الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مارك توين.. أبو الأدب الأمريكي الذي أنفق ثروته لابتكار آلة طباعة | نوستالجيا

الكاتب الأمريكي مارك
الكاتب الأمريكي مارك توين

رحلة طويلة قضاها مارك توين "أبو الأدب الأمريكي" كما لقبه وليم فوكتر، في إثراء تجربته في الكتابة باستخدام تقنيات لم تكن معروفة حينها في أواخر القرن التاسع عشر، إذ أنفق الكاتب الأمريكي مارك توين ثروته بالكامل في سبيل الابتكارات والتقنيات الحديثة التي تجعله قادرا على رؤية أحرف مؤلفاته بخط مطبوع.

 

ظهور مارك توين

بين كتابة الشعر والقصص القصيرة والمقالات والخيال العلمي والعمل الصحفي، قضى مارك توين (30 نوفمبر 1835 - 21 أبريل 1910) عشرات السنوات من حياته، بأسلوبه المميز في الكتابة الساخرة التي جعلته يلقب بعد وفاته بأنه أعظم الساخرين الأمريكيين في عصره.


بداية عمله كانت شاقة خلال العمل في المناجم قبل أن يجد طريقه في التأليف، وكانت وظيفته الكتابية الأولى في صحيفة تسمى "المشروع الإقليمي" وكانت مهمته نشر أخبار الجريمة والتعدين والسياسة والثقافة.


وخلال عمله صحفيا ظهر مارك توين للمرة الأولى متخليا عن اسمه الحقيقي "صمويل لانجهورن كليمنس"، ليتجه إلى الكتابة الادبية وتأليف سلسلة القصص الشهيرة "مغامرات توم سوير"، والامير الفقير، والحياة على المسيسيبي.

 

ثلاثي العلماء

وبجانب كتاباته كان على المستوى الشخصي صديقا مقربا للعالم توماس أديسون، ونيكولا تسلا وكان يقضي الكثير من الوقت في معمل تسلا، وحصل توين على ثلاثة براءات اختراع، حتى أنه حاول تجسيد معلوماته التقنية والعلمية في أعماله الادبية التي تم تصنيفها لاحقا بأنها ادب خيال علمي.


وكان منها كتابه "يانكي من كونيكتيكت في بلاط الملك ىرثر" وتتناول قصة أمريكي سافر عبر الزمن حاملا معه التكنولوجيا الحديثة، حتى أنه قرر تحويل أفكاره إلى حقيقة خاصة في إمكانية تصنيع آلة يكتب من خلالها مؤلفاته.


وسيطر على تفكيره حلم تصنيع ماكينة تتولى مهام الكتابة، وهي آلة الكتابة، وأبدع فيها بتصميمها الهندسي المميز منفقا على حلمه حوالي 300 ألف دولار وهو ما يعادل حاليا 9 مليون دولار، في نهايات القرن التاسع عشر أي أنها بمثابة ثروته كاملة.

 

رحلة الفقر

في سبيل هذا الحلم خسر مارك ثروته وميراث زوجته ونتيجة هذا الحلم عاش سنوات الاخيرة في فقر مستمر حتى وفاته، إذ هجر المنزل الفخم الذي كان يعيش فيه برفقة أسرته إلى آخر متواضع في أوروبا عام 1891، وبعد خمسة أعوام أصيب بنوبة اكتئاب بعد وفاة ابنته وتبعتها زوجته ثم ابنته الثانية.


وتحققت نبوته عن وفاته إذ قال أنه سيموت مع مذنب هالي الذي ولد مع ظهوره في عام 1835، وتوفي فيريدنج بولاية كونيكتيكت في 2 أبريل 1910 بعد اقتراب مذنب من الأرض، قال في نبوءته: "لقد جئت إلى هذا العالم مع مذنب هالي سنة 1835، وها هو قادم ثانيةً العام القادم، وأنا أتوقع أن أذهب معه".