EN 
عادت الرحلات الروسية من جديد تحلق فوق أجواء المنتجعات المصرية، بعد سنوات من الانقطاع، رافعة راية الأمان والاستقرار أمام أنظار العالم، وهي تحتفي بعودة سائحيها إلى أحضان مصر الجديدة الآمنة المتطورة، بعد فترة اشتياق دامت 6 سنوات منذ حادث الطائرة المنكوبة فوق شبة جزيرة سيناء في عام 2015.
12 تفتيش روسي
المتابع لمحطات أزمة الرحلات الروسية إلى المنتجعات المصرية، يعي تمامًا حجم الجهود التي بذلت من سلطات البلدين للوصول إلى نقطة العودة من جديد. ففي الوقت الذي كانت تتبادل فيه الوفود واللجان الأمنية وعددها نحو 12 لجنة، بين العاصمتين موسكو والقاهرة، لفك شفرات الأزمة التي طال أمدها لعدة سنوات، كانت مطارات مصر تسير في طريقها المرسوم مُسبقًا نحو التطوير والإنجاز.
6 سنوات هي عمر أزمة الرحلات الروسية مع المنتجعات المصرية، خلالها لم تكن مصر تقف مكتوفة الأيدي، بل استطاعت في هذه الفترة أن ترسم ملامح خارطة جديدة لمطاراتها الدولية القائمة، بل أضافت أخرى جديدة وهي 5 مطارات لتنضم لقطار التشغيل والتنمية الذى تستهدفه الدولة المصرية على مستوى جميع أرجائها وفقا للتوجيهات الرئاسية والقيادة السياسية.
استئناف أحبطه الوباء
عودة الرحلات الروسية إلى المنتجعات المصرية، اليوم الاثنين، الموافق 9 أغسطس، كانت تبدو منذ ثلاث سنوات، أنها مجرد مسألة وقت وترتيب فيما بين البلدين، خاصة أنه في أبريل عام 2018، عاد طيران روسيا من جديد بعد الحادثة المنكوبة يحلق بحُرية فوق أجواء القاهرة بعد شهادة وفودها الأمنية في كل مرة بإمكانيات المطارات المصرية ومنظومتها الأمنية أيضًا، ولكن بقيت رحلات المنتجعات التي طال أمد مفاوضتها وعرقلها لفترة أيضًا أزمة الجائحة الوبائية، التي عصفت بقطاع الطيران المدني في جميع دول العالم وليس مصر فقط وأثرت على نشاطه وأوقفته كُليًا.
في عز هذه الأزمة الوبائية التي أوقفت حركة الركاب بالمطارات المصرية، دارات عجلة التطوير بوتيرة أسرع من المخطط لها، فبعدما كانت سلطات الطيران المدني، قد انتهت من تطوير المنظومة الأمنية داخل المطارات بإنفاق ما يقرب من 50 مليون دولارًا لاستحداث أجهزة جديدة، بدأت تستغل فترة الركود على مستوى التشغيل والحركة في إنجاز المشروعات، سواء على مستوى تطويرات مباني الركاب أو على مستوى البنية التحتية أيضا وأعمال التوسعة على الممرات.
اعتماد دولي بالسفر الآمن
فرضت الجائحة الوبائية على مطارات مصر، ضرورة إعادة النظر لتعزيز إجراءاتها متجاوزة هذه المرة فكرة الدعم الأمني والتقني، وأصبح مطلوبا إلزاميًا تعزيز الإجراء الصحي أيضًا في ظل الفيروس المستجد الذي يطارد شبحه دول العالم ويلاحقها باستمرار، حينها لم تتوان الدولة المصرية ممثلة في وزارة الطيران المدني، فى تجهيز المطارات لمجابهة الفيروس المستجد، وعززت من جديد إجراءاتها الوقائية واستحدثت كاميرات حرارية داخل كافة مطارات الجمهورية بتكلفة تقدر بنحو 20 مليون جنيه، بهدف الكشف على الركاب المسافرين والقادمين إلى المطارات من خلال شاشات ترصد حرارة الركاب عن بعد أثناء مرورهم دون تدخل للعنصر البشري.
تلك التعزيزات الصحية والوقائية جعلت مطاراتنا المصرية بشهادة دولية من مجلس المطارات الدولي، معتمدة للسفر الآمن وتم منح هذه الشهادة لـ 11 مطارًا مصريًا تصدر رأسهم إفريقيا مطاري شرم الشيخ والغردقة الدوليين، ليكون شهادة اعتراف دولي جديد لمطارات مصر الآمنة.
