الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء اقتصاد: تحورات كورونا الجديدة تهدد التعافي الاقتصادي.. والجنيه المصري يحافظ على استقراره في مواجهة التقلبات العالمية

الجنيه
الجنيه

خبراء اقتصاد:

  • تحورات كورونا الجديدة تهدد التعافي الاقتصادي
  •  الجنيه المصري يحافظ على استقراره في مواجهة التقلبات العالمية

 

حالة من الاستقرار يشهدها الجنيه المصري في مواجهة العملات الأجنبية، رغم تقلبات سعر الصرف في معظم دول العالم ، بدعم من قوة الاقتصاد والتزايد المستمر في احتياطي النقد الأجنبي ، وزاد صافي احتياطيات مصر الأجنبية في يونيو إلى 40.584 مليار دولار من 40.468 مليار في مايو.


وتشهد الاحتياطيات الأجنبية لمصر زيادات منذ يونيو 2020، ويستقر متوسط سعر الدولار في أغلب البنوك عند 15.62جنيه للشراء ، و 15.72 جنيه للبيع.

وقال محمد راشد، أستاذ الاقتصاد بجامعة بني سويف، إن النمو الاقتصادي العالمى لا يزال متأثرا بأزمة فيروس كورونا علي الرغم من  المتوقع تحقيق معدلات نمو اقتصادي أعلي خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي الذى بدأ فيه فيروس كورونا بالانتشار، وسبب صدمة لأغلب القطاعات الاقتصادية المختلفة.

وأضاف راشد في تصريحات لـ«صدى البلد» أنه «لا يزال الأمل معقود علي التوسع فى اللقاحات من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا وتأثيراته السلبية علي الاقتصاد ولكن التحورات الجديدة للفيروس تشكل تهديدا حقيقيا للجهود المبذولة تجاه تحقيق التعافي الاقتصادي التى قد تعيد الاقتصاد العالمي إلي نقطة  الصفر مرة أخري».

وتابع : «لا سيما حال عدم استجابة المتحورات الجديدة للفيروس للقاحات الموجودة حاليا علي الساحة العالمية وفى هذه الحالة ستتراجع أسعار النفط ويعم الكساد الاقتصادي وتتراكم الديون بشكل خطير ناهيك عن جيوش العاطلين واتساع دائرة الفقر والفقراء»، مشددًا على ضرورة وضع كافة السيناريوهات المحتملة في الاعتبار لوضع تصور لكيفية التعامل مع كل منها.

وارتفعت جملة أرصدة القروض المقدمة لعملاء البنوك إلي 2.7 تريليون جنيه في إبريل السابق مقابل 2.61 تريليون جنيه في مارس الماضي ومقارنة بـ 2.54 تريليون جنيه في فبراير من نفس العام.

وقال هيثم عبدالفتاح- رئيس قطاع الخزانة وأسواق المال ببنك التنمية الصناعية - في تصريحات له إن استقرار الجنيه امام العملات الأجنبية كان بفضل الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذها البنك المركزي التي أدت إلى استقرار اقتصادي وسياسي مما شجع على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة.

وأشار عبدالفتاح - إلى عدة عوامل كان لها تأثير في زيادة الحصيلة من العملة الأجنبية، الأول، العائدات المرتفعة من قناة السويس ، فخلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي نجحت قناة السويس في اجتذاب حوالي 2519 سفينة جديدة بتكلفة تقدر بحوالي 620 مليون دولار .

وشهدت عائدات قناة السويس رغم التحديات المختلفة طفرة كبيرة خلال الآونة الأخيرة، حيث سجلت إحصائيات الملاحة خلال العام المالي (2020 / 2021) أعلى إيراد سنوي في تاريخ القناة بلغ 5.84 مليار دولار ، والثاني يتمثل في تحويلات المصريين في الخارج ، حيث ارتفعت تحويلات المصـريين العاملين بالخارج خلال فترة العشرة أشهر من يوليو 2020 وحتى أبريل 2021 بنسبة 10.5 في المائة إلى 25.8 مليار دولار .

وأشار الى أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج زادت بمقدار 2.5 مليار دولار ، وذلك مقارنة مع 23.4 مليار دولار خلال ذات الفترة من العام المالي السابق 2019/2020 ).

وتابع المسؤول البنكي ، هناك عامل اخر يتمثل تأثر العالم بأجمعه من تأثيرات كورونا وما اتخذته الدول من اغلاق لحدودها وبالتالي حركة الاستيراد لم ترجع لطبيعتها بصورة كامله قبل كورونا ، مما أثر على السحب من الاعتمادات، موضحا ان ايراد الدخل من الدولار اعلى من المنصرف من الدولار، وبالتالي دخل البنك المركزي في زيادة مستمرة .

وتوقع رئيس قطاع الخزانة بالبنك الصناعي-مزيد من التحسن في قيمة الجنيه المصري الفترة القادمة نتيجة نمو حركة السياحة إلى مصر.

من جانبه ، أكد محمد بدرة - عضو مجلس إدارة أحد البنوك الحكومية والخبير المصرفي - ان استقرار أسعار الجنيه مقابل الدولار جاء نتاج مجهود بدأ في نهاية 2016 منذ تحرير سعر الصرف وأصبح يتحدد سعره وفقًا لقوى العرض والطلب، وهو الأمر الذي يشكل عامل جذب رئيسيا لثقة المتعاملين المحليين والخارجيين.


وأوضح، أن صمود الجنيه جاء أيضًا نتيجة لبرنامج إصلاح اقتصادي ونقدي ومالي، ونتائجه التي كانت إيجابية على جميع مؤشرات الاقتصاد، خلال الثلاث سنوات من 2016 وحتي 2019 ، وتحسن في الاحتياطي النقدي نتيجة تعافي مؤشرات السياحة ، وزيادة العائد على قناة السويس ، وارتفاع تحويلات المصريين بالخارج .


كل ذلك انعكس على تحسن تقييمات مؤسسات التصنيف الائتماني للجدارة الائتمانية والسيادية لمصر ، ما أدى إلى زيادة جاذبية الجنيه المصري مقارنة مع عملات الأسواق الناشئة الأخرى.


وأشار الخبير المصرفي إلى أنه مع بداية 2020 اصطدم العالم بجائحة كورونا، إلا أن الجنيه المصري استطاع أن يصمد مقارنة بعملات الدول الأخرى نتيجة لقوة مؤشرات الاقتصاد، بالإضافة إلى قدرة الإدارة المصرية والمجموعة الاقتصادية على تخطي الأزمة على كافة الأصعدة الطبية والاقتصادية والسياسية.