EN
ما زال الاحتلال الإسرائيلي يواصل استفزازاته المستمرة تجاه الفلسطينيين من خلال التصريحات أو الأفعال العسكرية أو القانونية التي يصادق عليها الكنيست الإسرائيلي بين الحين والآخر، على مرأى ومسمع من جميع دول العالم وخرقا للقانون الدولي والأعراف الدولية.
وآخر هذه الاستفزازات التي صدرت عن الكيان الإسرائيلي، قول وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الأحد، إن "الفلسطينيين سيكون لديهم كيان في المستقبل، وليس دولة كاملة".
وأوضح جانتس، في جلسة حوارية بمؤتمر ميونخ للأمن، أنه في نهاية المطاف، سنجد أنفسنا أمام حل يعتمد على كيانين، نحترم فيه السيادة والحكم الفلسطيني، ولكن يتم فيه احترام احتياجاتنا الأمنية.
لا يمثل قوة في إسرائيل
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني والقيادي بحركة فتح، إن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس لا يمثل قوة داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي ترفض أي عملية سلام مع الفلسطينيين.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن جانتس يمثل حزبا حصل على 8 مقاعد فقط في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأن خطواته السياسية مرفوضة بشكل كبير من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ولكنه صرح في مؤتمر ميونخ للأمن بأنه لا يؤيد قيام دولة لفلسطين ولكنه يؤيد قيام كيان فلسطيني فقط.
وتابع: "جانتس يري أن الكيان الفلسطيني الحالي، والذي لا بد أن يكون عليه في المستقبل، عليه أن يتعايش مع حقيقة الأمر دون أن يكون هناك سياسة لـ الفلسطينيين".
إنهاء فكرة حل الدولتين
وأشار إلى أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تنهي حل الدولتين، وهو ما نراه على أرض الواقع، حيث إن دولة الاحتلال تنهي فكرة حل الدولتين بشكل يومي عن طريق التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس.
ولفت أن تصريحات بيني جانتس هي أقصي ما يستطيع أن يقدمه من يقولون أنهم صناع السلام في دولة الاحتلال.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات بيني جانتس مرفوضة بشكل كامل لأنه ينهي المشروع الوطني الفلسطيني ويقلص حلم حل الدولتين إلى كيان، وهو ما يتفق مع خطة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب التي يطلق عليها صفقة القرن والتي تنص على عدم قيام دولة فلسطين.
إعلان قيام دولة فلسطين
وعن المطلوب من السلطة الفلسطينية، قال الرقب إن المطلوب هو توقف كل اللقاءات مع وزير دفاع دولة الاحتلال ومع أي جهة رسمية داخل إسرائيل، وأن يعلن رسميا عن سحب الاعتراف بدولة الاحتلال من توصيات المجلس المركزي التي ترادفت منذ عام 2015 و2018 و2020 والآن في 2022.
وتابع: "الخطوة الثانية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية، أن يعلن قيام دولة فلسطين على الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس، وأن يبدأ العمل على ذلك في مؤسسات المجتمع المدني، ومطالبة المجتمع الدولي الاعتراف بدولة فلسطين".
وقف الاستفزازات الإسرائيلية
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، طالب خلال لقائه برئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، في رام الله بالضفة الغربية، بوقف الممارسات الإسرائيلية الأحادية التي تقوض حل الدولتين.
وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية "أحادية الجانب التي تعمل على تقويض حل الدولتين"، داعيا إلى البدء في عملية سياسية حقيقية وفق قرارات الشرعية الدولية.
كما طالب بإنهاء "الاحتلال الإسرائيلي، ووقف النشاطات الاستيطانية، واعتداءات المستوطنين"، مؤكدا في الوقت ذاته على وجوب احترام الوضع التاريخي في المسجد الأقصى.
وشدد عباس، على تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتذليل العقبات التي تعترض طريق هذه العلاقات.
في المقابل، عبرت بيلوسي عن الالتزام بصنع السلام على أساس حل الدولتين، ودعت لضرورة تعاون كافة الأطراف للمضي قدما في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة.
