الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر الأزهر للتنمية المستدامة..المحرصاوي:نشهد واحدة من أسوأ موجات الطقس..الباز:سأستثمر نتائجه لمعالجة تأثيرات المناخ .. وزيرة البيئة : انعكاس لدعوة الرسالات ومسؤولية الإنسان

مؤتمر جامعة الأزهر
مؤتمر جامعة الأزهر للتنيمة المستدامة وتغير المناخ

رئيس جامعة الأزهر:

 نشهد واحدة من أسوأ موجات الطقس والأعاصير

التضامن الإنساني الحل الأمثل للتعامل مع أزمة التغييرات المناخية

نائب رئيس جامعة الأزهر: 

العالم يواجه أزمة كبرى في المناخ والاستهانة بها أمر خطير

مفتي الجمهورية: 

ثروات الكون منحة إلهية لجميع الناس والله أمرنا بالحفاظ عليها

وزير الأوقاف: 

رأي الدين في القضايا العلمية سواء الطبية أو البيئية يتبع رأي الأطباء

فاروق الباز: 

سأبحث في نتائج مؤتمر جامعة الأزهر للتنمية المستدامة لاستغلاله لمعالجة تأثيرات المناخ

رئيس دينية الشيوخ:

 الحفاظ على البيئة من أهم أركان عبادة المسلم لربه

أمين البحوث الإسلامية:

 نحتاج إلى إشاعة الوَعْي البيئي لمنح قضية تغير المُناخ أولوية مجتمعية

وزيرة البيئة: 

مؤتمر الأزهر للمناخ انعكاس لدعوة الرسالات ومسؤولية الإنسان في الأرض

علي جمعة: 

الكائنات الأخرى في الكون تسبح ربها ويجب على المؤمن أن يحترمها

 

انطلق اليوم فعاليات أعمال مؤتمر جامعة الأزهر، المؤتمر العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تحت عنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وحضور فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ومشاركة عدد من الوزراء والمحافظين ورؤساء الجامعات والمثقفين والشخصيات العامة والفاعلة في المجتمع.

 

قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إن اختيار الدولة المصرية لاستضافة مؤتمر المناخ يعكس جدية الدولة في مواجهة التغيرات التي تطرأ على المناخ.


وأضاف رئيس جامعة الأزهر، في كلمته بالمؤتمر الدولي الثالث للتنمية المستدامة بعنوان "تغير المناخ.. التحديات والمواجهة"، أن العالم يشهد واحدة من أسوأ موجات الطقس والاعاصير التي تؤثر سلبا على الإنسان والحيوان والاقتصاد والتنمية.

 

وأشار إلى أن المؤتمر الحالي يأتي في وقت بالغ الأهمية حيث ضرب وباء كورونا كل أرجاء العالم، وغابت العدالة عن توزيع اللقاحات على الدول الأكثر احتياجا وتدفع ثمنا لرفاهية الدول الكبرى.

 

وأوضح أن أزمة المناخ من أكثر القضايا الحالية تعقيدا والعجيب أن اغلب الناس لا يعلمون شيئا عم أزمة المناخ.


ووجه رئيس جامعة الأزهر نداءا لكل ضمير حي، أن يفكروا في شكل العالم للأجيال القادمة وتشكيل لجنة علمية متخصصة تواجه مخاطر المناخ عم طريق وضع مناهج مبسطة لتوعية الطلاب في المراحل التعليمية بمتغيرات المناخ منوها أن جامعة الأزهر على أتم استعداد للمشاركة في هذا العمل الوطني.

وأشار الى أن قضية المناخ قضية قديمة حديثة متجددة، وتعد من أكثر القضايا التي يشهدها الكوكب تعقيدًا، ورغم ذلك لا تشغل أذهان كثير من العامة الذين يظنون أن المناخ لا يتأثر بأفعال البشر.

وأوضح أن هذا المؤتمر يأتي في وقت بالغ الأهمية والخطورة، في ظل ظروف صحية لم يسلم منها قُطر في أرجاء كوكب الأرض، حيث ضرب وباء "كورونا" المستجِد بتحوراته وأطواره المختلفة كل دول العالم، فأصاب وقتل الملايين، وأرعب كل سكان هذا العالم.

