارت ان عملية التطوير جاءت على ثلاث مراحل وهم المرحلة الأولى تشمل تطوير الخان والجامع، والمرحلة الثانية تطوير المسرح والسوق وبيت حسن فتحى، أما المرحلة الثالثة تعمل على تطوير دار العمدة والفراغات العامة البينية لتشكيل مركز ثقافى وسياحى حضارى، بالإضافة إلى ترميم المساكن المسجلة فى قائمة المبانى ذات القيمة المتميزة والبقاء على الطابع التراثى الفريد للقرية .
قصة انشاء القرية
يقول الفنان المخرج احمد يوسف الجمل احد المقيمين بالقرية والمهتمين بتراثها المعماري ان القرية تم بناءها بمعرفة شيخ المعماريين الراحل حسن فتحي والذى لقب بمهندس الفقراء فهو من مواليد محافظة الاسكندرية عام 1900 ، بدأ شيخ المعماريين فى العمل ببناء القرية عام 1946 حيث تم بناء 70 منزل واعتمد فى تصميم المنازل على الخامات والمواد المحلية وظهر تأثره بالعمارة الإسلامية من خلال القباب ذات التصميم الفريد، والتي استخدمها بدلا من الأسقف التي تعتمد على الألواح الخشبية أو الأسياخ الحديدية المعتادة.
واضاف " الجمل " ان شيخ المعماريين كان مهتم بالجانب الديني حيث قام بإنشاء مسجد كبير في مدخل القرية حمل أجمل الطرز المعمارية في تصميمه، والذى تأثر فيه بالفن المعماري الطولوني ممتزجا مع الفن الفاطمى ، ايضا إنشاء قصر ثقافة حمل اسمه ومسرحا مبنيا على الطراز الرومانى.
أشهر منزل معماري بالقرية
ومن أشهر المنازل بقرية المعماري الراحل حسن فتحي منزل الحاج احمد عبد الراضي حيث هو المنزل الوحيد المحافظ حتى الان على التراث المعماري بقيام صاحبه بعمل ترميمات شبيه بالنموذج الأصلي له ، فاصبح المنزل قبلة لجميع المشاهير من فنانين و مثقفين واثريين وأجانب ووزراء ليستمتعوا بأصالة البنيان.
الجدير بالذكر بان المعمارى الراحل حسن فتحى قال فى كتابة "عمارة الفقراء" عن قريته بمدينة القرنة غرب الأقصر : " من المهم أن يفهم أن البحث عن الأشكال المحلية لتضمينها في القرية الجديدة لم يكن مبعثه رغبة عاطفية للاحتفاظ ببعض تذكار من القرية القديمة، فقد كان هدفي دائما أن استعيد لأهل القرنة إرثهم من تراث البناء المستلهم محليا استلهاما قويا، ما يتطلب تعاونا نشطا بين العملاء ذوي المعرفة والحرفيين ذوي المهارة".
والقرية أنشئت عام 1946 لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربي لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، خاصة بعد اكتشاف سرقة نقش صخري بالكامل من أحد المقابر الملكية، فصدر قرار بتهجيرهم وإقامة مساكن بديلة بتكلفة قدرها مليون جنيه فى ذلك الوقت، وتم اختيار الموقع ليكون بعيدا عن المناطق الأثرية وقريبا من السكك الحديدية والأراضي الزراعية.