شهد عام 2021 العديد من التقلبات في قطاع السيارات وعدم الاستقرار في سمة اتسمت بمشهد ضبابي، بدءًا من أزمة النقص العالمي في أشباه الموصلات، إلى عمليات الإغلاق في مصانع التجميع لكل الشركات الكبيرة والمعروفة مثل جرنال موتورز و تويوتا و فولكس فاجن، فضلاً عن الارتفاع الشديد في أسعار السيارات المستعملة في طفرة لم يشهدها السوق منذ سنوات بعيدة وتأزم عمل الوكلاء الرسميين بسبب النقص الشديد في المعروض من السيارات وعدم القدرة على مواكبة الطلبات المتزايدة للعملاء، كان عام 2021 لا ينسى بالنسبة لمصنعي السيارات والمستهلكين على حد سواء، وبالرغم من الأجواء السبية التي استحوذت على المشهد إلا أن نقطة الضوء الوحيدة كان في الارتفاع الملحوظ لمبيعات السيارات الكهربائية والهايبرد بنسب غير مسبوقة، والتحول المتزايد للعملاء من شراء سيارات السيدان إلى سيارات الـSUV الرياضية، وانتعاش ملحوظ في سوق شاحنات البيك أب بشكل غير مسبوق.
والسؤال الذي يطرح نفسه حاليًا، ماذا ينتظر قطاع السيارات عام 2022؟ قدم تقرير نشرته قناة "إن بي سي" عدة توقعات لهذا العام
"استمرار أزمة الرقائق الإلكترونية"
بالرغم من انفراج الأزمة نسبيا بحلول الربع الأخير من 2021، إلا أن شركات الاستشارات المتخصصة مثلAlixPartners تتوقع باستمرار المشكلة وعدم التعافي الكامل قبل سنة 2025، مع توقع مزيد من المشاكل لقطاع صناعة السيارات مثل نقص في العجلات وبعض المواد المستخدمة في المقصورة الداخلية.
"ارتفاع أسعار السيارات الجديدة"
بسبب قلة عدد الوحدات المطروحة للبيع سترتفع الأسعار بشدة وفقا للمحلل وخبير سوق السيارات تايسون جوميني من شركة J.D. Power مشيرا إلى أنه حتى في حالة انتعاش الإنتاج خلال 2022، فلن يتمكن التجار من إعادة نفس مستوى المخزونات لديهم هذه السنة وبالتالي سترتفع الأسعار.
"انتشار عمليات البيع والشراء أونلاين"
مع انتشار وباء كورونا بدأ صناع السيارات والوكلاء في تقديم وسائل بديلة للشراء التقليدي نظرًا لعدم تمكن العملاء من الذهاب إلى صالات العرض والمتاجر، لذلك قدمت معظم شركات السيارات شراء منتجاتهم عبر الإنترنت، وحاليا يقوم بعض التجار بالتواصل مع العملاء أونلاين وجدولة تجارب قيادة السيارة التي يريدون شراءها، مع إتمام عمليات البيع من خلال الإنترنت وتسليم السيارات الجديدة إلى منازل المشترين أو مكاتبهم. ومن المتوقع أن تزداد حركة البيع عبر الإنترنت خلال 2022 والتخلي تماما عن صالات العرض التقليدية.
"ظهور أسماء جديدة لامعة في مجال السيارات"
لفترة طويلة سيطرت عدة شركات معروفة بالاسم على مجال صناعة المركبات، مثل فورد وفولكس فاجن و جنرال موتورز، الآن فتحت شركة تسلا الكهربائية الباب أمام لاعبين جدد وكسرت الكود السري أمام عدد كبير من الشركات الوليدة لتنافس بقوة على الساحة واصبح مجال تصنيع السيارات مفتوحا على مصراعيه لشركات وليدة تظهر وتنافس بقوة والمثل الأكبر شركة ريفيان الأمريكية التي حققت نجاحا كبيرا مع طرحها في بورصة وول ستريت.
"بطء في مجال المركبات ذاتية القيادة"
بالرغم من التنافس المحموم بين شركات السيارات لصناعة سيارة ذاتية القيادة بالكامل لا تحتاج لتوجه بشري وتطوير مرسيدس و فولكس فاجن لمستوى 3 من القيادة الذاتية مع محاولة شركة "وايمو" تصنيع تاكسي روبوت قادر على توجيه نفسخه بنفسه‘ إلا أن الواقع يؤكد أن الحكومات لن تقبل بمثل هذه المخاطرة لأنها تفتقد بشدة لخصائص الأمن والسامة المرورية وتعرض حياة المشاة والركاب للخطر، خاصة مع تسبب نظام القيادة الذاتية في تسلا لعدد كبير من الحوادث.