وأكد رئيس جامعة الأزهر، أن الشعوب الفقيرة مازالت تدفع فاتورة باهظة، ثمنًا لرفاهية الدول الصناعية الكبرى، واستغلالها للبيئة وتسببها في التلوث وارتفاع درجة حرارة الكوكب، موضحًا أن الشعوب النامية أصبحت لا تطيق فقرًا على فقر، ولا وباءً فوق مرض، ولا انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فوق أراضٍ أريد لها أن تبقى قابعة في صفوف العالم الثالث.

ووجه المحرصاوي نداءً إنسانيًا لجميع المختصين من العلماء وقادة الأديان وقادة المجتمعات وكل ضمير حي بضرورة وضع مستقبل الأجيال القادمة نصب أعينهم والتفكير في شكل العالم، من خلال اضطلاع كل طرف بمسؤولياته، والالتزام بمبدأ المسؤولية المشتركة، الذي أقرته الأديان والمواثيق الدولية، مؤكدا أن التضامن الإنساني العالمي هو الحل الأمثل للتعامل مع الأزمة الراهنة.

من جانبه، قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، إن العالم يواجه أزمة كبرى في الوقت الحالي وهي أزمة بقاء الكوكب وتغير المناخ.


وأضاف صديق في المؤتمر العلمي الدولي الثالث للتنمية المستدامة بعنوان "تغير المناخ.. التحديات والمواجهة"، أنه ينبغي تلك التغيرات للمناخ للحد من هذه الآثار السلبية حيث يشهد كوكبة الأرض تغيرات مفزعة في المناخ وهذه الأزمة تضرب كل صغيرة وكبيرة ويمتد اثرها للاقتصاد والحياة اليومية.

وأشار إلى أن الجميع سيتأثر بمتغيرات المناخ وأثار هذه الأزمة أصبحت واضحة نراها كل يوم، ويسعى العالم أجمع لإيجاد حلول لهذه الأزمة لأنها قضية بقاء والاستهانة بها أمر خطير.

وذكر أن هناك وسائل وأساليب للحفاظ على المناخ، وقد واكبت جامعة الأزهر تطورات الحياة وشجعت طلابها للقيام بمشروعات ريادية لخدمة البيئة والمجتمع وفاز طلاب إيناكتس الأزهر بالمركز الأول ببطولة العالم في ريادة الأعمال من خلال تحويل قشر الجمبري إلى خمس صناعات تفيد البيئة والمجتمع.

قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "إنَّ دِينَ الإسلامِ الحنيفِ دِينٌ شاملٌ لأمورِ الدنيا والآخرةِ، وقدْ جاءتْ تعاليمُ الإسلامِ وأوامرُه بالإحسانِ إلى كلِّ شيءٍ لِيشملَ ذلكَ الإحسانُ الإنسانَ وما يحيطُ بِه مِن بيئةٍ خلقَها اللهُ تعالى مسخرةً لمنافعِ الإنسانِ ومُيَسَّرةً لتحقيقِ غايةِ وجودِه فيها مِن عبادةِ اللهِ تعالى وتزكيةِ النفسِ وإعمارِ الأرضِ. وخلقَ اللهُ هذه البيئةَ على أحسنِ ما يكونُ من النظامِ، وعلى أتمِّ ما يكونُ من الإتقانِ؛ لكي تكونَ صالحةً لاستيعابِ الجنسِ البشريِّ، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج : 65] وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الجاثية : 45]".

وأضاف أنه لما كانتِ البيئةُ بما فيها مِن ثرواتٍ وخيراتٍ مِنحةً إلهيةً وَهِبةً ربانيةً، يشتركُ فيها جميعُ الناسِ؛ فقدْ أمرَنا اللهُ تعالى بالمحافظةِ عليها والاعتناءِ بها وعدمِ الاعتداءِ عليها بأيِّ تصرُّفٍ مِنْ شأنِه أنْ يُعطِّلَ منفعتَها أو يُذهِبَ وظيفتَها للأجيالِ الحاليةِ وللأجيالِ القادمةِ، فمِن حقِّ الأجيالِ القادمةِ علينا أنْ نتعاملَ مع البيئةِ باعتبارِها أمانةً وإِرثًا مُشتركًا، نعملُ جميعًا مِن أجلِ تنميتِه والحفاظِ عليه، ولا يكون تعاملُنا معه بمفهومِ الانتفاعِ والاستهلاكِ من أجلِ المصلحةِ الشخصيةِ فقط، فالمنظورُ الشاملُ الَّذي ينطلقُ منه المسلمُ وهو يتعاملُ مع البيئةِ هو مفهومُ أنَّ إعمارَ الكونِ عبادةٌ للهِ تعالى وغايةٌ ساميةٌ مِن غاياتِ وجودِه في هذا الكونِ، قالَ اللهُ تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) [هود: 61].