كل هذه الأمور حركت سير المفاوضات المصرية - الروسية مجددًا حول الأزمة بعد تخطي فترة الوقف بسبب الوباء، دعمتها أيضَا العلاقات الثنائية بين رئيسا البلدين والمباحثات المستمرة على مستوى القيادة السياسية، في مختلف القطاعات والمجالات ليس فقط الرحلات والمطارات، وهو ما دفع رئيسى البلدين في أبريل الماضي إلى التوافق، لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين بشكل كامل بما فيها مطاري شرم الشيخ والغردقة، ليتبعه مرسوم روسي بتحديد موعد استئناف الرحلات الجوية المباشرة لمنتجعات مصر إلى اليوم الاثنين، الموافق 9 أغسطس، ليكون تتويجًا لكل هذه الجهود.
طائرتي “جامبو” في أول يوم تشغيل
اليوم الأول لاستئناف الرحلات الروسية إلى منتجعات مصر، شهد زخمًا كبيرًا على مستوى التجهيزات والاستقبال أيضًا للركاب والرحلات، فالأمر لم يعد يتوقف فقط على تشغيل شركات الطيران الروسية وحدها إلى منتجعات مصر كما الوضع قبل أزمة التعليق، بل في بروتوكول الاستئناف والعودة إلى الجمهورية الجديدة، أخذت الطائرات المصرية أيضًا حق نقل السياح الروس إلى منتجعات مصر، بل وافتتح شريط عودة الرحلات طائرة الشركة الوطنية مصر للطيران، وسيرت اليوم، أول رحلة جوية مباشرة من مطار موسكو إلى مطار الغردقة الدولي، بأحدث طائراتها من طراز إيرباص 300-A330، حيث وصل على متنها 300 سائحًا روسيا، ليعقب وصولها أيضًا بنحو أكثر من ساعتين، أول رحلة روسية تحمل رقم FV 5631 تابعة لشركة Rossiya Airlines، تنقل على متن طائراتها العملاقة المعروفة شعبيًا بـ "الجامبو" طراز البوينج B747، نحو 518 سائحًا، قادمين من مطار شيريميتييفو الدولي الواقع بالقرب من العاصمة الروسية موسكو.
وفي الوقت، الذي كانت فيه سلطات مطار الغردقة الدولي، تنهي إجراءات ركاب أولى الرحلات الروسية، بعد استقبالها بتقليد رش المياه المعروف دوليًا للترحيب بأول رحلة، وتوزيع هدايا تذكارية وورود على الركاب، كانت تستعد سلطات مطار شرم الشيخ الدولي، أيضًا للترحيب بأول رحلة روسية من طراز البوينج B747 العملاقة ذات رقم FV 5633، والتي سيرتها أيضًا شركة Rossiya Airlines، من مطار شيريميتييفو الدولي، ونقلت على متنها 517 سائحًا، وسط أجواء احتفالية خاصة باستقبال الرحلة الأولى.
شركات روسية تنتظر تأشيرة الإقلاع
وينتظر مطار شرم الشيخ الدولي، خلال الساعات القادمة، استقبال أول رحلة طيران مباشرة تسيرها شركة مصر للطيران من موسكو، كما وصلت الرحلة الأولى اليوم، إلى مطار الغردقة الدولي، ضمن إطار اتفاق العودة، المتوقع أيضًا أن يمنح مزيد من شركات الطيران المصرية سواء الخاص منها أو التابع للقطاع الحكومي موافقات لنقل السياح الروس إلى المنتجعات المصرية.
وبحسب تصريحات سفير مصر لدى موسكو السفير إيهاب نصر، هناك نحو 6 شركات مصرية و29 شركة روسية طلبت تسيير رحلات جوية إلى المنتجعات المصرية، خلال الفترة الماضية، منذ اتخاذ قرار الروسي باستئناف الرحلات الجوية إلى مطاري شرم الشيخ والغردقة.
تحليل PCR وشروط الدخول
ويسمح للسياح الروس القادمين إلى المنتجعات المصرية، لزيارة مدن مصر السياحية، والحاصلين على جرعتي لقاح سبوتنيك V الخاص بفيروس كورونا المستجد، بالدخول إلى الأراضي المصرية دون الحاجة إلى إجراء فحص PCR قبل الرحلة، حيث يطلب فقط منهم عند الوصول إلى مصر، الإطلاع على شهادة أنهم تلقوا جرعتي اللقاح.
وبالنسبة للسياح الروس، الذين لم يتلقوا اللقاح مطلوب منهم شيء من اثنين، إما فحص PCR قبل 72 ساعة، أو إجراء فحص PCR في المطارات المصرية فور وصولهم، وتقوم بإجرائه سلطات الحجر الصحي في مطارات مصر السياحية مقابل 30 دولار للفحص، للتأكد من سلامة وصحة كافة الوفود السياحية القادمة إلى مصر، يأتي هذا في الوقت الذي أنهت فيه الدولة المصرية تطعيم كافة العاملين بقطاع السياحة ومطارات مصر السياحية - الحاصلة على شهادة الاعتماد الصحي للسفر الآمن من مجلس المطارات الدولي - ، بلقاح فيروس كورونا المستجد.