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في فاعليات مؤتمر جامعة الأزهر الدولي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، اليوم السبت، الذي يقام تحت عنوان: «تغير المناخ.. التحديات والمواجهة» برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاركة خبراء من جميع أنحاء العالم.

وأشار فضيلة المفتي إلى أنه مِن الأمثلةِ الواضحةِ على ذلك المعنى -وهو ضرورةُ المحافظةِ على البيئةِ- هذا التوجيهُ النبويُّ الشريفُ في الحديثِ المتَّفقِ عليه عن أبي هُريرةَ، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: (لا يَبولنَّ أحدُكم في الماءِ الدائمِ ثمَّ يَغتسلُ منه).

 فإنَّ أيَّ باحثٍ منصفٍ عَالمٍ بمقاصدِ الشريعةِ وأسرارِها وعِلَلِها، يجدُ أنَّ الحديثَ الشريفَ وإِنْ كان واردًا في جزئيةٍ خاصةٍ، وهي النهيُّ عن تلويثِ الماءِ وتفويتِ منفعتِه على نفسِه وعلى غيرِه، فإنَّه يَصلحُ أنْ يُستنبَطَ منه أيضًا نفسُ المعنى في النهيِ عن تلويثِ أيِّ مكوَّنٍ من مكوناتِ البيئةِ التي ينتفعُ بها الإنسانُ، مثل الهواءِ والأرضِ والثروةِ الحيوانيةِ أو السمكيةِ أو غيرِ ذلكَ مِنَ المواردِ البيئيةِ، التي تمثِّلُ قِوامَ الثرواتِ الطبيعيةِ والاقتصاديةِ لشعوبِ المعمورةِ، على تَفاوتٍ وتَباينٍ وتَنوُّعٍ أرادَه اللهُ تعالى لحكمةٍ بالغةٍ؛ وهيَ تعدُّدُ أوجهِ التبادلِ والتعاونِ بينَ الدولِ والشعوبِ. وقدْ أَوصى الخليفةُ الراشدُ أبو بكرٍ الصدِّيقُ رضيَ اللهُ عنه المجاهدينَ بضرورةِ الحفاظِ على البيئةِ حتى في مَقامِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ، فرسالةُ إعمارِ الأرضِ ينبغي أن تكونَ حاضرةً في وجدانِ المسلمِ حتى في مقامِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ تعالى. رَوى البيهقيُّ في السننِ عن أبي بكرٍ رضيَ الله عنه في وصيته: (ولا تُخربوا عُمرانًا، ولا تَقطعوا شجرةً إلا لنفعِ، ولا تَعقرنَّ بهيمةً إلا لنفعٍ، ولا تحرقنَّ نخلًا، ولا تُغرقَنَّه). هكذا يتعاملُ المسلمُ مع البيئةِ بشكلٍ حضاريٍّ حتى في تلكَ الظروفِ العصيبةِ.

وتابع فضيلته: إنه لا شكَّ أنَّ الخروجَ عن هذا النهجِ الإلهيِّ في التعاملِ مع البيئةِ قد نتجَ عنه سوءُ استعمالٍ لمكوناتِ البيئةِ، وأصبحَ تَفاعلُ البشرِ مع مفرداتِها بطريقةٍ سلبيةٍ مع تَزايُدِ الأنشطةِ البشريةِ المؤثَّرةِ على البيئةِ يؤثِّر تأثيرًا سلبيًّا سيئًا قد ساهمَ بشكلٍ كبيرٍ في تَغيُّرِ المناخِ بشكلٍ مُنذرٍ بالخطرِ، وإنْ كانت هناك أيضًا أسبابٌ طبيعيةٌ قد ساهمتْ في هذا التغيُّرِ وما نتجَ عنه من أخطارٍ تضرُّ بالبيئةِ، لكنْ يظلُّ النشاطُ البشريُّ هو صاحبَ النصيبِ الأَوفرِ مِنْ أسبابِ تَغيُّر المناخِ على مستوى العالمِ، ومِن ثمَّ فإنَّ العالمَ كلَّه يُواجِهُ هذه التحدياتِ الكبيرةَ التي تُهدِّدُ مستقبلَ الشعوبِ وتُرْبِكُ الخططَ التنمويةَ والاقتصاديةَ للحكوماتِ والدولِ.

وأوضح مفتي الجمهورية أن هذه التحدياتِ الخطيرةَ تَستلزمُ منَّا أنْ نتعاونَ جميعًا مِن أجلِ الحدِّ مِن الأضرارِ البالغةِ التي تُهدِّدنا جميعًا. وإنَّ عقدَ هذا المؤتمرِ العلميِّ الدوليِّ الثالثِ للبيئةِ والتنميةِ المستدامةِ، بمشاركةِ العديدِ مِن الوزاراتِ والسفاراتِ والجهاتِ المعنيةِ الدوليةِ والمحليةِ، لَيُعدُّ خطوةً هامةً مِن أجلِ تَضافرِ الجهودِ بين دولِ العالمِ جميعًا لوضعِ رؤيةٍ شاملةٍ للمواجهةِ الإيجابيةِ والخروجِ مِن تلك الأزمةِ حتى لا تتأثرَ هذه الأجيالُ والأجيالُ القادمةُ بالعواقبِ الوخيمةِ الناتجةِ عن التَّغيُّرِ المناخيِّ المحتملِ. وإنَّ المؤسساتِ الدينيةَ في العالمِ كلِّه عليها مسئوليةٌ كبيرةٌ مِن أجلِ إعادةِ بناءِ الوعيِ الصحيحِ فيما يتعلَّقُ بضرورةِ المحافظةِ على البيئةِ، والابتعادِ عن كلِّ ما يؤدِّي إلى التأثيراتِ السلبيةِ للاستخدامِ السلبيِّ للبيئةِ. ولا شك أنَّ ديننا الحنيفَ قد رسَّخ مجموعةً من القيمِ والمبادئ العليا الَّتي يجبُ ألَّا تكونَ محلًّا للخلافِ، مثلَ النَّهيِ عن الفسادِ في الأرضِ في قولِه تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِين). وقد وَضعتِ السُّنَّةُ المطهرةُ تلكَ القاعدةَ الشرعيةَ الكليةَ المأخوذةَ نَصًّا مِن حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: (لا ضررَ ولا ضِرار).

واختتم فضيلة المفتي كلمته بقوله: "فالواجبُ على المؤسساتِ الدينيةِ أن تُعيدَ بناءَ الوعيِ البشريِّ تجاهَ قضايا البيئةِ على النحوِ الصحيحِ الَّذي اتَّفقتْ عليه الكتبُ السماويةُ والقيمُ الإنسانيةُ الساميةُ. وفي الختامِ أسألُ اللهَ العليَّ القديرَ أنْ يُكلِّلَ جهودَنا في هذا المؤتمرِ بالتوفيقِ والنجاحِ مِنْ أجلِ تحقيقِ السلامِ والأمانِ لِبَنِي البشرِ جميعًا، إنَّه وليُّ ذلكَ والقادرُ عليه. وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين".

ثم قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الدولة المصرية تؤدي دورا رائدا في أزمة المناخ وتبذل جهودا كبيرة لمواجهتها.


وأضاف وزير الأوقاف، في كلمته بالمؤتمر الدولي الثالث للتنمية المستدامة بعنوان "تغير المناخ.. التحديات والمواجهة" والذي تنظمه جامعة الأزهر، أن رأي الدين في القضايا العلمية سواء الطبية او البيئية يتبع رأي الأطباء وأهل العلم ودورنا أن ندعمهم في الجوانب العلمية والثقافية مؤكدين أن كل ما يؤدي إلى المصلحة العامة والوطنية فنحن معه، فالتكليف الشرعي اما لدرء مفسدة او جلب مصلحة.

وأكد أن كل ما يؤكد اهل الاختصاص انه مفسدة فتركه واجب شرعي ووطني، والشرع الحنيف حثنا على الحفاظ على البيئة فالنبي الكريم نهى حرق الزرع او قطع الشجر وكذلك نهى النبي عن تلوث المياه ونهى القرآن عن الضجيج والتلوث السمعي.

قال الدكتور فاروق الباز، العالم المصري، أن أساتذة جامعة الأزهر والطلاب يستطيعون القيام بما يكفي من أبحاث لمعالجة تأثيرات المناخ.

وأضاف فاروق الباز، في كلمة مسجلة نشرت بالمؤتمر الدولي الثالث للتنمية المستدامة بجامعة الأزهر بعنوان "تغير المناخ.. المواجهة والتحديات"، انه سيزور جامعة الأزهر فور نزوله مصر، منوها انه سيبحث في النتائج الصادرة عن هذا المؤتمر الدولي.


وتابع الباز : أتمنى لمؤتمر كم النجاح الكامل وأتمنى لمصر النجاح في كل شئ وجامعة الأزهر لها دور كبير في هذا النجاح.

 

فيما قال الدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إن موضوعَ الحفاظِ على البيئةِ يحتلُ أهميةً كبيرةً في الإسلام، ويكفي أن نتأملَ ارتباطَه بأصولٍ عديدةٍ في الشريعة الإسلامية لإدراكِ هذه الأهمية، كارتباطِهِ بالعلمِ والعقلِ والجمالِ والحضارة والعمران.

وأضاف عامر في تصريح له، على هامش مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي بجامعة الأزهر حول "تغير المُناخ"، السبت، أن الحفاظ على البيئة من أهم أركان عبادة المسلم لربه، فالمسلم موحدٌ لربه، مهذِّبٌ لنفسه، محافظٌ على البيئة من حوله.


ولفت إلى أن اللهُ تعالى خلق الإنسانَ وعرض عليه حَملَ الأمانةِ وقد حَمَلَها، وسخّر اللهُ له جميعَ ما حوله -وهي البيئة- ليحافظَ عليها ويصنعَ بها حضارةً عظيمة، وبين الحقُّ ذلك جليا بقوله تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}.

وأشار رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أنه من مقتضيات حَمْلِ الأمانةِ وحسنِ التعاملِ مع البيئة، طلبُ العلومِ للتعرفِ على طبيعة الكون من حولنا واستكشاف خصائصه لتحقيقِ الحفاظ عليه، لافتا إلى أنه من المهم معرفةُ كيفيةِ الاستفادةِ من هذا الكون ليتحققَ واجبُ التعمير والتطوير لهذه البيئة، فالعلمُ والمعرفة في الحقيقة أُولى خطواتِ الحفاظ على البيئة، قال تعالى: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.


ولفت عامر إلى أنه يأتي في مقدمةِ وسائلِ الحفاظ على البيئة: الأمرُ بالترشيد لكل الموارد التي يتعامل الإنسانُ معها، فنُهِينا عن الإسراف في الماء، والطعام والشراب، وكلِّ شيءٍ يكون فيه تجاوزٌ للحد، قال تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وقال تعالى أيضا محذرا من أي فساد في الأرض: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}.


ونوه رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أنه من مظاهر الحفاظ على البيئة من خلال الترشيد، التَّنَبُّهُ إلى الموارد المحدودة أو غير المتجددة ووضع التدابير اللازمة لها، كمشكلة المياه التي تشغل بال العالم اليوم، و العمل على تطويرها وتجميلها وصيانتها، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التعمير، بزيادة المساحات الخضراء، فقال صلى الله عليه وسلم: «لَا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا، وَلَا يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، وَلَا دَابَّةٌ، وَلَا شَيْءٌ، إِلَّا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً».

شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تَغَيُّرُ المُنَاخ: التَّحدياتُ والمُواجهةُ،  تحت رعاية الرئيس عبدِ الفتاح السيسيِّ، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيِّب- شيخِ الأزهر، وعدد من الوزراء.

وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الأولى إن هذا المؤتمر يمثل أهمية كُبرى في إِطار اهتمام الدولة المصرية بمجالات البحث العلمي خاصة ما يتعلق بعلوم المُناخ والبيئة وقضايا الفَلك والفضاء، كمَا أن ما تُناقِشه محاور هذا المؤتمر وجلساتُه التِّي تدور حول التحديات المُناخيَّة المتجددة والفُرص المتاحة لإحلالِها بما ينعِكِس علَى مُعدَّلات التنمية، يؤكِد أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس تسير نحو تطور مُهم يسْعَى لاستثمار كل مواردها الطبيعيَّة وإمكاناتِهَا فِي خدمة المجتمع وتلبية احتياجاته.

وأضاف عياد أن العالم يعاني مؤخرا من ظواهر جوية خطيرة، تهدد الكرة الأرضية بأثرها بتغيرات مناخية تجمع ما بين فيضانات مدمرة، وجفاف حاد، وندرة المياه، وتدني المحاصيل الزراعية، وتلوث البيئة والأنهار والمحطيات، مما يفرض على كثير من الغيورين في العالم دق ناقوس الخطر للانتباه إلى هذه الأزمة التي تهدد البشرية؛ لذا وجب علينا ساكني هذا الكوكب جميعًا، أن نتعاون في حل هذه المشكلة العالمية، انطلاقا مما تفرضه علينا الأديان بخصوص هذه النعمة المشتركة.

وأوضح الأمين العام أن هذا الخطر يستدعي دراسة واعية لإشاعة الوَعْي البِيئِي، الذي يمنح قضية تغير المُناخ أولوية مجتمعية وإنسانية، تفاديًا لمخاطرِها، وتَحَسُّبًا لمُسْتجدَّاتِها، عن طريق إيجاد بدائل لأهم مُسَبِّباتِها من خلال: التربية في إيجاد توعية بيئية لا سيَّما ظاهرة تغيُّر المُناخ، والحديث عن نتائج إهمال مخاطر ظاهرة تغيُّر المُنَاخ، وبيان العلاقة بين الوعي بمخاطر تغير المُنَاخ وتحقيق التَّنمية.

وأشار عياد إلى أن الإسلام كان سباقا لوضع أسس للعناية الشاملة بالبيئة، تهم كل مكونات البيئة من ماء، وهواء، وتربة، وكائنات حية، لكن نظرا لواقع المسلمين في كل المجالات، وقعت فجوة كبيرة بين التنظير والتطبيق في عصرنا الحالي، مما جعل أغلبية المسلمين يتحدثون عن أمور البيئة، وبالأخص ظاهرة تغير المُنَاخ وكأنها من لغو الكلام، أو مِن الكماليَّات الزائدة، بينما هي في الأصل من الضرورات الملحة في حياة البشرية عموما، مؤكدا أن المسلمين عليهم دور أعظم من ذلك، يقوم على ركيزتين: الأولى: مسؤولية إعمار الأرض، والثانية: مسؤوليَّة محاربة الإفساد فيها.

وختم عياد كلمته بالتأكيد على الحاجة إلى الإيمان الذي يُنْقِذ هذه الأرض ويُنْقذ البشرية من الدمار، سيَّما وقد تأكَّد لنا جميعًا أن الممارسات السيئة بحق البيئة والمُنَاخ حتى وإن كانت بعيدةً عنَّا آلافَ الأميالِ إلَّا أنَّ آثارَها المدمِّرة لا تقف عند حدود مُرتكبيها، ومن ثَمَّ أدعو المؤسساتِ العلمية والدينيَّة والإعلامية والاجتماعية لِتَبني خطاب عالمي مُشترك  يُوجه نحو التصدِّي لهذه الممارسات الخاطئة والجائرة التي يقوم بها الإنسان تجاه أخيه الإنسان وتجاه كوكب الأرض بَيْتِنا المشترَك، ولست بعيدًا عن الواقع إذا ما دعوت إلى وضع القوانين وسن التشريعات التي من شأنها أن تُرْضخ المفسدين في الأرض والمُعتدين على البيئة والمُسِيئين للمُنَاخ، مع ربط هذه التشريعات بضرورة العمل على تنمية الوعي الديني الذي يوقظ في الإنسان ضميرَه فيكون رقيبًا على نفسه في كلِّ تصرُّفاته وجميع شُئونه.

قال أ.د علي أبو سنة، رئيس جهاز شؤون البيئة، في كلمته نيابة عن الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بالمؤتمر العلمي الدولي الثالث للتنمية المستدامة بجامعة الأزهر بعنوان «تغير المناخ.. التحديات والمواجهة»، إن هذا المؤتمر الدولي العلمي جاء في توقيت مهم للتنبيه على خطورة قضية التغير المناخي وآثارها الحالية والمستقبلية التي قد تهدد البشرية جمعاء، وأن الاهتمام بالبيئة وحمايتها وما يدعو إليه هذا المؤتمر أمر مهم تحث عليه جميع الرسالات السماوية، التي مخجتؤكد أهمية السلامة البيئية والحفاظ على الطبيعة، ومسؤولية الإنسان والمسؤولية المشتركة  نحو ضمان وتحسين سلامة الأرض وتحقيق الرفاهية.

وأوضح رئيس جهاز شئون البيئة في كلمته نيابة عن وزير البيئة اليوم السبت أن قضية التغير المناخي من أكثر القضايا التي تواجه تحقيق التنمية المستدامة في الدول النامية والمتقدمة، ومن أكثر التحديات التي تواجه العالم كله، وقد يترتب على آثارها وتداعياتها العديد من المشكلات الاجتماعية والطبية مثل الهجرة وانتشار الأمراض والأوبئة، مما يهدد بدوره النظم البيئية والطبيعية وينعكس على الأمن الغذائي ويشكل تهديدًا للاستثمارات الاقتصادية المختلفة، فضلًا عن التداعيات الاجتماعية والبيئية والصحية والاجتماعية.

واستعرض الدكتور أبو سنة جهود الدولة المصرية التي تعتبر بحكم موقعها الجغرافي من أكثر الدول تعرضًا  للآثار السلبية للتغيرات المناخية والأكثر تضررًا؛ مبينًا أن مصر شاركت في العديد من المنتديات والمؤتمرات الدولية للتكيف مع الظاهرة، وتم اتخاذ عدد من الخطوات لتعظيم الاستفادة في هذا المجال، كما حملت الدولة المصرية على عاتقها تحقيق التنمية المستدامة في صورة أهداف وطنية لتحقيق «رؤية مصر ٢٠٣٠»، من خلال مشاركة جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والبرلمان من خلال مشروعات واستراتيجيات منظمة، لتحقيق مبادئ التنمية المستدامة.

واختتم رئيس جهاز شئون البيئة كلمته نيابة عن وزيرة البيئة مطالبًا بضرورة العمل من خلال المفاوضات الدولية للحد من تأثير الملوثات والانبعاثات البيئية لتحقيق الاستدامة والتنمية، والتعاون  مع وزارة البيئة في تمويل المشروعات التنموية اللازمة لحماية الشواطئ للحد من أثر التغيرات المحتملة على مصر والعالم كله، وضرورة قيام المشاركين في المؤتمر بالاستفادة من مخرجاته في تحقيق تنمية مستدامة ورفاهية لهذا الشعب الكريم.

وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله تعالى بين لنا العلاقة بيننا والأكوان فهي قائمة على الاحترام.


وأضاف على جمعة، في المؤتمر الدولي الثالث للتنمية المستدامة بعنوان "تغير المناخ.. التحديات والمواجهة"، أن الكائنات الأخرى في الكون تسبح ربها ويجب على المؤمن أن يعامل هذه الكائنات معاملة حسنة، فالله تعالي غفور ورحيم.

وأشار إلى أن الله تعالى بدأ كتابه العزيز بقوله "بسم الله الرحمن الرحيم" وبما أن المؤمن عليه أن يعامل الكائنات الأخرى معاملة حسنة، فكذا على البشر أن يتعاملوا مع بعضهم معاملة طيبة تليق بالإنسان.

وتعقد جلسات مؤتمر جامعة الأزهر المؤتمر العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تحت عنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، على مدار ثلاثة أيام (السبت، الأحد والاثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م، بمركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس، انطلاقا من سعى الأزهر الشريف لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدًا وتحضيرًا ودعمًا لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.